ها أنا اليوم لم أعد أطيق هذا الحمل الثقيل من الذكريات، تلك التي تتشبث بروحي وتنوء بها نفسي، تخدش قلبي بحدود أوجاعها، وتستنزف ما تبقى في داخلي من صبرٍ وأمل.
لقد آن أوان الرحيل عنها، أن أنزعها من أعماقي نزعًا، وألقي بها وراء ظهري،
أن أمضي خفيفة الخطى، بلا ذكرى، بلا ذاكرة، بلا وجع...
أمضي وأنا أدرك في قرارة نفسي أنّي إن فعلت، قد أتوه عن ذاتي؛ فالإنسان هو حصيلة ما عاشه، وما حمل من تجارب وأيام.
لكن لعل ضياع ملامحي أهون من أن أبقى أسيرةً لألمٍ لا ينتهي، فلعل الراحة المنشودة لا تُنال إلا بالتجرد منها...