البعض في الحب عبارة عن استجاباتٍ جينيةٍ مشوهة.
بقايا محطَمة لا تعلم معنى الحب الصحيح.
البيئةُ القاسية تُعلم صاحبَها البذل.
تحولهم إلى مسوخٍ لا تعلمُ سوى الإيثار.
هم منازلُ شاهقة بلا أبوابٍ أو نوافذ.
يمكنك أن ترى المحبةَ وهي تمشي في عروقهم.
يتخلى البعضُ منهم عن الرؤية،
دائمُ النظر حوله،
يرى العالمَ كله،
ولا يعرف نفسَه.
لأنهم لم يُعلموه عن الحب
سوى أن يفتحَ يدَه،
وتسيرَ فوقها قافلة كبيرة،
بينما هو يبكي في الأسفل.
كان يتلقى صفعةً مريرةً على خديه،
يَدك لا تكفي للمرور.
يا لهذه اليدِ المريضة!
يمسحُ دموعه، ويسير على رأسه
يبحثُ في سوق الخيال عن يدٍ أفضل يمكنه أن يرتديها.
تَكبرُ يداه،
ويشبُّ طَلعُه للأعلى قليلًا،
وأحيانًا ينمو شاربه.
يُقابله أولُ عابرٍ من لصوص المدينة،
يسلبُ منه كل الحب،
ويسكنُ بالمنزل الكبير.
يصفع خده،
ويقطتع قلبَه مع كل مائدة طعام.
لكنه يخبره كم يدُه جميلةٌ وكافية.
ولأنّه فقير،
أو حتى مسكين،
يتوقفُ عن البكاء،
ويمدُ تلك اليدَ الجديدة لتحملَ قافلةً أخرى.
أصبحَ برنامجًا عبقريًا
في سوقِ حميرٍ كبيرة.
ومهما زادت الحمولة،
يمنعُه النظام من الشعور بالألم،
كل ما تعلمه عن الحب صار كودًا محفوظًا في آلةٍ لا تعرف كيف تُطفئ نفسها.
لا يستطيعُ قول "آه" واحدة،
فقط سعادةٌ تُشبهُ كبيرَهم
حين يصلُ إلى الطريق بلا حاء واحدة!..
لم يعرفوا أن المسوخ الحقيقية لا تسير على أربع،
بل تضحك في الوجوه كل صباحٍ وتقول: أنا بخير.








































