اتضح أننا أبناء الظلام.
لم تخترنا الحياة عبثًا لنرى ثقبها الأسود.
بينما كان الأطفال يلعبون، كنّا نحن نقف، كل منّا، أمام بابٍ في بيتٍ مهجورٍ .
أحدنا قرّر أن ينظر إلى العفريت في وجهه،
كما كانت تقول جدّتي:
"تف في وجهك العفريت، مبقتيش زينة!"
أخشى أن نكون، منذ البداية، من نسل المساخيط.
فما يروينا سوى مكاتيب الليل.
الحقيقة أنهم لم يختارونا عبثًا،
إذ ليس من الطبيعي أن ينشأ أمثالنا في أرض القسوة،
وأن تكبر الزرعة وسط الحجارة،
ولا يكون دمها ملعونًا.
أصبحت أثق أننا سلالة رقصت على السلّم؛
لم تنل رحمة الملائكة،
ولم تلعب مباشرةً مع الشياطين.
نحن عالقون بين النور والعتمة،
نحمل من كليهما شيئًا، ومن كليهما لعنة لا تزول.
لم أعد أعرف من نكون،
لكن من فرط اللعب مع الوحوش
صرنا مثلهم.
والفرق الوحيد بيننا وبينهم
هو عِرق قديم
لا يزال يحنّ إلى السماء.