جَاءَتْ إِلَيْكَ وُفُودُ الحَرْفِ شَامِخَةً
تَشْدُو عَلَيْكَ الَّذِي قَدْ رَقَّ مِنْ أَدَبِ
إِنِّي نَظَمْتُ حَدِيثَ الرُّوحِ مَوْعِظَةً
لَعَلَّ فِيهَا نَجَاةَ القَلْبِ مِنْ نَصَبِ
مَقَامُكَ الفِعْلُ لا مَا خُطَّ فِي الكُتُبِ
فَشَمِّرِ الذَّيْلَ وَاسْعَ السَّعْيَ فِي دَأَبِ
مَا قِيمَةُ السَّيْفِ إِنْ زَانَتْهُ حِلْيَتُهُ
إِذَا خَلَتْ شَفْرَتَاهُ الحُمْرُ مِنْ غَضَبِ؟
مَا يَنْفَعُ الأَصْلُ إِنْ خَابَتْ مَآثِرُهُ؟
إِنَّ المُهَنَّدَ لَوْلا الحَدُّ لَمْ يُهَبِ
وَالعُودُ لَوْ لَمْ تَمَسَّ النَّارُ جَانِبَهُ
لَظَلَّ بَيْنَ الوَرَى نَوْعًا مِنَ الحَطَبِ
فَاصْنَعْ مِنَ الفِعْلِ مَا تَبْقَى مَآثِرُهُ
وَدَعْ تَبَاهِي الفَتَى بِالجَاهِ وَالنَّسَبِ
تَفْنَى الرِّجَالُ وَيَبْقَى طِيبُ فِعْلِهِمُ
شَمْسًا تُنِيرُ دُرُوبَ السَّعْيِ وَالطَّلَبِ
مَنْ عَاشَ لِلْخَيْرِ لَمْ تُعْدَمْ شَمَائِلُهُ
كَالغَيْثِ يَهْطُلُ بَيْنَ الرَّعْدِ وَالسُّحُبِ
فَازْرَعْ وُجُودَكَ فِي الأَيَّامِ مَلْحَمَةً
تُتْلَى إِذَا جَفَّ مَاءُ العُودِ فِي الحِقَبِ
مَنْ لَمْ يُشَرِّفْهُ فِعْلٌ مِنْ يَدَيْهِ فَلا
يَشْفَعْ لَهُ جَدُّهُ الأَعْلَى مِنَ العَرَبِ





































