هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة رشا شمس الدين
  5. لو كان الحـب قـــــرار - الحلقــــة الخامســــــــــــة 

خرج حازم وقد صفع الباب خلفه تاركًا إياي أختنق، شعرت بغصة شديدة وبامتهان أشد، مرارة كريهة ترسبت داخلي، ألمت بي آلام الدنيا؛ مادت الأرض تحت قدميّ، عصفور صغير قُيدت أجنحته بسلاسل حديدية، فأصبح لا يقوى على الحركة وربما لا يعرف كيف يتحرك!

 

فاجأتني دموع ساخنة تتدفق، دموع تلهب قلبي قبل وجهي، تاهت مني الكلمات ولم أعرف ما عساي أفعل، مرت الساعات ثقيلة وكأن الزمن قد توقف عند عتبتي، لم أكن قادرة على التفكير بل عاجزة حقًا عن اختيار أي قرار، لم أشعر بنفسي إلا وقد أشرقت الشمس واخترقت أشعتها غرفتي في تحــدٍ، تنبهت أنني بقيت في مكاني على الأرض بجوار الأريكة طوال الليل.

 

فجأة لاحت لي من بعيد ذكرى لإحدى معلماتي، إنها أبلة "نــــورا الوردانـي"، مدرسة التاريخ في مدرستي الثانوية، كانت دومًا مختلفة عن كل من سبقنها من المدرسات بل مختلفة عن كل من حولها، رقيقة ناعمة عذبة، ذات شخصية قوية تؤثر في قلوبنا جميعا كطالبات، كانت علاقتنا قوية، فكثيرا ما كنت استشيرها في أموري الخاصة، أخصها دون غيرها بما يجول في خاطري، وفي مرحلة ما من عمري كانت أقرب لي من أمي، أما على الصعيد المهني، فقد كانت الأبرع، تشرح لنا التاريخ بطريقة مبتكرة، ترويه لنا قصصًا وحكايات ثم تناقشنا فيما حدث من وقائع تاريخية، ماذا لو لم يكن هذا؟ أو ماذا لو كان ذاك؟

تخرج بنا خارج كتاب التاريخ، بل خارج إطار المنهج والواجب والمفروض، تحلق بنا إلى آفاق رحبة بعيدة، تطلق لنا العنان لنُعبر عما يجول في خاطرنا وتناقشنا فيما لو أن لنا القدرة على التغيير.

تغيير أي شئ وكل شئ، فماذا ستكون قراراتنا؟

فوجئنا جميعا حين أخبرتنا أنها استقالت، سترحل خارج البلاد لمدة زمنية لا تعلم مداها، عللت ذلك بضرورة مرافقتها لزوجها في فرصة دراسة نادرًا ما تتوفر لمن هم في مثل عمره ولطالما تمنى بل سعى طويلا لنيل هذه الفرصة، ودعناها بدموعنا وودعتنا كعادتها بابتسامتها المشرقة وعيونها اللامعة، وعدتنا بلقاء قريب في أول زيارة لها لمصر، انتظرناها طويل لكنها أبدًا لم تــــأت!

 

لا أعرف حقيقة لماذا قفزت أبلة نورا أمامي لكني ابتسمت بمجرد تذكرها، نظرت إلى وجهي وملابسي وشعري نظرة سريعة دون تفحص ثم التقطت مفاتيح سيارتي عازمة على زيارة معلمتي الأثيرة وكلي أمل ألا تكون قد استقرت خارج البلاد وأن تكون قد عادت سالمة إلى مصـــر.

 

كان الصباح في أوله، مازالت شوارع القاهرة ساكنة، تخلو الأزقة من المارة عدا عمال النظافة، توقفت أمام المنزل وكنت أعرفه جيدًا، لقد زرتها كثيرا فيما مضى، كانت الساعة قد تجاوزت السادسة بدقائق قليلة، أعرف أن معلمتي الجميلة تستيقظ مبكرا، مبكرا جدا، ربما مع خيوط الفجر الأولى.

تعلقت عيناي بشرفة أبلة نورا حيث تتراقص بعض الزهرات الجميلة على أنغام النسيم كذلك كانت دومًا.

 

إنها هنــا، أبلة نورا تكره الغربة فعلا، قررت ألا أنتظر وأن يكون اللقاء حالًا، فقد اشتقت كثيرا لرؤيتها، صعدت الدرج بخطوات متلاحقة، طرقت جرس الباب وكلي شوق، لم أنتظر طويلا، فتحت أبلة نورا الباب، لم تتعرف عليّ للوهلة الأولى، لقد مرت عدة سنوات على كل حال، لكنها ما لبثت أن عرفتني، استقبلتني بابتسامتها الرقيقة، احتضنتني بلهفة ودفء كسابق عهدها هامسة: ســارة حبيبتي، اشتقتُ إليكِ، تفضلـي.

 

ربما كانت الابتسامة كسابق عهدها لكن صاحبتها لم تعدكسابق عهدها، لم تعد عيناها لامعة، لم يعد وجهها مشرقًا، أصبح حزينا باهتا بل هزيلا، ما عاد صوتها مفعم بالحيوية، باختصار لم تعد حيــــة!

كانت شبه ميتة، ذابلة، ظل باهت يحمل أثرًا لجمال عفا عليه الزمن، ظل يتحرك بلا روح، قلب ينبض بلا أمل، لم تكن أبلة نورا التي عرفتها بل شبحهـا!

تأثرت كثيرا بما رأيت، أدركت هي بذكائها الفطري ما يدور بخاطري؛ فجذبتني للداخل، قالت بنبرة هادئة: سنتحدث، سنتحدث كثيرا.

 

جلسنا في الشرفة المطلة على النيل نحتسي قهوة الصباح الداكنة بلا سكر كأيامنا الحالكة، سألتها عما أصابها وما الذي أفقدها بريق عينيها وإشراقة وجهها؟

أجابت بصوت مخنوق: لم تكن حياتي وزوجي في الغربة سهلة أبدا خاصة في الشهور الأولى، كان من العسير عليه أن يوفق بين العمل والدراسة، لم يكن وضعنا المادي يسمح بأن يترك أحدنا العمل؛ فقررت أن أحمل عن كاهل "نبيل" مسئولية البيت كاملة وألا أحمله أي أعباء أو مسئوليات حتى يتفرغ لدراسته العليا، اعتاد هو ذلك، تطورت الأمور وصرت أساعده كثيرًا في رسالة الماجستير خاصته، أساعد في عملية البحث والتدقيق وجمع المعلومات، التلخيص والمراجعة وكتابة المدونات العلمية الخاصة بالرسالة على الكمبيوتر توفيرا لثمن الكتابة في مكتب خاص بهذا الشأن، ثم زادت ساعاتي في العمل حتى يستطيع هو أن يكتفي في عمله بأربع ساعات يومية ليوفر وقتا إضافيا يستثمره في دراسته، قدمت الكثير والكثير دون أن أنتظر أي مقابل حتى حصل على الماجستير، ثم قدمت نفس الدور حتى حصل نبيل على الدكتوراه وبامتياز، تخليت أنا نهائيا عن حلمي في متابعة دراساتي العليا فلم يكن بإمكاني تحمل المزيد من الأعباء.

 

الأمر لم يتحمل أن ندرس كلانا في نفس الوقت خصوصا بعدما وصل ابننا الغالي، فقمت أنا بالدورين معا، الأب والأم، ثم حصل نبيل على فرصة عمل رائعة في ولاية أخرى وترقى إلى منصب لامع وبمرتب خيالي، باتت عودته إلى مصر مستحيلة، بل أنه لم يفكر فيها مطلقًا، قررت أن أكون معه في أي مكان، كنت أعشقه ورأيت أنه من الطبيعي استمرارنا كتفا بكتف ما دمنا شركاء حياة.

 

مرت بنا السنون، كبر ابني "علاء" وصار يسأل عن بلده وأهله؛ استأذنت زوجي في زيارة لمصر، طالت السنوات ولم نحضر للوطن إلا مرة عابرة، حين توفت أمي بعد صراع مضني مع مرض شرس، تركتها أنا تواجهه وحيدة حتى لا أترك زوجي زحيدا ولو لبضعة أسابيع أو حتى بضعة أشهر.

تركت غاليتي تواجه مرضًا دون عون مني لأنني لم أستطع ترك نبيل ولو لبعض الوقت بينما تعلل هو بعدم قدرته على ترك العمل، حضرت إلى مصر مع ابني أقضي معه إجازته الصيفية وأتجول به في آنحاء المحروسة أصنع ذكرياتٍ، أحكي وأقص ما كان هنا وما صار هناك، فهل تدرين ماذا كان في انتظاري حين عودتــــي؟

وألى القـاء في الحلقـة القادمـة.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334199
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190331
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181706
4الكاتبمدونة زينب حمدي169858
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131037
6الكاتبمدونة مني امين116824
7الكاتبمدونة سمير حماد 107941
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98056
9الكاتبمدونة مني العقدة95141
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91962

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع