كل نعمةٍ يمنحها الله لك، هي أمانة بين يديك، واختبارٌ لطريقة استخدامك لها.
فإن رزقك الله ذكاءً، فاجعله وسيلةً لبناء الخير لا وسيلةً للأذى، وابحث به عن طريقٍ ينفعك وينفع غيرك.
وإن وهبك الله قدرةً على الكلام، فلتكن كلماتك جبرًا للخواطر لا كسرًا لها، فكم من كلمةٍ صادقةٍ أزهرت في قلبٍ منكسر، وكم من عبارةٍ جارحةٍ تركت أثرًا لا يُمحى.
وإن منحك الله قدرةً على الإصغاء، فاستمع لمن يحتاج إلى من يسمعه، فربما لا يطلب مشورةً بقدر ما يطلب قلبًا يُصغي إليه.
وإن أودع فيك الله قلبًا يحتوي، فكن سكنًا لمن أتعبتهم الحياة، وملاذًا للقلوب الجريحة.
وإن كانت بين يديك قدرة على إدخال السرور إلى النفوس، فافعل ذلك دون تردد، فقد يجعلك الله سببًا في فرحةٍ كتبها لغيرك.
ولا تبخل بعلمٍ ينفع، ولا تمنع خيرًا يصل إلى أحد، فربّ نعمةٍ تدوم لأنها كانت طريقًا لخير الآخرين.
تذكّر دائمًا:
كل نعمةٍ هي سؤالٌ مؤجل، وستُسأل عنها يومًا.
فاجعل جوابك:
"يارب استخدمتها دوما فيما يرضيك."





































