قال أدهم شرقاوي:
إنَّ بين كلِّ حبيبين خيطًا،
فالأحبةُ الحقيقيون كلَّما اختلفوا، تشابكَ خيطُهم فصار أكثرَ متانة.
وهناك أحبة، كلَّما اختلفوا قطعوا خيطَ حبِّهم، ثم عادوا فوصلوه،
حتى لا يعودَ خِلافًا بعد خِلاف خيطًا،
وإنما حبلًا من عقد.
ﮩ ͜℘ۦ ͢⁽❣︎₎♩🍂
وأقول: أتَّفق قليلًا ببعضٍ، وكثيرًا ببعضٍ مما كتب قس بن ساعدة،
فالخِلافُ أمرٌ طبيعيّ،
يبقى شرفاتٍ تُفتحُ لفهمٍ أعمق بين الطرفين، في حدود الاحترام والشفقة.
نعم، الشفقة،
مِن أن تنفلتَ كلمةٌ فتجرحَ قلبًا، عمدًا أو دون قصد.
الشفقةُ ليست سُوءًا، إنما هي قلوبٌ رهيفة، وإن كان بالخِلاف.
الخلافُ أن تعرفني، لا أن أفوزَ عليكَ وأُقلِّلَ حجمك أمام عيني.
والحبُّ أن يبقى حبيبك بين عينيك.
خلافاتٌ حريرية، أتفق فيها مع أدهم شرقاوي، تُخلِّف عقدًا جميلة،
توثِّق العلاقات أكثر.
حينما أرى الحبَّ، أجده شعورًا به شيءٌ من الأنانية،
وله صفاتُ عجبٍ تختلف من قلبٍ إلى قلب.
أحيانا كثيرة أذهب لرؤية الحب بقصص حقيقية وثقها الأدب
فتقول مي زيادة لجبران، جملةً لن تفهمها إلا امرأةٌ أحبت بكلِّها،
حتى قالت لمحبوبها: يا أنا، قالت:
"أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحبّ،
إن انتظرتُ من الحبِّ كثيرًا، فأخاف أن لا يأتيني بكلِّ ما أنتظر.
أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير،
فالجفافُ والقحطُ واللاشيء في الحب، خيرٌ من النزر اليسير."
🍂🍂
هذا هو ما تُفكِّر به مَن تُحب:
تريد كثيرًا،
فيأتي قليل،
فتراه في لحظتها كثيرًا،
وقبل أن تروى اللحظةُ ظمأَ شعورها،
تحزن،
وتتمنى اللاشيءَ والبعد،
والهربَ أفضلَ من هذا القليل...
هكذا الحبُّ مُحيِّر،
لكنه يبقى النبضة الأروع في القلب،
تحييه وتلملم شتاته،
وتوقظه،
تضمن له بقاءَ الكثير من المشاعر الإنسانية،
التي تنضب في ظلِّ الحياة المادية.
الحبُّ طاقةٌ تحمي قلوبنا من القسوة وبؤس العزلة وإن لم نعش كل تفاصيله،
وإن كنا بمنفى، تجعله وطنًا بصورةِ حبيب.
وإن كان غائبًا تحت ركام المسافات،
وبين أنياب عقارب الوقت، وقسوة الظروف وآلاف التبريرات،
يبقى الحبُّ سلامًا لقلبٍ سليم،
ما زال يحمل اللين...
ويبقى المحبوب الحقيقي سرًا لا يُفشى ولا يُنسى ..
جميل وإن كان مؤلم ..