"الموسم الثاني"
ستة فتيان يجرون بالتصوير البطيء، افواههم مفتوحة عن آخرها تكشف عن اللوز، يصرخون بأعلى حسهم مما يجعلهم صيده ثمينة وسهلة للأموات الأحياء الذين يمشون بحنية وراؤهم لا يأبهون إن قام زلزال بينما يرددون مهرجان "بنت الجيران". كان هذا بعدما استنجدت المرأة المصابة الغريبة بهم ثم فوجئوا بالزومبيز يظهرون وراءها حتى لحقوا بها ودفعوها على ظهر السيارة ثم قاموا بعضها وقطع شرائح من جسدها وأكلوها وتركوها جثة هامدة تنزف شلال الدماء أمام الستة.
ما كان منهم غير أن أطلقوا ساقهم للريح بينما يصرخون بهستيريا ويستنجدون بأي شخص قد يسمعهم لكن لا حياة لمن تنادي ومرددين "بنت الجيران" في إثرهم دون حاجة إلى أي جي بي إس حيث فعل الصراخ والهلع الواجب وزيادة.
لمح "عيسوي" موقف سيارات تحت الأرض فقال بتحمس:
-يلا نستخبى هنا اكيد مش هييجي ف بالهم المكان ده.
-اشمعنى؟
-مظلم ورطب ومخيف مش هيتوقعوا إننا حبينا نزود جرعة الرعب ونعمل ف نفسنا كده..
-طب ما ف كل أفلام الرعب الناس بتدخل الأماكن الظلمة والوحش بيلحقهم ويعلقهم بخطافة المراكب أو الشبكة الحارقة السامة.
-ومين اللي بينجو ويفضل للآخر؟
-اللي بيواجه الوحش ويقضي عليه أو واحدة ست.
-طب انت مستعد تواجه؟
-لأ.
-يبقى ادحرج يالا.
ثم دفعه "عيسوي" بكل قوته فتدحرج "رجاء" ثم من بعده "حدايه" و"غزال" و"الفقي" و"حمصاني" وأخيراً لحقهم "عيسوي".
انساب الستة وراء بعضهم في جو أكشن مثير كأنهم على زوحليقات ملاهي "كوكي بارك" على ترعة المنصورية.
ما أن وصلوا قام الواحد تلو الآخر واصطف الجميع بجانب بعضهم إلا" حدايه" الذي وقف قبالتهم وقال بمنتهى التحمس وهو يبتسم لهم:
-انا متهيألي إن الخطة دي هتنجح، احنا هربنا منهم وتاهوا مننا.
سُحب جسده في الظلام وراءه ما إن أنهى جملته ليعضه الزومبي الذي كان مختبئًا ويأكل بعضًا من لحم وسطه ووجنته بينما جُن الخمسة واخذوا يصرخون بأعلى أصواتهم يدعون اللي ما يشتري من الزومبيز يتفرج.
جرى "الزومبي" ناحيتهم بعدما تخلص من "حدايه" وألقاه على الأرض جثة هامده. أخذ يردد المهرجان وهو يتحرك بعشوائية ويقفز بطريقة غريبة ويشبك يديه في بعضهما ويحرك نظره بين الخمسه.
-اضربه يا غزال انت جنبه.
-مانت برضه جنبه ما تضربه انت.
-تيجي ننقض عليه كلنا زي بتوع البيصبول؟
-يالا بينا.
وبالفعل إنقض الخمسة عليه في نفس واحد حتى أطبقوا على أنفاسه وهو أخذ يقاوم بعزم ما فيه ويهمهم بصوتٍ أعلى ويلوح بيديه كمن يغرق.
-بس بقى كفاية بنت الجيران بس بس.
قالها "الفقي" وهو يجز على أسنانه تدفعه قوة لا يعلم مصدرها وإصرار لكتم صوته ونفسه ووجوده.
وأخيرًا كف الزومبي عن الحركة.
-هو كده مات؟
سأل "رجاء".
اقترب "حمصاني" من الزومبي ووضع أذنه بالقرب من شفتاه.
-لأ لسه بيهمس بالمهرجان هو مجرد فاقد وعيه احنا كل اللي عملناه إننا كبتناه وزدنا من غضبه، لما يفوق هيبقى عنده طاقة اكبر ومش هيسبنا غير لما ياخد بتاره.
-وايه العمل دلوقتي؟
-مفيش غير واحد عبال ما يصحى لازم نكون ابتعدنا قدر الإمكان، اجرررروووا.
جرى الخمسة في اتجاهات متفرقة في عشوائية ودون أي خطة أو وجهه حتى اصطدم "عيسوي" بجسد أرغمه على التوقف، رفع نظره فوجدها المرأة التي استنجدت بهم قبلًا وقد تحولت إلى زومبي……