يظن الكثيرون أن الجبنة الاسطنبولي اكتسبت اسمها من مدينة اسطنبول التركية، لكنني اليوم سأدحض هذا الطرح، و احكي لكم القصة الأصلية التي تسببت في تسمية الجبنة الاسطنبولى بهذا الاسم لنعيد الحق لأصحابه و نسسب الفضل لأهله
في أربعينيات القرن الماضي، وتحديدا في مدينة مدينة الإسكندرية كان يعيش الكثير من اليونانيين و كان المصريون يطلقون عليهم اسم ( الخواجات ) أو ( الاجريك)، كان اليونانيون يعملون في مختلف المجالات، ولكن من أشهر المجالات التي تميزوا فيها هو مجال تصنيع المواد الغذائية و التجارة فيها.
كان أحد اليونانيين و اسمه ( الخواجة ماكسيموس) يمتلك معملا لتصنيع منتجات الألبان مثل الزبد و الزبادي و الأجبان المختلفة، في هذا المعمل كان هناك العديد من العمال اليونانيين والمصريين كذلك ، وكان من ضمنهم عامل مصري يدعى ( مدبولي ) و كان ماكسيموس بلهجته المصرية الركيكة يناديه ب ( مابولي).
ذات يوم نسي مدبولي بعض الجبن الابيض في حاوية في المخزن و كان يجب عليه نقلها إلى أحد منافذ البيع ، ولعدة أيام لم يلاحظها أحد، إلى أن عاد مدبولي واكتشف الجبنة المنسية و شعر أنه في ورطة، فالجبنة أصبحت طرية ولها رائحة نفاذة، لكن الغريب أنها لم يبدو عليها أي علامات فساد و لم تنمو عليها الفطريات، تذوقها مدبولي و تفاجأ بطعمها المميز الغريب.
أخذ مدبولي علبة الجبن و هرع إلى مكتب ( الخواجة ماكسيموس) و قال له ( لازم تدوق يا خواجة ) فسأله الخواجة ( ايه دي مابولي) أجاب مدبولي ( دي جبنة معتقة انما ايه طعمها مقولكش ) تناول الخواجة ماكسيموس قطعة من الجبن و تذوقها و بدا عليه التعجب والاندهاش وقال ( دي جميل كتير مابولي، ازاي عملتيها) أجاب مدبولي ( دة سر الصنعة يا خواجة ) ضحك ماكسيموس و قال (اوووه مكنتش اعرف انك اسطى مابولي، بجد انتي شاطرة كتير عشان كدة اخنا هنسمي الجبنة دي جبنة الاسطى مابولي) و اشتهرت جبنة الاسطى مابولي في كل محلات البقالة و مع الوقت تم تحريف الاسم وأصبح
اسطمبولي بدلا من اسطى مابولي.
انتظرونا في حكايات أخرى.
بالطبع هذه القصة غير حقيقية و لا تمت للواقع بصلة ، لكن الغرض منها هو توضيح انك يمكن أن تخترع حكاية و تحكيها بثقة فيصدقها الناس و كثيرا ما نرى هذا في زماننا.
----
الهبد وسنينه
تحدث كأنك عالم