تمر علينا يوميًا كلمات كثيرة، بعضها يمر مرور الكرام، وبعضها يترك أثرًا صامتًا فينا. أحيانًا تكون مجرد نصيحة، ملاحظة بسيطة، أو حتى نغمة في صوت شخص نحبه، لكنها تستقر في داخلنا بلا استئذان. تبدأ تهز ثقتنا بأنفسنا، تجعلنا نشك في الآخرين، وربما في قيمنا ومبادئنا.
الكلمة المقلقة ليست بالضرورة جارحة بشكل واضح، لكنها فخ صامت. تظل تدور في ذهنك، وكأنها تسجيل لا يتوقف، وتحوّل يومك الهادئ إلى سلسلة من الأسئلة والشكوك. تجعل الليل أطول، وتسرق هدوءك، وتتركك تتساءل: لماذا شعرت بهذا القلق؟ لماذا لم أستطع تجاهلها؟
لكن يمكنك حماية نفسك. السر بسيط: ركّز على الكلمات التي تمنحك طاقة وحياة، وتعلم أن توقف فورًا عن إعادة التفكير في أي كلمة تسبب لك القلق. امنح نفسك الحق في اختيار ما تسمح له بالبقاء داخلك، وما يملأ قلبك وعقلك بالراحة.
سلامك الداخلي أغلى من أي كلمة، وأهم من أي رأي. الكلمات التي تبنيك وتمنحك شعورًا بالطمأنينة هي وحدها التي تستحق أن تبقى معك. اجعلها مصدر قوتك، ودع كل ما يزعجك يمر مرور الكرام، دون أن يترك أثرًا في قلبك.





































