عندما تتعرض دولة عربية لموقف صعب ينقسم رواد ناديها العربي إلى ثلاثة . . شامت ومتعاطف ومحايد . والواقع أنه لا فرق بين الثلاثة عندما يلتقون فيقبلون الأنوف والأكتاف.. ويبقى مافي القلب في القلب حتي تحين فرصة التعبير عن الكراهية الكامنة والحقد الدفين الذي زرعه الطامعون والاستعماريون فيهم فتعودوا عليه وأصبح سمة ملازمة لهم.
وطالما هناك أطماع خارجية في ثروة العرب
وطالما العرب يتناطحون كالأنعام في ما بينهم
ويغضون الطرف عن فتنة الطامعين فيهم ويشرعون سيوفهم الصدأة في وجوه بني جلدتهم ،،،، سيظل المشهد الغربي بتفاصيله اليومية المهينة هو ذاته بكل ما فيه من دهاء ظاهر وعنف مستتر.
أذكر كيف أصابتنا في الأمم المتحدة حالة من الاستنفار والفزع وقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية وما تلاها من أحداث دموية شجبها واستنكرها العرب .. وظلت حالة الشجب والإستنكار هكذا لبضعة أيام ونحن نرصد حركة الثائرين في ميادين العواصم العالمية الكبرى( تماما مثلما يحدث بشأن غزة الآن) ثم هدأ كل شيء فجأة وما لبث المجتمع الدولي (ومن قبله العرب) أن تعود على أحداث كل إنتفاضة وعدد قتلاها كل يوم. وتحولت الأخبار المفجعة إلى حكايات مملة لا يرددها إلا كل منتفع عظيم.
وأذكر أيضا وقت اعلان الحرب على العراق في مارس ٢٠٠٣ كيف جابت المظاهرات المحمومة كل عواصم العالم ترفض الحرب والقتل والدمار لبلد عربي.. وجرائم سجن أبي غريب التي لن يمحو آثارها التاريخ ، لينتهي المشهد بشنق رئيس دولة عربية كبرى واحتلالها وتعيين حاكم أجنبي عليها.. والعرب كالعادة في سبات غير مريب لأنهم قد تعودوا عليه فأصبح طبعا فيهم .. أما شعب العراق، فقد كتب عليه أن يأكل الحصرم لمائة عام قادمة على الأقل.
وليس ثمة مجال لإستعراض ما حدث وما يحدث الآن لبلاد العرب دون سواها خلال العقود الثلاثة الماضية ، وما يصنعونه هم بأنفسهم، وبين بعضهم البعض، نكاية وحقدا أو ريبة وجهلا أو طاعة عمياء لمن يوحي إليهم بحد السيف، أو بقلادة ماسية تبدو في أحلام يقظتهم نجمة ساطعة في عز الظهر