إختلاف الناس سنة كونية ،والتمايز بينهم ضرورة بشرية .
ليس بالضرورة أن يتشابه كل أفراد المجتمع ليكونوا نظائر لبعضهم البعض،ولكن الضرورة تقتضي أن يتقبل كل منهم الآخر وأن يتعايش بني الجلدة الواحدة لُحمةً وتكاتف مبنية على ثقافة التسامح والتعايش وتقبل الأخر.
وتلك كانت من أسمى تعاليم الإسلام التي تعضد من الأواصر المجتمعية لجميع الأجناس ومختلف المعتقدات -قال تعالى:(لقد كرمنا بني آدم )الاسراء ٧٠
فالقرءان يؤكد على أن الكرامة الإنسانية مقدمة على الإيمانية حتى وإن تفاضل الناس ،وهذا يدل على إيجابية التصور والمنظور الإسلامي للذات وللأخر.
فلا تنفك الصفات الإنسانية عن القيم التي تسمح بالإنفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمعات إلا من خلال التركيز على قيم التسامح والتعايش ،فهما صنوان لكل حضارة وثقافة وروح المواطنة.
من أجل التأسيس لهذه القيم ضرب القرءان لنا مثلا لتأصيل فكرة التسامح في حل المنازعات -قال تعالى:(لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي ٱليك لأقتلك إني اخاف الله رب العالمين)المائدة ٢٨
مع اول جريمة في التاريخ البشري جسد فيها التسامح أداة بناء مجتمعية تعزز من التسامح، ولولاها لأنتهى الجنس البشري بقتل كل منهما الأخر،فبعض آليات التسامح تعمل على إزالة الحقد والكراهية الموجودة في الضمائر البشرية والإبتعاد عن مفهوم العنف والجريمة .
من ضمن آليات تعزيز التسامح في مجتمعاتنا العربية إحترام العادات والتقاليد وعدم الحط من شأنها ،عن علي (رضي الله عنه) قال [أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق] ،تلك لبنة قوية في بنيان المجتمعات على أسس أخلاقية إنسانية على غرارها تتعزز ثقافة التسامح بين الأطراف المجتمعية بعيدا عن فكر التنمر والعنف والتطرف والتعصب التي تنافي القيم الإيجابية.
أيضا التسامح يقوّم سلوكيات الفرد فيؤدي إلى تنامي سلوكيات المجتمع ،فحين يتسامح الفرد لا يعيش إضطراب التفكير اللاسوي في البحث عن وسائل الإنتقام والثأر ،لذلك تجد التسامح سببا في ديمومة العلاقات الإجتماعية .
رأيك صواب يحتمل الخطأ ورايي خطأ يحتمل الصواب ،لافتة تتطلب من المجتمعات العربية رفعها عاليا كأيقونة لفكرة تقبل الأخر والتعايش بتسامح بوحدة وتلاحم إنساني.





































