صديقتي..
متى نتشارك مشروبًا ساخنًا معًا؟ نتشارك الضحك معًا، فأنتِ تعلمين مثلي أن كل شيء يقل إذا قسمناه على اثنين، إلا الضحك، فإنه ينمو ويزداد.
حينها أعدك أن أمسح جدول مواعيدي ورسائل تذكيري، وأضع قطعة سكر وقطعة خميرة على يوم عطلتي ليختمر، فأبقى معك أكثر مما كان مقدَّرًا لنا أن نبقى.
تعرفين أنني أخاطبك بالكتابة، فصوتي ليس شيقًا على الهاتف.. تتواطأ شبكات المحمول ضدي لتشوّه سُمعة مشاعري نحوك، فتختزل منها تسعة أعشارها، ولا أعرف لصالح مَن.
صديقتي..
لا أرغب حين نلتقي أن نذكر ماضينا، فهو لا يتركني، وأنتِ لست معي، فلا أريده حاضرًا بيننا يذكّرنا بأعمارنا المقصوصة منّا.
أريد أن نحلم سويًا، أن نترك أجنحتنا تحملنا حيث اتجاه الريح، أن نجري تحت المطر، ونترك للشاطئ اللص حقائب همومنا، ونعود إلى حيث كنا نحمل أثقل ما نحمل: حقيبة المدرسة.