إن لم يختركَ أبواك منذ البداية،
فمن أين تأتيك القناعة
أن العالم سيضعك في أوّل الصفوف؟
ما دمتَ لم تحظَ بكرامات الاختيار،
وأنت الأحق بالانتقاء،
فلن يجعلك أحد
في أول القائمة.
ستظل دائمًا
قطعةً فنيةً شديدة الجمال والأصالة،
يشاهدك الجميع
من خلف فاترينةٍ مُلمعة،
ولا يجرؤ أحد أبدًا على اختيارك.
أنتَ عودُ ثقابٍ أخير
في علبةٍ ذهبيةٍ ثمينة،
يرفض صاحبها أن يُشعله...
أو يُلقيه.
لستَ مُهمشًا،
ولا أنتَ قبيح،
لكنّ قدرك
ألا تكون في صفّ الاختيار.
ساكن في الرفّ بعنايةٍ مدهشة،
عالق في جذعِ عصفورٍ ملوَّن،
حرٌّ أنت،
لكنّك تعلّمتَ أن تضع الجميع فوق قلبك،
أن تُفرغ مساحةً من العالم
ليتّسع للآخرين.
تخلق قانونًا جديدًا للاختيار،
وتقلب موازين الصف.
لكنّ العالم لا يتغيّر،
حتى لو صنعنا فيزياء جديدة.
لا هروب من الطبعة الأولى،
من النظرة الأولى،
من الذين تركوا يديك
حين كان بمقدورهم
أن يحملوا هذا القلب الصغير.
لا بأس أن تُمنّي نفسك بالتغيير،
لكن كم مرّةً
كانت التجربة معاكسةً،
ونتائجها ضدّ البلاء المُقدّر؟
من أنت
لتعادي قدرك المحتوم؟
قصةٌ في شريطٍ رقيق،
أسطورةٌ
يجب أن يؤمن بها الجميع،
فمن خالفها...
تاه عن الطريق.
أنتَ في آخر الصف،
في آخر الأشياء،
محكومٌ عليك بالرؤية،
محكوم عليك بالجمال،
وتعلو وجهَك دائما نظرةُ عوليس
مقدورُك أن تهب،
ولا يصلك
إلا آخر صوتٍ من السيمفونية العذبة.
وإن تمردتَ الليلة،
فلن يعزفوا لك بالغد،
ولن تتذوق أبدًا الموسيقى.






































