أودّ أن تعرف كم مرةً أُعيد تشغيل مقاطع الصوت التي ترسلها لي،
وكم أتأمّل كلماتك وصورك، أريد أن أعترف لك أنّي في أعلى وأقدس مراحل العشق معك، وأني أشتاقك بطريقةٍ جنونيّة، تُرى هل تفعل مثلي؟
هل تتحدّث مع طيفي ليلاً؟
هل يأتيك شعورٌ مفاجئٌ بالاشتياق لي؟
أخبرني..هل تحتفظ برسائلي في زاويةٍ من هاتفك كما أحتفظ بصوتك في قلبي؟
هل تتوقّف فجأة عن كلّ شيء، فقط لأنّ اسمي خطر ببالك؟ أنا أعيشك في كل تفصيلة، في كوب القهوة، في ضوء الغروب، في أغنيةٍ عابرة…
أشعر بك وكأنّك تنظر إليّ من بعيد، تهمس لي: "أنا معك، لا تغيبيني".
أنا لا أطلب الكثير، مجرّد طيفك حين يُثقل قلبي الحنين،
مجرّد صوتك يهمس لي في صمت الليل:
"أنا معك…لا تغيبيني."
أحبك لأنّك الحاضر في غيابي، والقريب رغم كلّ المسافات، أحبك لأنّك علّمتني أنّ العشق لا يحتاج حضورًا، بل روحًا تلامس روحي دون إذن، وروحك استوطنت هذا الجسد دون إذن، واستوطنت الفؤاد والأوردة، كم أحببتك وأحبك وسأحبك، كم أغوص بخوالجي في بحر عشقك دون أن أهتمّ بأنّي أغرق، فذلك هو الغرق الأقرب والأجمل لي،
وإن طال صمتي، فلا تظن أن قلبي هدأ، إنّه فقط… ينتظرك، كما ينتظر الوردُ قطرة مطر،
وكما تنتظر الروحُ قبلة الحياة.