النرجسي لا يسقط فجأة، ولا تنكشف نهايته في مشهد واحد. نهايته رحلة بطيئة وصامتة يعيشها بمفرده، بينما يتفكك عالمه قطعة بعد أخرى. ليست نهاية واحدة، بل سلسلة من النهايات التي تحاصره حتى يواجه حقيقته العارية.
سقوط العلاقات الحقيقية
ظن النرجسي أنه قادر على جمع أكبر قدر من العلاقات، وعلى أن يملك القلوب بالسيطرة والتمثيل. لكنه في النهاية يكتشف أنه أبعد عن نفسه كل من أحبه بصدق. يبقى محاطًا فقط بأشخاص سطحيين، لا يرون فيه إلا وسيلة لمصالحهم. عندها يدرك أن الحب الذي ظن أنه قادر على التحكم فيه، لم يعد موجودًا في حياته.
غياب السلام الداخلي
حياته سلسلة لا تنتهي من مطاردة الانتباه والإثارة والدراما. يهرب من الفراغ الداخلي بمزيد من الانتصارات السطحية، لكنه يكتشف أن شيئًا لا يملأ ذلك الفراغ. السلام النفسي بالنسبة له يظل فكرة غريبة، وكأنه يعيش في سباق بلا خط نهاية.
انكسار القوة الزائفة
مع مرور الزمن، يبهت البريق، ويضعف القناع الذي طالما استخدمه لإخفاء هشاشته. لم تعد قدرته على الخداع كما كانت، ولا الناس كما كانوا. يجد نفسه وجهًا لوجه أمام صورته الحقيقية: إنسان هش، يخشى أن يراه الآخرون على حقيقته.
النهاية الحقيقية
هكذا تصبح النهاية الحتمية للنرجسي هي الوحدة والفراغ. لم يُهزَم من الآخرين، بل من نفسه، حين فضّل السيطرة على الحب، والمظاهر على الحقيقة.
أما من عاش بجانبه ثم اختار التحرر، فقصته مختلفة تمامًا: نهايتك أنتِ هي السلام والتحرر وبناء حياة حقيقية مليئة بالصدق والحب.
وهذا ما يخشاه النرجسي أكثر من أي شيء… أن تدرك قيمتك، وتتركه خلفك، وحيدًا في دوامة فراغه.