شخصية أمل صبور في الراية البيضا واحدة من الشخصيات الدائمة في عالم أسامة أنور عكاشة؛ تلك الفتاة الجميلة، سيئة الحظ في الحب، وأحيانًا في العمل، رغم طيبتها وحماسها وجمالها. هي امتداد واضح لخط نسائي متكرر في أعماله، يشبه شخصيات نسائية كثيرة رسمها بحساسية ووعي: قمر السماحي، أنوار في أرابيسك، شيرين في ليالي الحلمية، وليلى في أبو العلا البشري.. ناهد حافظ في " الشهد والدموع" .
حوارات أمل صبور بديعة، مليئة بالدفء والشجن، إلى حد أنها ما زالت محفوظة ومُسجَّلة على SoundCloud، شاهدة على عمق الكتابة وصدق المشاعر.
أسامة أنور عكاشة، حين سُئل عن الحب، في حوار مع هند القاضي ببرنامج" مرايا" قال بالحرف الواحد:
«الحب ليس كافيًا. الحب يحتاج إلى تكافؤ، وثقة بالنفس بين الطرفين، بحيث لا يشعر أحدهما بالدونية أو التقليل وهو ما تجلّى بوضوح في الحب وأشياء أخرى. فالإنسان لا يمكن أن تستقيم حياته لمجرد وجود عاطفة؛ الحب وحده، كعلاقة عاطفية، غير كافٍ. هناك أشياء لا بد أن توجد لحمايته، وهي مفتاح النجاح أو الفشل."
أفضل بطلات عكاشة وعيًا بهذا المنطق كانت أمل صبور. كانت تعي أزمتها بصدق مؤلم حين قالت:
«أنا مش عارفة إيه اللي بيخليني أتصرف بالشكل ده… فرحت لما هشام طلبني، وفجأة اتعصبت وروحت للدكتور مفيد وقلت المحاضرة السخيفة دي».
وتقول أيضًا:
«لو بتتعد بالسنين بس كان يبقى فاضل فيها كتير، لكن في أيام بتاكل شهور، وشهور بتاكل سنين، وتجربة واحدة بتاكل العمر بحاله».
طلب عكاشة، على لسان والدها، ألّا تستسلم، وألّا ترفع الراية البيضاء.
فالراية البيضا لم تكن معركة فقط بين القبح والجمال، بل كانت معركة كل إنسان يواجه تجارب حياة يفشل أحيانًا في تجاوزها.
أمل صبور كانت أكثر بطلات عكاشة وعيًا وقوة وذكاء.
رحمة الله على سمية الألفي،
وعلى الأستاذ أسامة أنور عكاشة





































