لا تلوموني إن نطقتُ بما يختلج في جوف الصمت
لا تؤاخذوني إن أفصحتُ عمّا أخفته الأيامُ خلف عينيّ المرهقتين من محاولة إظهار الصمود والتجلُّد.
لا تلوموا قلبًا نزفَ بحروفٍ ما عادت تُحتمل
ولا عتبَ على روحٍ أنهكتها المسافة بين الصبر والانفجار.
لا تلوموني إن اختلطَ الحنين بالغضب.
أو اختنقَ الكلامُ عند أول دمعةٍ تسقط خلسةً فوق وسادة الوحدة.
فما كل من ابتسمَ عاشَ فرحًا
ولا كل من صمتَ عرفَ السلام...
كم من ضجيجٍ كان صراخًا بلا صوت.
إن كنت قد اخترتُ البوح؛ فلأنّي تعبتُ من حمل المعاني وحدي.
فللكلمات حقُّها أن تُقال
وللحقيقة حقُّها أن تُنصف
ولقلبي حقّه أن يُفهَم
ولو مرةً دون أن يُقاطعَه لومُ أحد.