وراء كل صورة وضحكة…
في حكاية محدش يعرفها،
ولا حتى الكاميرا قدرت تلمحها.
محدش شاف اللحظة اللي قبل الضحكة…
لما قلبي اتخبط، وسكت،
وسابني لوحدي وسط ناس كتير.
محدش شاف دموعي اللي نزلت فجأة لما حد سألني:
"مالك؟"
ولا الشوق اللي كان مالي قلبي لحضن بنت…
تحضن طفلتي الداخلية،
وتقولها: "أنا هنا… ومش هسيبك تواجهي كل حاجة لوحدك."
طول عمري كنت فاكرة إن البنات مش ليا،
بس الحقيقة إن ده مكنش إحساسي…
ده كان إحساس اتصدرلي.
عن طريق شخصية مؤذية،
كانت بتتسلل بهدوء وسمّ،
وتوصّللي دايمًا إني مختلفة،
مش مناسبة لدوائر البنات،
وإنهم مش هيفهموني، ولا هقدر أتقابل معاهم.
ده غير إنها كانت بتصدرلي مشاعر كيد مكتومة،
توجّعني كل شوية بشكل أنيق،
كأنها بتقولي:
"أنا عندي بنت… وانتي لأ!"
وفي اللحظة دي،
كنت فعلاً حاسّة بنُقص، مش عشان أنا ناقصة،
بس علشان كان جوايا جزء منّي…
بردان، وحاسس بالوحدة، ومستني حد يطبطب عليه.
اللي حصل؟
كنت في مناسبة، وسط دوشة وزحمة وضحك.
وفجأة، وقعت عليا كلمة… حركة… موقف.
مش لازم أحكيه بتفاصيله،
كفاية أقول إنه لمس وجع قديم.
انسحبت، قعدت على جنب،
بوَجعي، وبصور المناسبه اللي حواليا كأني بمثّل إني تمام.
لكن جوايا؟
كانت طفلة صغيرة بتعيط جوا حرّ لا يُطاق.
اتقال لي: "مالك؟"
والدموع نزلت بعنف…
أنا مبستحملش الكلمة دي.
"مالك؟" دي مفتاح لباب مليان مشاعر مكتومة،
حتى وأنا في عز اتزاني، ممكن تفتحه وتغرقني.
الكل افتكر إني بتأثر من اللي حصل في المناسبة،
بس الحقيقة…
أنا كنت بحس بوحدة قاسية جدًا.
وحدة مش جديدة عليا،
بس المرة دي، كانت أهدى، أعمق، وأقسى.
رجعت البيت، وكنت بعيط،
وفجأة… لقيت "بوبي" – كلبي صديقي –
يجري عليا، وينطّ بحضني،
كأن روحه فهمت إني محتاجة حضن ومفيش حد هيحضني.
حضن حقيقي… حضن من غير سؤال، ولا حكم، ولا سبب.
اللي كنت بدوّر عليه مش حضن حد،
كنت بدوّر على حضن بنت…
تحضن البنت اللي جوايا،
اللي سقعانة قوي، في عز الحر.
فتحت فيسبوك،
ولقيت فيديو ل ريهام حلمي
وكنت أنا اللي في الفيديو معاها،
وهي بتعلّمني إزاي أدير مشاعري.
كأن الكون كله كان متفق،
يبعتلي الرسالة من أكتر من باب.
اللحظة دي، فهمت…
إن الوحدة اللي حسّيتها مش دليل نقص،
دي علامة… إن فيه جزء مني محتاجني،
مستني إني أسمعه، وأطبطب عليه، وأقوله:
"أنا شايفاك… ومش هسيبك تاني."
أنا عندي ٣ أولاد،
ربنا يحفظهم ويسعدهم،
بس البنات ليهم طيف مختلف.
ولادنا ليهم اختياراتهم،
وفي مرات كتير، لما بيختاروا ميشاركوش…
بقبل، وبكمل، أو أعتذر،
بس اللي محدش يعرفه،
إن في لحظات كتير…
كنت بحتاج أبقى أنا المحتضَنة، مش الحاضنة.
وأنا؟
أنا بعرف أتعامل مع البنات جدًا،
أنا حنونة معاهم، وبسمعهم، وبفهمهم،
ويمكن علشان كده، ربنا رزقني برسالة،
إني أعلّم البنات والستات
إزاي يديروا مشاعرهم، يسمعوا قلوبهم،
مش بس يفهموها.
الحياة مش هتبطل تحطنا في مواقف.
وكل موقف بييجي برسالة،
علشان نكتشف حتة جديدة جوانا.
أنا حظي دايمًا ييجي مع المواقف الثقيلة،
اللي بتخبط في وجع قديم،
اشتغلت عليه، وتعافيت شوية حلوين،
بس واضح إن لسه فيّ نقط عتمة… بتنده عليّا.
دلوقتي وأنا بكتب الكلام ده،
أنا مش زعلانة إني اتوجعت،
ولا مستاءة من دموعي،
أنا ممتنة…
ممتنة إن ربنا لسه بيكشفلي عنّي حتت جديدة،
ممتنة إني بعرف أسمع الرسالة في الوجع،
وأحوّلها درس…
وإن كل ألم، هو دعوة جديدة…
لحب أعمق… ووعي أوسع.
ولسه عندي حكايات أكتر مع بنتي اللي جوايا،
ولسه فيه مشاعر هنعرف نكتبها سوا.
وكل لحظة صدفة هتقابلني،
هقف قدامها كأني على موعد مقدّس
مع جزء مني… لسه ما اتعرفتش عليه.
أنا لسه بتخلق… ولسه بتجمّل.
ولسه عندي حنين لحضن بنت…
يمكن تبقى فيّا، ويمكن لسه جاية في الطريق.
أنا مؤمنة إن الشفاء مش لحظة…
هو مسار.
وإن كل مرة بعيط، أو بنسحب، أو بضعف،
أنا مش بتراجع…
أنا بتقابل مع نفسي بصدق أكتر.
ويمكن ده أعمق أنواع القوة.
دعيت النهاردة…
"يا رب، آنس وحدتي، واجعل قلبي فارغًا إلا منك."
وحسّيت إن المطر اللي نزل في عز الحر،
كان بيغسل الشوارع، وقلبي…
وكان رسالة ربانية…
إني مش لوحدي.
مش بطلب كتير…
بس محتاجة سكينة من السما،
تطبطب ع القلب من غير ما يحكي،
وتقوله: أنا جنبك، دايمًا.
يمكن الطريق موحش،
بس طول ما قلبي فيه مكان فاضي لربنا،
هفضل ماشية…
بثبات،
وبعزة مَن كان الله معه.
اللهم اربط على قلبي،
ولا تجعل قلبي فارغًا إلا منك.