لم أكن أعلم أنه خلف السحاب رسائل أخرى.. قرأتها جيداً أو كما ظننت..
ظل يتحدث عنه وعنّي وعن كل ما جعل لحياته معنى وأعطاها حياة..
"أنا المجذوب في حضرتك ولا أجد الطريق لعقلي أمام عينيك".. قالها وارتبك كثيراً..
قبل أيام كنت أفكر بأمره بأمري بكل الظروف التي تحيط بي وبه..
أقنعت نفسي تماماً بأن وداع المطار ليس آخر الرحلة.. وكل الذين استودعناهم ظلوا في قلوبنا أكثر مكثوا وتربعوا.. كما لم نعرف قبلهم حباً.. ونشتاق إليهم كما لم يعرف الشوق عن نفسه..
أخذت عهداً على نفسي وبقيت أردد "من جمعني به أولاً وثانياً قادر أن يجمعنا ثالثاً.. بل وقادر على كل شئ.. أما الدموع فلا فائدة منها.. سأتركه وآخر شئ على وجهي ابتسامتي التي عشقها كثيراً"..
وجاء وقت الرحيل.. فقال إلى اللقاء.. ودون أن أدري أرتميت بأحضانه وأخذت أبكي غير عابئة بمن حولي.. طار بعيداً وأخبرتني السحب أنها تخبئ لي رسائل أخرى غير التي قرأتها من قبل..
رسائل لم تخبرني بها بل كتبت على شفتيه كل لحظة..
وسمعته جيداً وهو يرددها" أنا المجذوب في حضرتك أمام عينيك ولم أجد الطريق لعقلي... أنا المجذوب في حضرتك ولا أجد الطريق لعقلي أمام عينيك.. أنا المجذوب... ولا أجد الطريق"..