في علم النفس التحليلي، الاحتواء هو واحدة من أعمق صور الدعم النفسي اللي بيحتاجها الإنسان وقت ضعفه. هو ببساطة إن حد يقدر "يحتويك"، يسمعك، يطمنك، يساعدك تفرّغ اللي جواك من غير ما يحكم عليك أو يقلل من مشاعرك.
الاحتواء مش وعظ، ولا نصيحة، ولا حتى مشاركة رأي.
الاحتواء الحقيقي بيحصل لما شخص يتألم، ويتكلم، ويحس إنه مسموع ومفهوم، من غير خوف.
علشان كده، في لحظة الاحتياج للاحتواء، في شوية حاجات مهمة جدًا:
🔸 التعاطف
يعني تسمع بقلبك قبل ودنك.
تستعمل "الاستماع العاكس"، وده ببساطة إنك تعيد صياغة اللي بيتقال بلغتك، علشان توصّل إحساس إنك مركز وفاهم:
مثال:
– "أنا تعبان عشان منمتش"
– "أيوه، قلة النوم فعلًا مرهقة."
المهم توصل له إنك حاسس بمشاعره ومتفاهم وجنبه.
🔸 الهدوء
ما ينفعش تنفعل أو تتوتر معاه.
الشخص اللي قدامك بيكون في لحظة ضعف، وعلشان يقدر يسند نفسه، محتاج يحس بقوتك أنت.
قوتك في اللحظة دي هي هدوءك، ثباتك، ونبرة صوتك المتزنة.
🔸 عدم التمركز حول ذاتك
يعني ما تخليش الحديث يدور حواليك، ولا تستغل المساحة علشان تحكي عن مشاكلك.
ما ينفعش كمان تزعل أو تتأثر بشكل شخصي وتطلب منه يطبطب عليك.
التركيز كله لازم يفضل عليه هو، لحد ما يهدى ويرجع لتوازنه الانفعالي.
وأخيرًا، الاحتواء ببساطة هو إنك تكون "أمان" لحد في لحظة ضعف.
مكان يقدر يتكلم فيه من غير ما يخاف يتحكم عليه، أو يتم تفسير مشاعره بشكل سلبي.
هو واحدة من أقوى أدوات الارتباط العاطفي، واحتياج عميق – خصوصًا عند النساء – مش دايمًا بيتقال، لكنه بيتلمس.