الفصل السابع
❞ ????❞ ????❞ ????❞
)فى الوقت الحالى)
تناولت كوب قهوتها الدافئ،يا إلهى ! قد غفلت عنه حتى اصبح بارد تماما
مثله كمثل حياتها الان ،بعدما اصبح كل شئ حولها ثلجياً بلا طعم او لون او رائحة.
ارتشفت ليلى منه رشفه ووضعته جانبا،واكملت تدوين ذكرى خطرت ب بالها فسطرتها فى مذاكراتها كالعادة،زفرت زفرة موجعة إثر تذكرها ومسحت دمعة قد انهمرت رغما عنها من احدى مقلتيها وهى تدون كالآتي ..انها كانت اول مرة ،اول مرة التقى رعباً كهذا .
ليتنى علمت ان بعد وفاة جدتى اننى اصبحت عارية،لا اقوى على شئ ولا احتمل ..هشة ضعيفه تقذفنى الريح مثلما تريد، كنت لأول مرة اخاف واصرخ وابكى من شدة الالم...ليس الما جسديا فحسب.
بل والما نفسيا،عندما وقعت بنظرى عليه لاجده غولا متوحشا وليس انسان ..
(عودة للماضى)
-اهلا وسهلا،،البيت والمكان نوروا بوجودكم ...بجد!
اتنفض آسر إثر سماع صوت نزار،فترك ليلى تنساب من بين ذراعيه لتقف تتلقف انفاسها بقلق،بينما نزار قد دلف
ب ابتسامة ترحاب مصتنعه ،ليقِ على كلا منهم التحية ويترجل مسرعا الى اعلى..
-ايه قلة الذوق دى ،انا مبطيقهوش لله فلله كده
تفوهت بها حنين ،حيث ادركت بلقيس حجم المشكلة لتهم بالقيام معتذرين ولابد من الانصراف..حملت حقيبتها وودع الجميع ليلى ،بينما كان آسر يترقب ب اعين قلقة اعين ليلىليل وهو يودعها.
صعدت ليلى لتجد نزار يجلس بعتمه الغرفة وحيدا،ينفث دخان سيجارته ..المنظر يثير قلقا غريب داخل قلبها،ماذا به ؟
تنحنحت واقتربت منه،رفرفت ب اهدابها وحدثته بخفوت
-نزار ...قاعد كده ليه ؟
نظر لها بهدوء واردف اليها بنبرات صوت هادئه
-انا قولتلك قبل كده ،لو حد قرب من اى حاجه من حجاتى انا بكون عامل ازاى
ابتلعت ريقها واردفت له
-بتضايق!
ضيق لها عيناه وهو يحدثها
-بتضايق وبس؟ بتضايق لو مثلا حد قرب من حاجه عادية من حجاتى..فما بالك لو الحاجه دى انتى!!
-نزار...آسر عامة زى اخويا وهو مكانش قاصده هو بس كان فرحان ب...
ولم تكمل جملتها ،حتى امسك بخصلات شعرها بقوة وهو يتحدث بصوت رخيم اجش لاول مرة تستمعه منه اذناها
-انتى بتستهبلى! آسر مين اللى زى اخوكى ادخل الاقيكى فى احضانه ياست هانم
كادت تصرخ من قبضته على شعرها ،وزاد صراخها حينما فوجئت به يطيحها ارضاً..فاصطدمت بقوة لتتأوه
بحدة اكثر حينما امسك وجهها وواقترب منها ليتحدث كصوت فحيح الافعى
-انتى ممنوع اللمس...وشكلك لسه مفهمتيش قواعدى يا ليلى هانم ،وانا بقى حفهمك
سدد ب وجهها عدة صفعات حتى كاد يغشى عليها ،فدفعها الى الفراش بقوة وتركها وانصرف..
بكاء...بلى ،انه حرقة لقلب مازال بوضع النمو قلب طفلة فى ذات يوم و ليلة اصبح قلبا لانثى عاقلة راشدة عليها التحمل من صفعات الدنيا كثيرا ولا تبالى.
سالت دموعها تحرق وجنتيها...وتتحسس مكان الصفعات ،كل جزء فيها يؤلمها .
هى لم تخطئ بل فوجئت بفعلة آسر حتى وان كان هو الخاطى،،هناك عدة طرق ليُعلمها حجم الخطأ بها غير هذه ابدا ..
على وضعيتها عبراتها لا تجف طوال الليل ،حتى راحت فسبات عميق دون ان تدرى ومازالت تبكى حتى بعد نومها،،كان الآخر قد ترجل من المنزل منصرفا للخارج ...بسيارته هام على وجهه هنا وهناك
حتى احس بالتعب ...ولا ربما الندم!
قلبه اوخزه ونهره ،لما فعل هكذا بها؟ هل كانت تستحق هذا ام غيرته وحب تملكه الاعمى هو الذى حركه ..عاد للمنزل وصعد الدرج ليدلف الى الغرفه ..
يجدها نائمه كوضع الحنين منكمشه على نفسها وبقعه ماء جانب وجهها من الدموع...ترقق قلبه لحالها.
عجباً! هل يملك هذا الرجل قلباً مثل البشر ؟
تحسي وجهها المتورم بهدوء ، وقبلها حتى استفاقت هى من نومها فزعه لتهرول للخلف على الفراش ..
-متخافيش...انا آسف،انا اسف ياليلى انا مش عارف عملت كده معاكى ازاى
كانت ليلى تنظر له ب خوف وهى تنكمش بجسدها على نفسها ،ليقترب هو ويلامس وجهها وشعرها برفق ويقبل يداها وهو يتحدث بهدوء
-متعمليش كده تانى ،انتى بتاعتى انا...ملكى لوحدى محدش يقرب لهوا بتتنفسيه،انا بجد بحبك
غمرها ب احضانه وهى مازالت على تعجبها له ولتصرفه معها ،ظلت يين ذراعيه صامته هادئة لاتتحدث ولا تتفوه بشئ..
????❞ ????❞ ????
هذا الهوى نار بداخلنا ولهيبنا ولهيب نجوانا
طفل نداريه ونعشقه مهما بكى معنا وابكانا
احزاننا منه ونساله لو زادنا دمعا واحزانا
بعض الوريقات ممسكه بها حنين ،وتتحسس مكان القلم ب بنطالها وعلى المكتب ،حتى تذكرت فتحسست كعكعتها لتجده مغروس،اقتلعت غطاءه بفمها وبدأت تكتب وتعد سيناريو لحلقة من البرنامج التى هى من فريق اعداده ،وانهمكت فى الاعداد حتى سمعت صوت ابراهيم يلقِ لها التحيه فانتبهت..
-ابراهيم! فيه حاجه ولا ايه
دلف على استحياء ووجهه محتنقاً واردف لها
-كنت جاى اقولك ان المبلغ اللى انتى ساعدتينى بيه ، انا عملت جمعية واتفقت مع الزملا انى هقبضها الاول
واول لما اقبضها هديهولك ...ومتشكر
رفعت حنين احد حاجبيها وقالت
-تعالا يا ابراهيم اقعد ،شكل يومك طويل...مبلغ ايه وتفاح اخضر ايه انا طلبت منك حاجه؟
-بس ده حقك
-ياعم ملكش فيه انا ساعدتك عشان انا اصلا مش محتاجه المبلغ وكمان احنا زمايل عيب الكلام ده ياابراهيم
هنا امسك ابراهيم مقعد واقترب من جلستها ليتحدث بلهفه عاشق تكاد عيناه تنطق بها
-حنين...انا مش فاهمك يا حنين ،انتى ليه بتعملى كده ،جدعة وفنفس الوقت رفضانى
طيبة ومش بتسيبي حد فشدة، وفنفس الوقت تجرحى وتكسرى عادى
انا مش عارف انتى مين
تنهدت حنين وخلعت نظارتها ،لتنفث بها وتمسح عدساتها وارتدتها مرة ثانية
لتردف له
-بص يا ابراهيم ، انا اكون معاك فشدة،فزنقه ،فموقف محتاجنى فيه ولا احسن راجل وعمرى م اتخلى عنك
لكن جواز وخطوبة وحب وطبلة ورق مياكلش معايا
-ليه يا حنين انتى فالنهاية بنت
-ومين قال ان البنت اكبر واعظم انجاز توصلله تكون زوجه لراجل ميهموش الا نفسه وملذاته وتفتكره قال سند وهو اصلا عاوز اللى يسنده
لا ع فكرة ،الجواز ده نظام فاشل ..البنت بنفسها ،تعتمد على روحها وتثبت ذاتها وتكون احسن من الف راجل
-وسنة الكون ف انك تكونى ام وزوجه وتخرجى وتربي ولاد صالحين
هتف بها ابراهيم كى يبرر لها ،ولكنها على موقفها تشرح له
-وايه رئيك فكمية الخلفه اللى تشرح القلب اللى حوالينا ،العربجى والشمام والسرسجى والمنحلة والصايعه
يا ابراهيم مش هشارك فكل ده ،الجواز اوحش شئ فالدنيا والاصعب وازفت منه الحب
بعينين يملئهما الدمع..تحدث لها وكاد قلبه هو الذى سينطق بدلا من شفتيه
-الحب بتقولى عنه اوحش حاجة فالدنيا؟ حرام عليكى يمكن ده الحاجه الوحيده اللى بتحلى مرار الدنيا علينا
-شايف نفسك ي ي ابراهيم؟ ضعيف ازاى عشان بتحب ...الحب ضعف الحب انهزام
وانا هفضل طول عمرى قوية ،ومتخلقش اللى ييجى ويضعفنى
-متخلقش ي حنين؟
بثقه ردفت له وتحدِ
-متخلقش ولا جه ي ابراهيم !
????❞ ????❞ ????❞
"طبعا انا!"
اتسعت حدقة عينين رئيس التحرير مبهوراً لما قدمه آسر من لقطات مصورة رائعه،فبعد وقت قصير من التدريب استطاع آسر ان يتعلم سريعا ويعمل بالصورة المطلوبة منه على اكمل وجه.
-برافو ي آسر ،برافو ..انت موهوب جدا ،انا مش مصدق بجد انك انت اللى مصور الصور دى وعلى فكرة شكلك بعد وقت قصير هخليك تمسك بوزيشن اعلى من اللى انت فيه فالجريدة هنا
ابتسم آسر ب امتنان ..فاردف رئيس التحرير
-فى لقاء قريب هيتعمل مع الفنانه .....هيكون فمكان تصوير فيلمها الجديد لان وقتها ضيق وطبعا انت اللى هتصورها
-تحت امر حضرتك ..اهم حاجه اكون عند حسن الظن
-انت ادها ي آسر فعلا
بعد كلمات الثناء التى استمعها آسر، انصرف ليبحث عن بلقيس فى مكتبها
منذ قدومه وهو قلبه يحدثه ان يعثر على بلقيس حتى يسألها ..
-فونها مقفول ...نفسي اتطمن عليها ،وكمان اعرف هتنزل شغل ولالا
عقدت حاجبيها بلقيس له ،وكتفت ساعديها الى صدرها واردفت له
-مش عارفه انا كمان قلقانه عليها ...جايز الفون بتاعها باظ او اى حاجه
تنهد بضيق آسر وهو ينظر جانبا
-يارب يجيبها سليمه
-مالك ي آسر
اعترض سؤال بلقيس طريق دقات قلب اسر التى تنطق ب اسم ليلى قلقا،ف هم بالرد عليها
-نظرات جوزها لما دخل وسلم علينا،من يومها مش لطيفه
-آسر ...انا اسفه بس مكانش ينفع تاخدها فحضنك عشان هدية
بصراحه...دى مش معاملة اتنين اخوات
ارتبك آسر لاتهامها له ، بل هم اكثر من اخوة ...اكتر من صديقان ،كيف له ان يفسر حقيقه شعوره تجاه ليلى
الحقيقه المبهمه حتى عنه هو
-لا ي بلقيس متفهميش غلط،كل الحكاية انى فوجئت انها فاكرة حاجه انا كان نفسي فيها فاندفعت وحضنتها غضب عنى مكنتش اقصد ..من باب الامتنان مش اكتر
امعنت بلقيس النظر بوجهه وصمتت ..
-المهم لو كلمتك ...تطمنينى عليها
-حاضر ي آسر...حاضر
????❞ ????❞ ????
*وبعد مدة *
كان يضحك من شدة الفرح عندما وجد اسمه بالخط العريض يتوسط قائمة الناجحين الخريجين..نادر زكى!
اما عنها...ميريهان فقد نجحت بمعجزة من الله ،وعلى كل حال هى كانت لاتريد اكثر من ذلك.
-مبروك يا بيبي ..اخيرا بقا وهتيجى البيت ونتكلبش لبعض ونتخطب
اختلجت عضلة فكه قلقا ولكنه مازال على ابتسامته
-ان شاء الله يا ميرا، انا مش هخل بوعدى معاكى
-ياااه يا نادورتى،كنت مستنية اليوم ده من امتى ..اربع سنين بحبك وهموت عليك
واخر سنة لما كمان خدت بالك منى واعترفتلى بحبك كنت طايرة من الفرح
وانك جد وهتخطبنى ومش بتلعب بيا ولا بمشاعرى
ابتسم لها وقال
-وهلعب بيكى ازاى وانا مقدرش استغنى عنك اصلا،ولاعن جنانك وهبلك وعبطك
-بموت فيك ،م انت اللى مجننى يا اسمك ايه
-ادعيلى بقا، نلاقى شغل ونشتغل حبه حلوين ...(غمز لها باحدى عينيه) شبكة،خطوبة.فرح
-ايوة بقا والسوسته معلقااااه
كانت مبتسما حتى قالت كلماتها الاخيرة،فامقتع وجهه ورفع انفه امتعاضا واردف
-السوسته معلقااااه ، انا مرتبط بصبى مشروع ايه الكلام ده يا ميريهان
مطت شفتيها كالاطفال ونظرت للاسفل ،فاكمل هو
-ميريهان انتى محتاجه تظبيط كتير وشغل والله يعينى فعلا
-يا قلب ميريهان انت اخطبنى واعمل اللى عاوزه ان شالله تحطنى تحت سابع ارض
-مِسلمه عادى انتى صح
-طبعا مش حبيبي خطتشيبي كراشى سابقا
ضحك وتأبطت ذراعه وترجلا خارج الجامعة سويا يحتفلا بنجاحهم وباول نقطة فى خطة مستقبلهما اجتازاها والعاقبه فالبقية.
❞ ????❞ ????❞ ????❞
"يعنى ايه مفيش شغل تانى؟
خلعت ليلى نظارتها الشمسية لتضعها على منضدة المقهى التى تجمعت مع بلقيس وحنين فيه واردفت. ردا الى حنين
-عادى ي حنين،نزار فعلا عنده حق ..هعمل ايه بالشغل هو موفرلى كل حاجه
-لا لو سمحتى ده استهبال،الحوار مش اكل وشرب ولبس،الشغل اثبات ذات وانتى صحفيه شاطره
وهو عارف ...هما ليه بييجوا ويختارونا زى م احنا شكلنا كده وينبهروا بينا وبعدها يحاولوا يغيرونا
على حسب الشكل اللى هما عاوزينه،ليه يعنى الجنان ده
تدخلت بلقيس معترضة هى الاخرى على قرار نزار واستسلام ليلى
-ليلى..انتى ازاى توافقى وتسكتى كده
-ياجماعة عادى انا نفسى الشغل كان بيلهينى لانى كنت وحدى دلوقت عندى بيت
اقتربت بلقيس من ليلى ونظرت لها ب امعان وقالت بحنو ام
-انتى شكلك مرهق كده ليه انتى مبتناميش ولا...حامل؟
حنين اتسعت حدقة عينها فاردفت ليلى ردا
-لا مفيش حمل ولا حاجه ،هو بس مش بنام كويس
-بت انتى فيكى حاجه غريبة،حتى مكالماتك لينا ع ادها ومبقتيش تضحكى ولاتهزرى
ده هما 3شهور عمى اللى انتى متجوزاهم مالك اتشقلب حالك كده ليه
-هو تحقيق ي حنين،انا كويسة مفيش حاجه
بينما تتحدث ثلاثتهم ، حتى ترجل الى المقهى آسر وكاد يقترب لمنضدتهم حتى هبت ليلى واقفه
وعلى عجلة قالت
-انا همشى بقا عشان....فيه ورايا حجات كتير
خطت بجانب آسر والقى لها التحيه فالقت على عجاله وانصرفت حينما كانت السيارة بالسائق تنتظرها خارجا،تعجب آسر وكلا من حنين وبلقيس وجلس اليهم وهو ينظر ناحية خروج ليلى
- ليلى بتهرب تشوفنى ليه ، حتى مبتردش على مكالماتى فيه ايه
زمتت حنين شفتيها ،وهمت بلقيس بالرد وهى شاردة ناحية ماذهبت ليلى
-قلقانه ومش متطمنه حاسه ان فيه حاجه حاصله معاها وهى خايفه تحكيها
-بصوا من الاخر هو ديل السنجاب نزار ،عامل حاجه فالبت دى اتبدلت هى دى ليلى
زبيدة ثروت بتاعتنا! دى بقت شبه الفجله من الحزن
عندما تحدثت حنين اكمل آسر بنبرة حزن
-شكل المشكلة فيا انا ، ولو عليا يحصللى اى حاجه ومحدش يضايق ليلى
التفتت اليه حنين وقالت ب استهزاء
-الحمدلله انك عرفت انك سبب كل المشاكل
هب واقفا اسر يستعد للانصراف وقال
-حنين هى مس ناقصاكى بجد،انا ماشى
انصرف آسر فقامت بلقيس بلكز حنين باحد كتفيها لتقول
-فيه فرق بين الصراحه...والوقاحه ،هاه!
لوحت حنين لها بعدم اكتراث وامسكت بهاتفها تتصفحه وهى تضع القلم بثغر فمها.
????❞ ????❞ ????
بخطوات فرحة كانت تدلف والدة جلال ونادر الى غرفة نادر ممسكة بهاتفه الذى اصدر عدة مرات اعلان مكالمة قادمه له عندما تركه متصلا بالشاحن الكهربائي لياخذ قسطا من الراحه بغرفته..
-قوم يانادر...قوم تليفونك مبطلش رن يمكن شركه من الشركات ردت عليك
هب نادر مستيقظا من نومته،عارى الجذع مرتديا بنطالا منزلى الى الركبة يفرك عيناه ليهم بالرد
وقفت والدته تراقب المكالمه،عندما تهللت اساريره فرحا وكانت كلماته كلها ثناء وشكر للمتحدث ...اذا علامات الرضا والقبول واضحه.
أغلق المكالمه وقبل والدته فرحا بشدة
-امى اتقبلت ،دى شركه كبيرة جدا انا هموت من الفرحه
غمرته والدته فرحا بقوة واردفت له
-الف مبروك يا حبيبي ،انت تعبت يانادر وربنا هيديلك كل خير على تعبك ده
-انا لازم اقول لميريهان...هى كانت مستنيه الخبر ده
-قوللها وفرحها ياحبيبي،عقبال فرحتنا الكبيرة بيك لما تخطبها وتتجوزوا وتيجو تعيشو معايا هنا
تمهل لثوانِ نادر وهو ممسك بالهاتف ثم تحدث وهو شارد
-مش عاوز اتاخر عليها فوعدى ليها يا ماما،كل يوم والتانى فيه حد طالب ايدها
وانا قلقان
ضحكت الام ضحكة متفهمه ان ابنها يقع بالغرام لانفه ،وميزة نادر جينات حفظ الوعد وان يظل على عهده كما والده رحمه الله ،فموقفه ذكرها بمواقف عدة لوالدة لتقول له.
-بقولك ايه يا نادر ،انت وجلال يا حبيبي اللى طلعت بيكم من الدنيا
انا زمان ساعدت اخوك بنص دهبي ،ودلوقت جه دورك تاخد نصيبك من باقى الدهب وتروح تتقدم لحبيبتك بقلب جامد تكون اشتغلت ووضبت حالك وتجيبها هنا بقا تبقى تحت ايدى وعينك
قهقهت عاليه فانفرجت اساريره لينهال على والدته قبلات بفرحه عارمه،تركته هى ليختلى بقلبه ويخبر حبيبته عن كل هذه الاخباريات ليجدها تبكى عندما اتاه صوتها عبر الهاتف
-بتعيطى ليه؟
حاولت منع شهقاتها ولكنها فشلت فاخبرته بصوت متهدج
-هتخطب يا نادر ، فيه عريس وهما موافقين المرة دى
انا بعتلك كتير عالواتس وانت مشوفتش
تملك نفسه نادر وأردف لها
-ارفضيه زى اللى قبله واللى قبله
اندفعت ميريهان به بحدة
-ولحد امتى،بقولك المرة دى مصممين
-ارفضى عشان انا جايلك يا هبله، امسحى دموعك دى وبطلى شحتفه
وهاتى رقم باباكى هناخد معاد ...جاى اخطبك يا جزمة
ابتسم ثغرها رغم الدموع وقالت ببراءة طفله
-انت بتقول ايه ،ورحمة باباك قولت ايه
-قولت انى استلمت شغل واتقبلت فشركه كبيرة ،وانى اتصرفت للشبكة وهتقدملك خلاص
-بجد يانادر
ابتسم واراح ظهره للخلف
-بحبك يا ميرا ،وقولتهالك مش هسيبك
هنا اطلقت ميريهان (زغروده) رغما عنها وهى تقفز على الارض كما الاطفال وتردد بصوت عالِ
-استجاب يارب...استجااااااب،بحبك يانادر بحبااااك
اغلق الهاتف معها سعيد لفرحتها،يفكر فى خطوته التاليه بمستقبله
كلها خطوات محسوبة لنرسم طريقا صحيحا نمشى عليه للنهاية.
????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
#فيولين ???? 2019
}عهد الثالوث} روايتى رقم 14
الفصل الثامن
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
ارى دائمامرور العمر مثله كمثل سارق يحدق بعيناى ليوهمنى بانهم فاتنتان وكلتا يداه تسرقانى دون ان اشعر،حقا اشبه بالتنويم المغناطيسى..يمنحنى احساس اننى اشعر بكل شئ نائمة متيقظة.
ولكن حقيقة الامر ..ان حقا الايام تمر بسرعة شديدة دون ادنى شعور منا بها!
مضى وقتا،،وهناك تغييرات عدة ..
فمثلاً نزار وليلى ،سيظل نزار يحكم قبضته على ليلى ك احكام رابطه عنقه على رقبته..اصبح ملتصق بها حد الجنون قد يقارب من الوقت العام على زيجتهم هذه ..وكلما مر الوقت ضيق نزار على ليلى دائرتها
عملها..يومها..معارفها..اقاربها،اصبح هو ...هو كل شئ لها وكفى.
اتتذمر! بلى،يكفيها التذمر بينها وبين نفسها دون ان تريه إياه..فهو قمة الحنان والامان حينما تطيعه ووحشا كاسر حينما تعصاه ..او ربما لا تعصاه ولكن يهيأ له انها كذلك لا تمشى على نقاطه التى حددها لها بحرص وعناية.
حتى اقاربها الذين مثلهم مثل الاخوة...بلقيس وحنين اصبحت تراهم كل حين حينما يأتيا لزيارتها بالمنزل او حينما يصدر موافقته لها بعد عناء ان تلتقيهم خارجا ولكن لبضع الوقت المحدد..
وعلى ذكر بلقيس وحنين..فبلقيس مازالت مياه حياتها الزوجية راكده ،،اذكر ذات مرة امسكت بهاتف جلال لتستمع الى محادثاته فلا تجد شيئا سوى مكالمات تخص العمل وهى ووالدته ونادر..فقد تسلل الشك لقلبها ولكن دون جدوى لاراحه فى ترقبها له ولا راحه منه فى اخبارها بما تريد.
على حالها تعمل،وتعتنى ب اطفالها وعلاجهم واطعامهم ..وتعتنى به بكل شئ حتى اصبح لها ثلاث اطفاال يجران ذيل ثوبها،اثنان حملهم رحمها والثالث حمله قدرها هذا التكالى اللامبالى اطلاقا ولا يشغل باله فكر البته.
اما عن حنين ،مازال ضوءها يسطع فى سماء عملها الاعلامى،اصبحت تعد اكثر من برنامج حوارى وهذا ماكانت تنتويه بالفعل ذات يوم من الايام ، تقوم بمساعده من يطلب مساعده او لا يطلب وتقف بجانب من يقع بشدة ..لا تلتفت سوى لعملها فقط لا سواه تظل كما هى لا مجال للحب لا مجال للحياه الزوجية الممله الفاشله من وجهتها،هناك مجال للعقل ونظريتها ان دائما العقل على صواب.
والعقل عند آسر غلب دقات قلبه،استطاع جمح احساسه ومشاعره بعد ابتعاد ليلى عنه شيئا فشئيا حتى تلاشى وجودها فى حيااته ولكن مازالت نائمه بين نبضات قلبه..ستبقى هناك هذا موطنها حتى وان لم يصرح به ولا يدرى ماحقيقه هذا الشعور ...ينفى عشقها حتى بينه وبين حاله،ويبرر لهفته وحب اطمئنانه عليها امتنان لصداقه دامت لفترة حدث بها الكثير ،،يلتهى بعمله الذى اثبت جدارته به حتى اصبح حديث كل من فى الجريدة..وبمرور الوقت كون صداقات ومعارف وطيدة وكان محط انظار ومحبه الجميع.
ولاننسى ابداً،ان مرور الوقت كان فى صالح نادر حينما تثبت بعمله وقام بطلب يد ميريهان كشريكة حياته وزوجه مستقبليه له وبعد مرور بضعة ايام صمم عليها اهل مريهان تمت الموافقه وتحديد ميعاد الخطبة.
ميريهان...آهٍ منها تلك الفتاه الشقيه،التى تعشق نادر ل أنفها فلاترى بالكون غيره او مثله ..اليوم خطبتها على من امتلك قلبها 4اعوام وفى طريقها للخامسه..حفظت نظراته همساته وقت غضبه ووقت جنونه،علمت كيف تمتلكه وتنصاع خلفه اعترافا له بقوة شخصيته هاهى على اعتاب اولى خطوات حياتهما المشتركه والله الموفق بكل خير..
تعالت اصوات الزغاريد لنساء العائلتين،وصخب صوت الاغانى والمدعووين فى انتظار العروسين ب قاعة مناسبات قد اختارتها ميريهان خصيصا لهذا اليوم ،والدة نادر تستقبل مع ابنها الاكبر جلال
وبلقيس تطمئن لحال كل شئ على مايرام،،حضرت حنين بناء عالدعوة مصطحبه والدها وشقيقها اصغر من بالعائلة،وها قد اتت ليلى بعد عناء من الحاح بلقيس ولكن بصحبه زوجها نزار بك ادريس.
اما عن آسر دلف الى القاعة يعدل هندامه صافح بلقيس وبارك زوجها ووالدته،واخيرا وقعت عيناه عليها محبوبة قلبه ام معذبته؟
مر الكثييير ولم يرتوى رؤياها،جلس بعيدا عنهم ابتعاد عن اى مشكله قد تحدث بسببه هو لايعلم ماذا حدث من قبل ولكن من الظاهر ان هناك التباس ما بسبب وجوده حول ليلى.
عيناه ترتقبها بين كل حين وآخر.يرمقها نظرة مطوله يروى بها ظمأه وهو صامت على حاله لايتحرك
اما عن ليلى ،،بريقها قد اختفى لمعة عيناها وطفولتها وبراءة افعالها، لمَ اصبحت راشدة الى كل هذا الحد ؟
هل مسؤلية الزواج ام وراء هذة الزيجة خفايا لا يعملها الا الله.
يحتضنها نزار وكأنها ستضيع من بين يديه حتما ، ركز آسر من بعيد على كل فعله لزوجها معها وكأنه قد شخص نظره لهم وليس للحفل.
قلبه يحدثه،انا لست بمطمئن...ليلى لست بخير،او عالاقل لست كما اعتادها وكما كانت،لعله هاجس ولعلك بخير يا ليلتى ♥
اقبل العروسين بفرحه ،الجميع يصفق ويحتفل ويتراقص ..الضحكات تتعالى والابتسامات مرسومه
الكل شارك حتى زملاء الجامعة ف نادر وميرا علامتين بارزتين..ضحكات ورقصات وتشابك ايدى حتى انتهاء الحفل،لم يكن احدا على حاله جالساً سوى نزار وليلى ...وأسر!
????❞ ????❞ ????
"كانت حفله حلوة ،ربنا يتم لهم بخير"
ابتسم لها نزار ودلف الى الحمام، فبدلت هى ملابسها وخلعت حلّيها وغسلت وجهها اثر المساحيق التجميليه
بالخارج وعادت مرتديه ملابس نومها المريحه تناسبها مع زوجها كما اعتادت وليست منامه.
خرج نزار وجلس بجانبها وتنهد وضم رأسها الى قلبه ثم نظر الى وجهها بهدوء وقال
-ليلى ...انتى بجد مبسوطه معايا
اردفت ليلى متعجبه
-انت ليه دايما تسألني السؤال ده يا نزار،معقول خلاص قربنا نتم سنه ومش حاسس انى كويسه
زفر وضمها بقوة وهو ينظر لاعلى ،واراح جسده للخلف وقال
-لا ياليلى ،انا خايف
-من ايه
هنا توترت حدقه عينيه ،حتى نبرة صوته اختلجت وقال
-خايف تكونى ندمانه انك اخترتينى،،ومتجوزتيش شاب فسنك او مثلا عشان بحبك اوى وبخاف عليكى
حاسه انى حابسك او مضيق عليكى،وان سعات غيرتى عليكى الجامدة بتخلينى...
صمت ل ثوان واكمل وهو يتخلل باصابعه خصلات شعرها برفق يحركهم وهى على هدوءها
-انا فعلا بندم على كل مرة بمد ايدى عليكى ،بس غصب عنى مش عاوز حد يقربلك او يشوفك
انا بجد بحبك اوى ياليلى ..متعرفيش بحبك دى طالعه ومعاها كل حته فقلبي مش عاوز حد يشوفك حد يكلمك حد ييجى جمبك ،انتى بتاعتى ولازم تفضلى طول عمرك معايا انا وبس لحد م حد فينا يموت قبل التانى متحسيش بطعم حاجه الا معايا ولو انا محرم من حاجه انتى كمان تنحرمى منها عشان انا وانتِ نفضل واحد
هنا تنهدت ليلى بعمق واحاطت باحد ذراعيها جذعه وهى تردف
-انا عارفه انك بتحبنى ،بس اوقات بتخوفنى منك مع ان انا بعمل كل اللى انت عايزه ويرضيك
حتى...
عندما صمتت فجأة تسلل الشك لعقله فاعتدل وجلس مقابلها عاقد حاجبيه
-حتى ايه ياليلى متتكلمى ،قصدك طبعا الموضوع إياه مش كده
قامت بتهدئته وهى تربت على كفه بحركه بسيطه وقالت
-لا طبعا مش قصدى ومجاش فبالى،انا بقصد حتى تأخرينا فالخلفه انا اه بيشغلنى عشان نفسي فبيبي يونسنى اوى وكمان انا اصلا بحب البيبهات جدا،بس مش زعلانه انا راضيه بكل حاجه يا نزار
ضيق نزار عيناه وكور قبضه يده جانبا وقال
-طب وتقصدى ايه راضيه بكل حاجه دى
-يا نزار انت ليه كل كلمة منى عاوز اقدم مبرر قصادها،انا بتكلم بطبيعتى ومش بقصد اى حاجه
نظر لكلتا عينيها بعمق، هو يعرفها حقا لاتكذب او تتجمل هو فقط يخشى شيئا معلق برأسه هو ولا مجال من صحته عندها هى ،والى متى ستظل وساوسه وهوسه بها وبتملكها تؤثر عليهم كل هذا الحد؟
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
"انا عاوزة فلوس ، للعلاج والاكل الشهرى والمتابعه بتاعت الولاد"
استمع لها جلال ولم يعلق، فزفرت وكررت جملتها ولم تلقَ رد ايضا، معركة بلقيس القوية ستبدأ الان بل بدات بالفعل عندما صفعت الباب بقوة فهى لم تطق صبرا على هذا التجاهل خاصة لامر هام ك امر طفليهم المرضى.
-تقريبا بكلمك
رفع جلال لها وجهه وحدثها بمنتهى هدوء الاعصاب
- سمعتك ،والمطلوب
-متهيألى قولت ايه المطلوب عاوزة فلوس
مط شفتيه بلا مبالاه ورفع كتفيه وقال
-مفيش فلوس
ضيقت عيناها وجلست جانبه
-يعنى ايه ، انت واخد بالك انا بطلب ل ايه؟ علاج الولاد ومتابعتهم والاكل اللى لازم يتجاب عشان مينفعش ياكلوا غيره ..هنتصرف ازاى يا استاذ جلال
قام من مجلسه ليتناول جاكيت معلق ،ويبحث ب جيبه ليخرج بطاقته المصرفيه ويعطيها إياها
-خدى كل اللى فيها عشان اثبتلك ان مفيش،المكتب بقاله فتره نايم هعمل ايه
هتفت بحدة،انما للصبر حداً
-والولاد!
-بلقيس ، انا شايف انهم مبيتحسنوش ..ماما بتقول دى فلوس بتتصرف عالفاضى والدكاتره واخدين ولادنا واللى زيهم سبوبه عشان ياكلوا عيش ايشى متابعات وعلاج بالشئ الفلانى كل شهر وعجله ودايره
هو الاكل ممكن لان هما هيعيشوا ازاى واكتر من كده مش ف وسعى..انا طلعت عينى من ساعة م جم واتداينت وفالاخر كان هيتحجز علينا وهتحبس
استشاظت غضبا،هل ماسمعته كان حقا! سيترك مسؤلية طفليه المرضى بكل سهولة استسلاما لتحسنهم البطئ بعيد المدى!ماهذا الرجل،ماهذا الاب بحق الرحمن؟
-انت اب انت؟ يعنى ايه شايف اننا نبطل متابعتهم وعلاجهم عشان مبيتحسنوش
اولا انا عمرى م هبطل وهفضل ورا ولادى حتى لو اضطريت ابيع كل حاجه،ثانيا علاجهم وشفاهم ده بايد ربنا
انت ازاى تفكر كده...احنا علينا الاخذ بالاسباب وهو عليه الاستجابة سبحانه
تأفف من حديثها وظهر هذا واضحا على وجهه،عندما خرج من الغرفه فتبعته
-كالعادة انا نار قايدة وانت هدووووء وبرووود ،جلال اقف بكلمك
-بلقيس،عاوزة ايه انا فعلا ممعيش فلوس والدنيا واقفه معايا
الفيزا معاكى خديها واعملى اللى عاوزاه ولو مكفتش كلمى انتى،انتى امهم برضو
بصوت عليت نبراته كانت تتحدث كأنها فى فضاء لا ترى امامها احد
-وليه مكتوب عليا اخرج واشتغل واعالج وااكل وانيم واتابع واشوف البيت وطلباته وانت ووالدتك
ليه ؟
اجابها بمنتهى الهدوء والثبات الانفعالى
-عشان ده دورك
-وانت دورك ايه
-انا اللى عليا بعمله ،
-اللى عليك بتعمله مش كده، انا هتصرف منين ليهم انا اديتلك كل حاجه معايا واستلفت
بهدوء رتيب اردف
-والبيت اتكتبلك خلاص
لوحت بيدها امام عينيه
-مش بتكلم عن البيت ،ملعون ابو اى حاجه المهم مصلحة ولادى
ترجل امامها وهو يتحدث بنبراته الهادئه كعهده
- بطلى عصبيتك دى لان مش هتجيب اى حل صدقينى فرتبي امورك وانا كلامى انتهى،وبعد اذنك هنام شوية عشان نازل بليل المكتب عندى قضايا مهمة.
زفرت بحده وهو لم يأبه،دلف لغرفته واغلق الباب ..نار متأججه بجانبها قطعة جليد متحجره لاتنصهر
ولابفعل قرص الشمس حتى ،مشكلة اختيار فى البداية جعلتها تحمل فوق عاتقها اعباء حتى النهاية ..نهاية النهاية يا بلقيس ،اصبرى وثابرى ولكِ اجرك.
????❞ ????❞ ????
بخطوات واثقه ،هبط آسر من سيارة اجرة مصطحباً زميلته بالجريدة المحاورة ولدية الكاميرا الخاصه ب عمله.
فاليوم لديهم ميعاد بعمل حوار مع فنان معروف بالوسط الفنى جدا،لديه لقاء بمحطه فضائية اولا ولضيق الوقت سيقيم الحوار عقب لقاءه التليفزيونى بنفس المحطة.
بمنتهى الهمة والنشاط دلف آسر مرتديا ثيابه البسيطه الانيقه وتمشيطه شعره التى تميزه وحتى هذة الشعيرات الصغيرة فى مراحل نموها التى تتناثر على ذقنه وشنبه وقد قام هو بتهذيبها ف اعطته شكلا خاص به.
اردفت زميلته له
-احنا نقعد هنا ي آسر نشرب حاجه لحد الضيف لما يخلص الحلقة
ابتسم آسر كعهده وهو يلتفت حوله وقال
-مفيش مشكلة ،هروح اشوف فين الكافيتريا
تابعت زميلته القول وهى تترجل للخارج
-لا انا هطلب اتنين عصير ،رجعالك
-طيب خليكى وانا هشوف فين يابنتى
-لا متقلقش اصل انا اعرفهم هنا..استنانى
انصرفت زميلته ،وبقى هو بصمته وهدوءه يتصفح هاتفه ثم فحص الكاميرا قبل البدء باللقاء
فسمع صوتا يستطيع تمييزه بسهوله ياتى من الخارج ويقترب
-ياعم فكك انا لبسته فكام سؤال حاجه كده عنب وبارك الله فيما رزق هيطلع من الحلقه عينه جايبه الوان
دلفت حنين لتقع عيناها على آسر الجالس بغرفة الاعداد ،ففرغ فاهها باستهزاء وقالت
-ايه ده ياعم الحج ايه اللى جايبك هنا
اراح آسر ظهره للخلف ورفع احد ارجله على الاخرى وقال بهدوءه المعتاد
-جاى لشغل ،عند سيادتك مانع
ترجلت نحوه وطرقت قدمه المرفوعه فضحك هو فاثار استفزازها اكثر ،فاردفت هى
-اتكلم واقعد عدل وانت ف وشى سامع
-ليه يعنى مرات خالى وانا معرفش
-ياساتر ...ياساااتر ،يعنى من غير وقت ولا معاد نبتلى بيك وبوجودك وبشبطانك فينا
ياعم انت ليلى اللى بلتنا ببلوتك السودة هى نفسها قطعت علاقتها بيك انت لسه لازق فوشنا زى الخفاش لييه!
كعهده تحدث ولم يأبه لم تفوهت من تفاهات رغم انها وخزت قلبه دون ان تدرى
-انا هنا فشغل ،عندى لقاء مع الفنان....وانا هصور اللقاء ،يعنى لاجاى عشانك ولا اتملى فطلعتك البهية
ولو اعرف انك هنا
قطعته وهى تطرق بحذائها ارضا عدة مرات بطريقة متوترة
-كنت هتعمل ايه بقا
-كنت هاجى برضو عادى ده شغلى ان شالله يكون مع عفاريت نص الليل
-بقولك اييه اتقِ شرى وعصبيتى انت لسه معرفتنيش
-والله ياحنين انا م بشوفك ولا بتخطرى ليا ع بال عشان اتقِ شرك، وانتى عامله زى عبده صبى المكوجى اللى فشارعنا
كزت على اسنانها بشدة وكورت قبضتها ووجهتها لوجه
-عارف مقابلتش فبرودك ووقاحتك يا اخى كان يوم اسود لما ليلى خبطك ياريتك كنت متت وارتاحنا
صنع فعله بيده ربت على جبهته وصدره كأنها صنعت معروفا وقال وهو على ابتسامته
-من بعض ماعندكم
ادارت له ظهرها بعدما صدر منها زمجره غضب جعلته يضحك عاليا وهم بسؤالها
-انا عاوز بس اعرف بتشوفينى تتعفرتى ليه،اعملى نفسك مش شيفانى ياستى
نظرت تجاهه بعدما رفعت انفها ب كبرياء وقالت
-ماهو انا مش شيفاك فعلا
قال وقد اختلطت ضحكاته بكلماته
-مش باين الصراحه
زفرت بحرارة ورتبت اوراقها وامسكت قلمها وقالت له وقد اعتلت الدماء جبهتها
-انا همشى خالص لان مش مستعدة لكمية البرود دى وعندى شغل يابتاع انت
انصرفت ف هم برفع صوته وهو يقول
-خسرتى الجولة ليه خلي نفسك طويل شوية زى لسانك
طرق كفاً بكف وهو يضحك ويردد لنفسه
-مجنونة والله ،،والله العظيم عندها ربع ضارب الله يساعد ويشفى
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
ب عيادة طبيبة مشهورة كان موعدها،حينما تم الاتصال بها لتأكيد الموعد .
تتلفت حولها المكان مكتظ بالنساء ،منهم من كانت تثرثر مع الاخرى،ومنهم من انشغلت بالحديث مع زوجها ممسك بيدها ليمنحها بعض الدعم ،ومنهم هادئات ساكنات مثلها منتظرات يحين دورهم.
تراقب البطون المنتفخه بالأجنة،منظر تحن له كل فتاة وسيدة حلم الامومة ،منذ نعومة اظافرها وهى تلعب الدمى القطنيه والبلاستيكيه وكأنها أما لهم تمشط شعرهم وتطعمهم وتحملهم كى ينامون ..حتى يوم الزفاف وبداية تحقيق الحلم.
يراودها كل يوم انها تحمل طفلا صغيرا داخل احشائها ،يكبر ب رحمها يوما بعد يوم
تبتاع له كل ثمين وغالِ من ملابس واشياء خاصته ولعب ،كل شئ يخطر ببال احد قد فكرت فيه..فكرت فعدة اسماء صبيه وفتيات فكرت حتى باسم له تدلله به.
فكرت ماذا سيأخذ من ملامحها ومن ملامح ابيه ،،من طباعهم من حركاتهم
سيملأ عالمها الصغير الذى انغلق عليها مؤخرا ويبدو انه سيكون المنفس الوحيد
"مدام ليلى مراد"
سمعت اسمها ورقمها فقامت لتدلف الى غرفة الفحص على استحياء ، ابتسمت ب وجهها الطبيبة التى تحمل وجهاً بشوش ودعتها للجلوس ، بللت ليلى شفتيها وبدأت برواية شكواها..
-انا متجوزة من فترة يعنى ممكن نقول سنه، وومحصلش اى حمل ومعرفش ايه السبب
-كشفتى قبل كده
-لأ دى اول مرة
-زوجك موجود معاكى
-اه ،بس هو حاليا فشغله
وقفت الطبيبة تشير لسرير الكشف لتستلقِ عليه ليلى
-اتفضلى اكشف عليكى
قامت ليلى وقامت الطبيبة بدورها فى الفحص وهى تلقِ عليها بعض الاسئلة وتهم ليلى بالرد
حتى انتهى الفحص وذهبت الطبيبة الى مكتبها.
-مبدئيا انتى كويسه جدا،هتعملى تحليل وكمان زوجك وتيجى انتى وهو المرة الجاية
انفرجت اسارير ليلى وهى تتناول منها ورقة التعليمات
-بجد يا دكتورة انا كويسه
-جدا،بس نتأكد من خلال التحليل انتى وزوجك ،لازم يكون معاكى المرة الجاية
صافحتها ليلى وخرجت منشرحه الصدر ،تتلفت حولها تريد ان تحتضن كل مايقع عليها عيناها.
هبطت لتستقل سيارة زوجها الخاصة ف اشارت الى السائق
-متودنيش عالبيت على طول
-نزار بيه امرنى بعد الكشف اروحك على طول يافندم
زفرت ليلى واردفت للسائق
-طيب لف بيا فالشوارع شوية انا زهقت
ترقق قلب السائق فقام بطاعة امرها ليحقق ماتريد وبعدها يرجعها سالمة الى منزلها
كما أُمر.
????❞ ????❞ ????
مُخيفة قُدرة البَشر الهائِلة على الإيذاء، مُخيفة أكثَر أنَّها قد تأتي بأبسط الطُرق ومِن ألطَف النَّاس.”
تسللت تلك العبارة الى ذهنه ، عندما وقعت عيناه عليها ذات يوم..آسر يقر بقراره نفسه ان ليلى تتلقى ايذاءا من نوع خاص على يد نزار،،انطفاء ضوءها المتوهج الذى كلما مر على شئ اضاءه.
عروس امنياته هى التى اختطفها ذلك الفارس الملثم على حصانه لايُعرف له شكل او صفه ،وطار بعيدا عن الأنظار والاعين.
آهٍ ل قلبك يا آسر يترنح ك بندول ساعة لايستقر ولا يهدأ،منذ ان علم بتحديد ميعاد لمحاورة موديل الاعلانات الشهيرة"ريناد الهادى" هذا الاسم الذى ذكر مرة واحده امامه بصوت البغيضه حنين هو يعلم انهاطليقة نزار ادريس السابقه،، التى تزوجها شهر واحد!
يفكر الآن ان هو وزميلته على موعد عمل معها،ولكنه يريد منها الاكثر من صور لحوار صحفى
هو يريد ان يطمئن على هريريتهم الصغيرة ب أى سجن حبيسة أنفاس سجانها عالى المنصب والهمه والوقار..
تردد بعقله جملة قالتها ليلى له ذات مرة اثناء محادثاتهم قديمة العهد عميقة الاثر
"اوعى تتخلى عنى ي آسر،اهم حاجه انك تكون جمبي انا ماصدقت لاقيتك
اخ جدع وطيب وشهم،ربنا عوضنى بيه بعد وحدتى من غير اخوات ولاد كل السنين دى"
تنهد ب أسى،كيف له ان ينقض عهده لمجرد انها اصبحت زوجة لرجل آخر،منذ متى الاخوه تترك مسؤلية حماية بعضهم البعض لمجرد زواجهم وبناء حياة اخرى مع شركاء اخرين.
اعتزم الامر وليكن مايكون، ذهب الى تلك ريناد الهادى فى ميعاد مسبق خارج الحوار المتفقون عليه
يقصد هدف واحد يريد معرفته ...ويخاف عاقبته او معرفه مايقلقه او لا يرضيه!
-مش فاهمة،كلمتين ليك برة الحوار الصحفى يعنى
تفوهت بها ريناد ليتحدث آسر ب ثقه
-بصى ، اللى هتصرحى ليا بيه محدش هيعرفه اقسملك
انا بس عاوز اتطمن على انسانه اكتر من اخت وصديقه وبجد قلقان عليها
تناولت كوب العصير الذى امامها،ارتشفت منه وتركته بعدما نظرت جانبا الى النافذة وبعدها نظرت ل آسر
-وانت ليه حاسس ان فيه ورطه هى فيها بجوازها من نزار
بعينان تنطق خوفا ولهيب قلق قال
-انا متأكد، متأكد لانها مش ليلى اللى اعرفها..بعدت وانطفت واتغيرت وكمان انفصالك السريع مع احترامى
الراجل ده مريب ومش مريح ،عاوز اعرف ماله ايه السبب اتطمن عالاقل هى عايشه ازاى،انا مش قادر اعرف عنها حاجه
ابتسمت ريناد له واشارت له بسبابتها
-انت بتحبها؟!
اللعنه!
الكل يتهمه عشقها الخفى..ماذا عساه بقائل؟تصببت جبهته عرقاً، يكاد يحلف امامها انه ليس مجرد حباً او عشقاً هو احساس مجهول المسمى بالنسبة له يحتله ويتملك منه من ظفره حتى اخمص راسه،تنحنح وهم بالرد عليها
-مش هقدر اشرحلك هى ايه عندى، بس كل اللى هقدر اقولهولك انى مش مرتاح وهى كده ونفسي اتطمن عليها وبس واعرف احنا سلمناها بايدينا لمين
حكت باصابعها داخل خصلات شعرها تفكر لبرهه ثم قالت
-اوك بس وعد ملاقيش الكلام ده لا فحوار صحفى او على لسانى ف اى حته ،ولاحتى نزار ادريس يعرف بيه
مفهوم لان بجد وقتها هتبقى المشاكل بينى وبينك انت وهتبقى قضايا كمان
اومأ برأسه ايجابا منتظر ان تنفرج شفتيها بما يريح قلبه
-تمام...تحب ابتدى منين؟
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
#فيولين ???? 2019
}عهد الثالوث} روايتى رقم 14
الفصل التاسع
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
)فى الوقت الحالى)
للتخلص من وحدتك التى تكاد تقودك للجنون،ولنسيان ماضيك وتنخرط وسط الناس لابد من تجاهل مثلثك ذو الثلاث اضلاع -الحنين والانكسار والضعف-ولاتنحصر ابدا ابدا فى احد زواياه.
"ابعتى صورة ليكى حالا حالا عاوزة اشوفك"
كانت رسالة من بلقيس على برنامج(الواتساب) لدى هاتف ليلى ،ابتسمت ليلى ورفعت الهاتف مقابل وجهها وعدلت من انسياب شعرها وجعلت اشعة الشمس الخفيفه تنعكس بمقلتيها ليبهج لونهماوالتقطت صورة لها(سيلفى) وارسلتها فالتو،استقبلتها بلقيس وقالت"وحشتييينى يارب تعدى الايام وتيجى ويشفيكى وميحرمنيش منك ياقطتى الصغننه"
ابتسمت ليلى لاحتضان بلقيس لها عبر الكلمات حتى وان كان عن بعد،فهى تشعر بدفء احتواءها لها فى كل وقت..حنو أم عوضها الكثير..عن أم حقيقية لاتعرف ولاتدرى عنها اى شئ منذ تركها لها حتى الآن.
وما ان وضعت الهاتف جانبا حتى استقبلت رسالة اخرى عبر برنامج(الايمو) من حنين تخبرها بأن صورتها الشخصية الجديدة التى وضعتها على البرنامج تشبه كثيرا فيها ل-هيزيل-بطلة فيلم the fault in our stars
بلون عيناها وكثافه شعرها وبذلك الانبوب الذى يمر تحت انفها!
وكى تضيف حنين لمستها الخاصه اتبعت برسالة اخرى لتقول بها"ياريت ترجعيلنا ب اوجاس من لندن يا هيزيل احسن من العرر اللى كانوا هنا هاه فاهمانى طبعا"
قهقهت ليلى عاليا، ليلى تتفهم حنين جيدا ولم يأتِ يوما عليها وغضبت من لعناتها وسبابها وسخطاتها،هى تدرك حقيقتها الطيبة الشهمه وان هذه شخصيتها التى تربت معها اكثر من ثلاثون عاما وحفظتها عن ظهر قلب.
تركت الهاتف من يدها ،وما ان رفعت عينيها لتجده قادم نحوها..ابتسمت حتى دنى منها صافحها وجلس بجانبها بحديقة المشفى،تلفت حوله ثم أردف لها
-بتعملى ايه
تبسم ثغرها له ،ففى كل وقت كلما اختفت عن عيناه بحث عنها برغم عمله الدائم هنا وكأنها طفلته
-مكنتش بعمل حاجه ،قاعدة تحت الشجرة اللى بحبها وبكلم بلقيس وحنين عالفون
تبسم هو بدوره واقترب منها وهو يتحدث لها
-دلوقتى معنديش حاجه قولت اخد البريك ده معاكى قبل م يندهوا لاى سبب ،هاه عاوز احكى معاكى
باناملها ارجعت احدى خصلاتها لخلف اذنها ونظرت لمقلتيه
-مبتزهقش من حكاياتى
-فيه حد يمل اكل الفراولة المسكرة!
تفوه بها دون تفكير،جعل وجنتيها تتورد كصبيه بعمر ال17مراهقه تخجل لاطراء احدهم لها بكلمة مجاملة لطيفه..زفرت بعمق وقالت
-طيب عاوزنى احكى ايه
مط شفتيه يفكر وهو ينظر هنا وهناك ثم طرأ بباله سؤالا لها
-ليلى...عمرك اتجننتى؟
ضحكت هى فاكمل هو حديثه
-يعنى انا طول الوقت شايفك هادية..بتسكتى كتير،فيه ابتسامة رقيقه مش بتسيبك تجنن،بسكوته فنفسك كده،عاوز اعرف عمرك عملتى حاجه برة مألوفك برة العادى بتاع ليلى ..هل حصل ده؟
تنهدت ليلى وكأنها تذكرت شيئا على قدر سعادته على قدر ألمه بالنسبة لها،ابتسمت رغم ان عيناها رسمت بها خطوط الدموع دون سقوطها وقالت له
-ياااه،رجعتنى لوقت معرفش نسيته ولالأ..بس هو عمره م يتنسى
-يعنى حصل واتجننتى!
هتف بها بتعجب فقالت ليلى
-اه حصل،ومكنتش ليلى ابدا وقتها..عملت كل حاجه عمرى م فكرت انى اعملها منكرش انها كانت فترة حلوة وممتعه بس..
هنا امسك اطراف اصابعها كعهده وقال
-من غير بس افتكرى الحلو وخلاص
-هو الحلو انى بجد عيشت حجات معشتهاش وكنت بفرح من قلبي اوى واضحك من قلبي اوى اوى اوى
-كان السبب واحد مش كده..اقصد يعنى شخص
تبسمت بخجل وأومأت ب رأسها ايجابا ،فاردف هو
-وراح فين ؟
هنا سقطت احدى دمعاتها رغما عنها على وجنتها فمسحها هو بدوره برفق وقالت هى
-انا وصلت هنا فى آخر محطاتى،ومفيش حاجه من اللى عدت موجودة دلوقت..ولا ناس ولا مواقف ولا حتى الايام.
????❞ ????❞ ????❞ ????❞
)الوقت السابق)
"اوووووه زملكاااااوى"
كان هتاف الجماهير عاليا تشجعيا لناديهم المفضل إثر دخول نادر وميريهان بوابة الاستاد الرياضى لحضور المباراة سويا.
ف يعد نادر مشجع لنادى-الزمالك-من صميم قلبه وكان قد عزم امره على حضور هذه المباراة ورتب امر عمله،وما ان علمت خطيبته ميريهان حتى التحمت به وطال الحاحها عليه ب اصطحابه حتى انصاع لطلبها بعد مناهدات عدة وعدم ملل منها من ناحيتها.
-بيبي،صورة سيلفى لينا بقى بتى شيرتات الزمالك دى عشان احطها ستورى
-ميرا عاوزك تتظبطى كده المكان معظمه شباب مش عاوز تنطيط
-دى صورة واحده عشان خاطرى عشان خاطرى عشان خاطرى
وضع كفه على فمها وأردف نادر
-ششش يازنانه خلاص واحده بس
التقطت ميريهان الصورة لهما ووضعتها فالتو على حالتها ب-الواتساب-وكتبت تحتها"انا وقلبي فالاستاد بقا
واووووه زملكاوى"
بدأت المباراة وبدء الحماس والهتاف والصياح،وهى تتابع بشغف الجمهور واللاعبين ونادر متحمس ويراقب ،واثناء المباراة عندما اشتد الحماس وقفت ميريهان تهتف وتشجع بصياح عالى جعلت معظم الانظار تلتفت لها ،فجذبها نادر بقوة لتجلس ثانية ونهرها قائلاً
-اقعدى هنا،انا مش قولت بلاش تنطيط
مطت شفتيها ، هدأت لدقائق ثم التقطت صورة لهما وهو غير مدرك كان متابع للشوط الاول باهتمام..وبعدها اخذت تلتقط عدة صور بما يسمى (السناب شات) تضع لهما اذن ارانب تارة،عينان قط تارة أخرى تلتقط وتضحك ضحكتها المعهودة الرنانه، انتبه نادر لها فلكزها بخصرها بقوة حتى تألمت من فعلته
-آه يانادر وجعتنى
-مش هنخلص هبل طيب
-وهو انا كلمتك انا بتصور وياك لحد لما الماتش يخلص انت منتبه وياه وانا مبعملش حاجه
-وهو مين شبط فيا من الاول! لو زهقانه مكنتيش زنتى عليا لحد م صدعتينى
تأبطت ذراعه واسندت رأسها على كتفه وهو تقول بدلالها المعهود
-نادورتى انا مش بشوفك بسبب الشغل بتجيلى مرة فالاسبوع ولما بنخرج اخويا بييجى معانا وبتبقى خروجه دمها تقيل م صدقت اخرج معاك وحدنا
اقترب من رأسها وتحدث بخفوت
-والنبي ايه، بطلى سهوكه يابت
-لا مث هبطل
ابتسم وهو يطرق جبهتها بانامله كانه يلكزها باطرافهم
-لابطلى محن اهلك ده وبعدين احنا قدام الناس عشان انتى عارفانى
ضحكت وقبلته مكان نومتها على كتفه فطبع لون حمرة شفتيها على -التى شيرت-لديه،انتبهت فوضعت سبابتها على فمها ادركت هول مافعلت..اماعنه هو فغضب واخرج منديلا من جيبه ليمسح اثار احمر الشفاه وهو يهتف
-انتى هتكبرى امتى هاه،شايفه!
-كنت ببوسك مخدتش بالى والله الشيرت ابيض والروج بتاعى بيثبت انا اسفه
قد اعتلى نادر الغضب فهب واقفا وهو منزعج ودعاها للانصراف دون ان يكملوا مشاهدة المباراة.
-بيبي،اسفه والله طيب
-يالا من سُكات مش عاوز كلمه لحد مااروحك البيت
خرج نادر وتبعته ميريهان تريد ان تعتذر لهذا الموقف السخيف ولكن حمرة اطراف اذنين نادر اعلنت انزعاجه الشديد ومنع الحديث معه فى هذا الوقت،فقد حفظت هى حتى علامات غضبه على وجهه تحمر اطراف أذنيه اذا اعتلاه الغضب او السعادة او الخجل.وعليها الصمت والانصياع لأمره حتى لاتنال منه مالم يحمد عقباه.
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
"دعى نظراتك الحمراء تقتلنى..ولاتكونى معى يأسا ولا امل
وقاومينى بما أتيتِ من حيلا،إذا اتيتك كالبركان المشتعل"
منذ يومه هذا،منذ هذا الموعد لدى ريناد الهادى وآسر على حيرته على قلقه نهارا وليلاً..بعدما استمع لكل ما اخبرته به طليقة نزار بك ادريس وتفوهت وصرحت بمالم يعلمه احد.
ماذا عساه بفاعل،ماذا بحق الله تنتوى يا آسر،يدور بغرفته يفكر..يتنهد تاره
يطرق بكفه الحائط تاره،يحدث نفسه كثيراً
"هتعمل ايه يا آسر؟ لو حكيت لبلقيس هتقول لحنين حتى لو انا قولتلها متجبش سيرة
مستحيل يتعرف ده عنه ويسكتوا،وخصوصا حنين هتفضحه وهتشوه سمعته دى مجنونة ومابتصدق
يارب اعمل ايه ،اقولها هى ! حتى لو طلبت اشوفها خايف ده يعملها مشاكل واكيد بيأذيها بعد اللى سمعته ده
اختبار يارب ولا ابتلاء؟ تعبان ومش عارف اعمل ايه عاوز انقذها،،ليلى متستاهلش تعيش مع بنى ادم عامل كده خصوصا انى تأكدت دلوقت انها بتتأذى منه ومش هينفع اسيبها كده واستسلم انى وعدت ريناد واقف اشوفها متعذبه وهى مش بتقول لحد وساكت!
طب اروح لنزار نفسه واقوله انا عرفت حقيقتك ولازم تطلق ليلى؟كده هدخل ريناد برضو فمشاكل، وممكن ياذينى وياذى ليلى اكتر...مش مهم انا محدش بياخد عمر حد بس انااعمل ايه يارب وتتحل ازاى؟
انت لوحدك عالم يارب اكيد تعبانه ليلى فحياتها ومبتنطقش وفاكرانا مش عارفين عشان طيبة،،بس انا عرفت ياليلى وواقف مكانى زى الصنم مبتحركش..ده مش رد العيش والملح وكل حاجه بيينا محدش يفهمها غيرنا
لا اتنين اخوات ولا اصحاب ولا عاشقين..اروح لمين؟اشكى لمين ياليلى حالك وحالى..لنا الله وانا متاكد ان فيه معجزة هتحصل تنقذك من كل ده من غير تدخل ومن غير ترتيب."
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
كان صياح صوتها يتسلل عبر نافذة غرفتها باستطاعته ان يُسمع كل من بحارتهم الصغيرة وهى تهتف حانقه مع والدها وشقيقها الكبير..
-هو ابراهيم ده مش بيمل،مش بيزهق يعنى ،مقرر عليا قربت افتح دولابي الاقيه نايم جوه!
أردف والد حنين لها بحدة يحاول كظم غيظه منها
-اسمعى، الولد فعلا شاريكى وكلمنى اكتر من مرة وانا شايفه مناسب وكفاياكى بقا رفض فالعرسان
هنا تدخل شقيقها بدوره فالحديث
-انتى عارفه هو واحد مهذب وخلّوق اد ايه،المفروض عاللى عملتيه فيه زمان ميوريناش وشه ويعاملك باقدم شوز عنده لكن هو كان بيكلم بابا ع طول ويتطمن ع صحته،مش عارف شايفه روحك على ايه اوماال لو حلوة شويه
-ملكش فيه وانا مش عاوزة اكون حلوة عشان اعجب حد،انا كده عاجبه نفسي جدا
بعينان تتحدث الضيق وتشكو سأمهم من الحديث معها دون جدوى كان يردف والدها
-بقولك ايه،راسك الناشفه اللى ورثتيها منى دى هكسرها عشان تسمعى الكلام
زفرت حنين بحرارة وجلست الى اقرب مقعد وقالت
-بصوا بقا احنا ضرورى نتفاهم، انا وابراهيم دونت ميكس يا اخواننا والله ماهننفع سوا
-بقولك الولد محترم جدا وشاريكى لابعد الحدود وبيحبك وانا مش عارف متهدول فحبك على ايه
-ماهو يابابايا العزيز عشان سيادته آية فالادب والأخلاق انا منفعش وياه،انا بشخط فيه ياناس!
ده لما بعلّى صوتى بيخاف منى ،اتجوزوا ازاى انا بقا
امسك شقيقها ذراعها بقوة فافلتتها منه وهو يردف
-انتى لا نافعك الطيب ولا المؤدب ولا ابن الكلب حتى ،انتى كلهم مش عايزاهم
-والله انا حره،ولا زهقتوا من وجودى اشوفللى مكان اقعد فيه وتستريحوا
بحدة لكمها بقبضه يده والدها خلف كتفها وهو يردف بضيق
-اتاأدبي بالعبط اللى بتقوليه ده،تعيشى وحدك وزفت ايه عليه العوض فتربيتك
امسكت حنين قلمها وغرسته بشعرها بحركه متوترة ورفعت ساقيها وجلست وضع القرفصاء وهى تردف بضيق
-بابا انا تربيتى زى الفل لابخلى حد يكلمنى ولا يهئ معايا،مش عشان مش عاوزة اتجوز يبقى مش متربية
زفر والدها وقال
-بقولك ايه فكرى فموضوع ابراهيم لانك هتتجوزى يعنى هتتجوزى هو او غيره ومدام هو كويس يبقى على بركة الله انا صبرى نفذ معاكى وده آخر كلام عندى
انصرف والدها من الغرفة فوقف شقيقها مقابلا لوجهها عقب خلعها للقلم من شعرها ووضعها له بفمها تقرقده بطريقة مضحكه، فاردف لها وعلى وجهه الابتسامه ساخرا
-على فكرة الارتباط حلو،جربي يمكن تكون زرايرك شغاله وانتى مش عارفه
قالها وطار بعيدا بعدما اغلق الباب خلفه وهى تهم لتصب سبابها عليه،تنهدت بعمق وتمتمت محدثه لنفسها
-ماشى يابابا...ماشى يا ابراهيم،،ماشى يا كلكم انا وانتم وارض الله واسعه!
????❞ ????❞ ????❞
برفق كانت تفتح باب-غسالة الملابس-السيدة ام جلال وهى تترقب (تى شيرت) نادر اثر بقعه احمر الشفاه
لدى ميريهان وهمت بالنداء له
-نادر،تعالا شوف يا حبيبي انا حاولت بححات كتير اهو ولسه له اثر
اقبل نادر وتناوله منها وهو يزم شفتيه ضيقاً،ف اخذه من والدته بعدما شكرها وترجل الى غرفته يتمتم بسخط فسمعته بلقيس اثناء جلستها مع جلال عندهم بالشقه يشاهدون التلفاز
-فيه ايه يابنى مالك زعلان ليه
-مرقعه امها الفاضية،التى شيرت باظ وهدية اصلا من واحد صاحبى
-طب هات وريهولى
ناوله نادر الى بلقيس وهى تتفحص البقعه،اتت أم جلال من الداخل تهتف بصوت عالى يُسمعها
-متتعبيش نفسك،من وقت م جابه وانا حاولت فيه بكل حاجه ومش نافع
تفحصت بلقيس البقعه بعنايه وقالت
-هجرب عليه فانيش منفعش خلاص هات غيره ومتضايقش نفسك
زفر نادر بحرارة وقال
-بتتمايص وكذا مرة اقولها بلاش واتلمى البت مفيش مخ جوة خالص
ضحكت بلقيس وضحك جلال ايضا اثناء متابعته للتلفاز وتدخل بالحديث يناغش شقيقه
-وايه اللى جاب الروج عالتى شيرت ياللى مبتحبش المياصه،حبكت فالاستاد يعنى؟
تبسم نادر رافعا احد حاجبيه،ف اردفت والدته قائله
-فرفوشه وعسوله وبتموت فيه،يعنى هو لازم تبقى عامله زى تمثال الشمع وابله نظيرة اوى عشان تعجب
قالت الاخيرة وهى ترمق بلقيس نظره جانبيه،ففهمت بلقيس ان الكلام لها فهمت بالقول
-هى فعلا فرفوشه يا نادر وبعدين لسه صغننه،لسه مشافتش بلاوى الدنيا عشان تنضج وتبقى ابلة نظيرة هتقابل لسه ربنا معاها
فهم كلا من نادر وجلال تبادل الاسهم بين بلقيس ووالدتهما فضحكا بعدما تبادلا النظرات سويا،فقال جلال
-بقولك يانادر ،اخبار العفش ايه ظبطت مبلغ عشانه وعشان توضيب شقه ماما هنا
عم الصمت المكان فتابع جلال
-انت عارف خلاص كده مفيش فلوس نرفع شقتك فخليك مع ماما هنا احسن
أردف نادر بجديه
-انا بشيل من كل شهر مبلغ من مرتبي وهبدء ارمى فيها اهو
هنا ربت جلال على كتف شقيقه وهو يقول بابتسامه
-لابص متحملش هم خللى اول طلعه دى عليا،انا معايا مبلغ كده خدته كان بقية حقى فقضية قديمه خده وابدء بيه
فرغ فاه بلقيس واتسعت حدقة عينها إثر م سمعت من زوجها،كاد الغضب يمزقهافتحدثت بلهجة حادة النبرات
-يعنى فيه فلوس دلوقت،اومال علاج الولاد واكلهم ومتابعتهم مكانش فيه يعنى
توجهت بالحديث لنادر وهى تتابع حديثها
-انا اسفه يانادر مقصدكش،هو فاهم قصدى
غضب جلال وتواجه معها امامهم وقال
-فيه ايه انتى متعمدة تحرجينى قصادهم يعنى
-فيه ايه يا جماعة،ايه ياجلال
تدخل نادر بقوله الاخير،فهمت بلقيس بالرد
-احنا متأخرين ع متابعه الولاد وانا اتصرفت لهم بفلوس الاكل وعلاجهم ناقص وهو دلوقت
قال ان معاه مبلغ كان فين وقت احتياج ولادك له؟
همت والدة جلال بالدفاع عن ابنها غير متفهمه الوضع
-جرى ايه يابلقيس، هو حرام يساعد اخوه دول مالهمش الا بعض متبقيش مرات اخ وحشه ده احنا حتى بنشكر فيكى
عقدت بلقيس حاجبيها وهتفت ل ام جلال
-انا مش وحشه ياطنط بس ولاده ومصلحتهم مهمه برضو
-نعمة،،،ممكن تهدى من فضلك انتى وجلال
قالها نادر فكان الجميع مصتنتين له،فاتبع حديثه
-اولا انا بشكرك ياجلال،انت اصلا مش بتسيبنى ف اى وقت احتاجلك فيه ويكفى انك ربتنى بعد وفاة بابا رغم فرق سن بيينا مش كبير لكن اتحملت مع ماما عشانى ،لكن ولادك اولى انا اقدر اتصرف ...نعمة عندها حق وانا مش زعلان منها ده حقها وحق ولادكم
تنهد جلال بلامبالاه وقال
-انا مقصرتش مع ولادى، بس وقت م هى طلبت مكانش فيه فعلا
-ودلوقت بقا فيه!
هتفت بحده بلقيس فى وجه زوجها ،استأذن نادر منهم ودعاها جانبا كى يهدأ من حدة الموقف
تحدث اليها بخفوت ناظرا لوجهها
-نعمة ممكن تهدى
-اخوك بارد يا نادر،تلاجه...مبيفكرش فالولاد ولا مصلحتهم وانا عذرته وقولت اكيد مفيش فلوس
لكن يطلع معاه وبيبخل
اشار نادر لها ان تهدأ بيديه بحركه معروفه،وقال
-انتى عندك حق،بس مش بالشكل ده انتى احرجتيه قصادنا وهو اتكسف ،كان ممكن تقوليله فشقتكم
تنهدت بلقيس وهى تنظر بعيدا فقال نادر
-ثم تعالِ هنا،لما دواهم واكل الولاد ناقص مقولتيش ليه انا مش اخوكم انتو الاتنين وبشتغل والحمدلله مستوره
ابتسمت بلقيس لشعور نادر النبيل واردفت
-يابنى ده مبلغ كل شهر وانت اصلا بتجهز،هو انت ناقصنا
-بس طيب عشان ده كلام اهبل،انا عمهم والعيال دى عيالى يعلم الله ويهمونى زيكم ازاى
ربتت بلقيس على كتفه بحنو اخت وقالت
-عارفه يانادر والله ،ربنا يخليك ليهم ويهدى باباهم
-جلال طيب والله بس سعات مبيعرفش يحسبها صح،خليكى انتى العاقله
صمتت بلقيس ونظرت لاسفل وعلى وجهها مازال متواجد الضيق،ف اردف نادر مازحاً كى تنفرج قسماتها قليلا
-يابيلا خلاص...طب يانعمة،نخترع اسم تالت عشان تضحكى
ابتسمت بالفعل هى ،فنظر نادر ناحية جلال ووالدته ثم أردف
-تعالِ نروحلهم وحاولى تهدى الدنيا عشان خاطرى،وانا هكلمه بس متكشريش كده
بسطت قسمات وجهها نسبيا لأجل طلب نادر وترجلت معه حيث مجلسهم وكعهدها تقوم بمجاراة الامر حتى لو على حسابها..
????❞ ????❞ ????
)فِ الوقت الحالى)
اللذة،،،
شعور اللذه حينما يقتحمك ،كجيش انت لاتصنع له حساب واحتلك .. او كتسلل لنور شمس فِ ظل عتمة لا انتهاء لها..او تجرع رشفة ماء بارده فى وقت الظهيرة بالصيف وفوقك اشعة حارقه تكاد تهلكك..
هو هذا الشعور الذى احسته ليلى بعد مضى وقتٍ طوييل عليها من الظلام والحزن الدامس،تذكرت توقيت حقيقي خرجت بفعله من ظلام حزنها... كان هذا بفعل الذكريات وإثر سؤالها من طبيبها عن توقيت محدد قد خرجت فيه عن مألوفها الهادئ الساكن وفقدت عقلها ب إرادتها..تذكرته!
حقاً تذكرت بعناية وكأنه امس،،،
(عودة لحقبة مضت)
كانت ليلى مترجله خارج قاعة تتلقى بها دروس لتعليم اللغة الايطالية،،كان شيئا غريبا قد طرأ ببالها فعله وفعلته،بدون إلقاء اللوم كانت تخرج اثر اعظم واكبر صدمة بحياتها وأرادت التغيير نهائيا عن كل اعتادت سابقا..او بالاحرى فى فترتها الاخيرة..هل سيجدى نفعا لها تعلم اللغة الايطالية وسينعكس على شئ بمستقبلها؟
سفر او عمل؟بالطبع الاجابه كانت لا،هى تتعلم من باب الفضول ليس إلا،،
وبالفعل التحقت بصف الدروس وقيدت اسمهاضمن الطلاب،بدأت تتفاعل وتحب نهج حياتها الجديد..تلقت صف اليوم وفى طريقها للخارج تستقل سيارتها حديثة الطراز خاصتها نحو منزلها الجديد،مترجله بفستانها البسيط الانيق الذى يشبهها،تتناثر عليه رسومات الورود المتفتحه للون الوردى الهادئ وارضية الفستان اللون الابيض..قصير نسبياً ويغطى ذراعيها الى ماقبل الرسخين..
كانت محتضنه حقيبتها امامها ،حركه اعتادت عليها طالبات المدارس الثانوية ..كانت تمشى ببطء لتمسك بحقيبتهاوتبحث داخلها عن مفتاح السيارة،كانت تمشى وهى تبحث ناظرة للحقيبه من الداخل
خطوتين ثلاثة اربعه خمسةحتى اصطدمت!
احدهم كان فالجهة المقابله لها،ممسكا بكوب ورقى يحتوى على قهوة ساخنه ويتحدث بالهاتف ،وهنا حدثت الفاجعة
-يانهار اسود،يانهاراسود...الفستان باظ القهوة اتدلقت كلها،ايييه ده؟
انتبه هو للكارثة وحاول تهدئتها ..
-اهدى طيب ..ممكن ،،والله م اقصد ولا واخد بالى
بهتاف عالى من ليلى كانت تصيح وهى تحاول مسح البقعه دون النظر لوجهه
-انت اعمى مش بتشوف حرام عليك اتبهدلت كللى
-ويعنى فيه حد بيمشى متوه كده ،مش تبصى قصادك
-افرض انا مش شايفه مش تمشى انت بعيد،ايه الغباء ده غلطان وبتكابر
-خلاص طيب من غير غلط انا هحاول اداوى الموضوع
كانت ليلى تتحدث وهى تمسح فستانها قدر الامكان ولكن دون جدوى،غير ناظرة له
وعند كلمتها الاخيرة رفعت عينيها له
-هتداويه ازاى بقا ،هروح كده انا ازاى
هتفت واذ بها فوجئت بشخص قوى البنيه ..مفتوله عضلاته من الواضح انه حريص على لعب الرياضة بصفه دورية،شعر رأسه قصير نسبيا ولديه شارب ثقيل يشبه هيئةضباط الشرطه،بشرته بيضاء ويمتلك عدستين عسليتين بعيناه تزينهم دائريا اهدابه الكثيفه
-بصى متتحركيش انا ربع ساعه وهكون هنا بعد اذنك متمشيش
تأففت ليلى تنظر لما جرى بها بضيق وقالت
-انا خلاص هركب عربيتى ومروحه منك لله عالشكل والمنظر ده
لوح امام وجهها بنفاذ صبر وقال
-ياستى اهدى قولتلك انها غلطتى وهصلحها،عربيتك فين؟
اشارت ليلى نحوها فاردف لها ان تسدى له معروفا وتنتظره بداخلها لدقائق...فقط دقائق!
استقلت ليلى سيارتها ،وهى تطلع الى البقعه بشعه المنظر فى مرآة حقيبتها ..وما ان مرت عشردقائق حتى فوجئت به يطرق زجاج نافذة السيارة ففتحها له
-بصى هو مش حكاية ذوق،بس انا اشتريتلك ده يارب ييجى على مقاسك
انا بالشكل كده جبته انتى اصلا صغننه كده يدوب عشان تعرفى تروحى بيه
قالت ليلى بحدة،فما حدث اخرجها عن شعورها وكينونتها الهادئة وتناست امر شُكره على تخطى كارثتها وشراء فستان آخر
-اغير فين بقا ان شاء الله
-ممكن تيجى المحل اللى جبته منه تلبسيه هناك فالبروفا
هبطت ليلى تدارى بقعتها بحقيبة الفستان الآخر،تتلفت من يراها من العيون حولها ممسكه بيدها الاخرى علبه من المناديل المعطره المبلله
دلفت الى هناك استأذنت ، بعد دقائق خرجت ترتديه بالفعل كان مقاسها وكأنه يعلمها عن ظهر قلب اى مقاسات وانواع ترتدى..حتى شكله والوانه كانت رائعه جدا..
ترجلت للخارج وهو تبعها..
-يارب اكون صلحت غلطتى
ابتسمت ليلى،فالامر منذ البداية كان خطؤها هى فقالت
-ميرسي ،ومكانش له لزوم انا بس ...
قطع حديثها واردف
-خلاص اللى حصل حصل بتخنق من الهرى
نظرت له عاقده حاجبيها فتابع هو
- ،انا اصلا بشبه عليكى انتى بتاخدى كورس الايطالى معايا صح كده
ضيقت عيناها تستوعب ،ثم تذكرته فاومات برأسها ايحابا فتابع هو وهو يمد يده لها مصافحاآ
-مؤيد نور ...وانتى؟
صافحته برقتها المعهودة واردفت بنبرة هادئه عن ماقبل رغم انها لاتريد التعرف إليه
-ليلى مراد
ضحك عندما سمع اسمها وقال
-اوووه انا خبطت الفنانه المطربه الكبيرة بحالها وانا مش عارف، اخص عليا ده انا غبي
ضحكت ليلى لما قال من دعابه فتابع مؤيد
-اوعى تندهيلى انور وجدى او نجيب الريحانى هتصل ب يوسف بك وهبي ونخربها هنا
ضحكت ليلى وهى تغطى شفتيها باطراف اصابعها،فابتسم مؤيد على ضحكاتها حتى برزت -غمازات-وجنتيه بوضوح واردف لها ناظر ل فيروزتاها
-رب صدفة خير،وبيقولوا برضو دلق القهوة خير ان شاء الله،مش كده
تبسمت مجاملة كى تنصرف ورددت خلفه بتلقائية
-ان شاء الله
-تحبي اوصلك انا عربيتى اهيه
تلعثمت ليلى كعهدها ولكن بعد صفعتها التى تناولتها مؤخرا بدأت تتعاد على الرد الخشن وطريقة الصد نوعا ما
-لا ميرسي معايا عربيتى قولتلك ،وبالنسبة للدريس اقدر اعرف تمنه؟
-طب ليه كده،انا قولتلك بصلح غلط
-لا معلش،ولو مقولتش هسأل وهعرف من المحل وساعتها فالكلاس هديهملك
ترجلت لخطوات بعيدا عنه نحو سيارتها،فهم بنداءها ف وقفت ليقبل ناحيتها
-ينفع رقم الفون ولا ممنوع لغير الفنانين
عقدت حاجباها واردفت
-وعاوز الفون ليه بقا
-معقوله سلختك بقهوتى وبوظت الفستان ده انا ليلتى سودة ومش عاوزانى اتصل اتطمن ،ياخبر بنى
جمعت قوتها فالرد لصده ثانية دون حتى ان تنفرج شفتيها على الابتسام وقالت
-لامعلش حصل خير ومش هينفع رقمى،ممكن امشى
انصرفت بخطوات سريعه فاردف مؤيد وهو يرفع صوته كى يُسمعها ويصل اليها
-ماهو لو مخدتش الرقم هوقع قهوة تانى ع هدومك المرة الجايه فالكلاس
التفتت ليلى ناحيته بغضب والقت عليه نظره متعجبه ف اردف بطريقة هزلية مضحكه
-هبقى قاصد صدقينى اوقعها الكدب خيبه
زفرت ليلى بحده وصنعت بيدها اشارة انه مختل عقليا،واستقلت سيارتها تاركه إياه مبتسم ثغره ناظرا ناحيتها
بعدما احتلت عقله تلك الجنديتان الفيرويتان اللتان تسكن وجههها وسلبتهم دون اى دفاع او صد منه!
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
#فيولين ???? 2019
}عهد الثالوث} روايتى رقم 14
الفصل العاشر
❞ ????❞ ????❞ ????❞
)فى منتصف الاحداث بين السابق والحالى)
سعيد الحظ انت حقا-اذا اردت-فقط حينما تسمح لأحدهم ب أن يعبر جميع محطاتك واحدة تلو الاخرى حتى يصل الى عمقك..عمقك الخفى ومركزك الدفين،يقرأك من الداخل ويحفظ طلاسيمك.
وقد تكون سئ الحظ ايضا،ان قطعت مسافة طويلة من العمر برفقه احدهم وانت لاتعلم عنه ولاتدرى سوى القشور وانت اقرب الاقربين له.
"ريفا..يالا حبيبتى شدى حيلك الصغنن جعان خالص"
تبسمت ريفا عندما استمعت لصوت والدتها تناديها من الخارج بينما هى تقوم بتحضر وجبة (الكورن فليكس) المحببه لطفلها زين ذو العامين ونصف!
ترجلت خارج المطبخ حامله بيدها صحن طفلها الشهى،وما ان رآها حتى تهللت اساريره ويهم بالقفز من احضان جدته..
-متعرفيش بستنى اليومين اللى بتيجى تاخديهم معايا كل اسبوع ازاى،ببقى هموت واشوفك واشوف زين
تبسمت ريفا لوالدتها ب امتنان واردفت
-والله ياماما وانا اكتر،انا اتحايلت عليكى كتير قبل كده انك تيجى وتعيشى معانا وانتى مش راضيه
غمرت الجدة حفيدها بقوة اثناء اطعام امه له واردفت
-البيت ده انا فيه زى السمكه،وهو البحر بتاعى لو طلعت منه اموت
ربتت ريفا على كتف والدتها وقالت
-بعد الشر عنك يا ماما، خلاص اجى انا ومحمد وزين ونعيش وياكى
-ياريييت
-ياسلام يعنى انتى مش عاوزة تطلعى من البيت وانا اللى هقدر اسيب بيتى بكل سهوله
تنهدت الام بحنين وهى تنظر ل ارجاء منزلها واردفت
-وامشى ازاى وكل حته هنا بتحكيلى عن طلعت،،بسمع فيها صوته وبشم فيها ريحته
ده عمر بحاله يابنتى،انا لسه مصدقه ان باباكى سابنى امبارح
مش من 3سنين!
ترقرقت دمعه على احد وجنتيها ف همت ريفا بمناولتها منديلا واردفت لتخفف عنها
-ياه يا ماما للدرجه دى ، للدرجه العشق اللى بينك وبين بابا الله يرحمه وتعلقك بيه
نظرت الام الى مقلتى ابنتها بعمق وسألتها
-وهو العشق بيتنسى ياريفا؟!
هنا تلعثمت ريفا،فهمت بالهروب من تساؤل والدتها وذهبت نحو المطبخ واحضرت كوبين من العصير البارد
واتت بهم على امل ان تكون نسيت والدتها السؤال،بينما تبسمت والدتها متفهمه هروبها هذا فصممت على تكراره لها
-مردتيش وهربتى كالعاده ياريفا
ارتشفت ريفا رشفه من الكوب،وقالت لوالدتها محاوله لتغيير مجرى الحديث
-انا عارفه ان العشق مش بيتنسى ياماما ،مهما كان ومهما عملوا فينا الناس اللى عشقناهم
بس بنقدر وبنعرف نتجاوز ،وانتى ادرى الناس!
-ادرى الناس ب ايه
-ب اننا بنقدر نتجاوز العشق والناس والمواقف ،بنقدر ونعيش وننسى
وكأن ريفا قد دعست على جرح عميق الاثر لدى والدتها ويبدو انه مازال مفتوحا نزيفه يسيل منه ويؤلمها ولكنها تتصنع بكل وقت النسيان..
بينما اللتان شردا بذكرى الماضى،أطلق زين ضحكة رنانه ممسكا صحنه والمعلقه خاصته يطرق بها عليه،جعلت الاثنتين ينتبهان ويلتهيان باللعب معه كعادتهم حينما يلتقيان ثلاثتهم ويمضى الوقت عليهم دون الاحساس بمروره مطلقاً.
❞ ????❞ ????❞ ????❞
"اكدوا عليا الميعاد على فكرة كلمونى واتصلوا بيا"
نظر نادر نحوميريهان وهى تحدثه،فترك حاسوبه من يده جانبا ودعاها لتجلس بالقرب منه ،جلست فامسك بكفها برفق واردف
-ليه كل ده يا ميريهان؟
اغرورقت عيناها بالدموع وتبسمت رغم عنها،هبطت العبرات فمسحهم هو وقرص وجنتها بحنان بينما هى همت بالقول له
-عشان مش قادرة اسعدك
تنهد نادر وامسك بيده طرف ذقنها ورفع وجهها له
-انتى عارفه انى مش عاوز حاجه، وان انتى عندى بكل حاجه ومستغنى والله انتى ليه مش عايزة تفهمى
-ده مجرد كلام بس عشان متجرحنيش
-ميرا، مش عاوز ومش حابب اشوفك كده ،فين المجنونة اللى وقعتنى فحبها بعد3سنين ملمحتهاش ولادارى
-بجد بتحبنى؟
هتفت بها على حين غره ونظرت بعمق لعيناه، احقا تكذب لغه العيون ؟ ام ما ينطقه القلب تترجمه العين فورا..
لا والله،ما كذب يوما من تفوه بكلمة غرام لأحد نطقت بها عيناه قبلا!
ابتسم نادر لسؤالها المتكرر خاصة فى فترتها الاخيرة هذه،وفى كل مرة طمأن قلبها بقوله
-طبعا بحبك،اكتر بكتيير من زمان
احاطت بذراعيها خصره بكل ما اوتيت من قوة واستقرت ب رأسها موضع قلبه،تعشقه...تعشقه لانفها!
ثرى قدميه احب اليها من كنوز الدنيا،اطراف خصلات شعره عندما يقوم بتهذيبها عندها اجمل من اوراق ورد الربيع،قلامه اظافره...لو لم يُقال عنها انها مُختله لاحتفظت بها كل مرة وفعلتها..
نادر يدرك...نادر يعلم تمام العلم انها تذوب فى انفاسه،وماكان امامه سوى ان يرد لها سهام حبها المطلقه نحوه بان يطلقها عليها هى الاخرى...
احب هذا ام رداً لمعروفا،واى معروف تتحدث عنه يانادر؟ ماذا فعلت ميريهان سوى تقديم فؤادها تحت قدميك لتقول هيت لك!
لو كان هذا صنيع معروفها وقبلته،فعليك ان تظل كما انت معها ولديها للأبد،هكذا يعشقون الرجال
حتى وان كان..للرجال فيما يعشقون مذاهب!
????❞ ????❞ ????❞
هى البطلة التى تستحق ان يُكتب لها حكاية تخصها وحدها بقصائد العاشقين
ب اناشيدهم،بمحفوظاتهم،تستحق ان تكون عبلة عاشقها وجوليت خاصته،بل شهرزاده ..وليلاه!
ملعونة هى ام محظوظه ؟ اى حال هى منهم ب عاشقيها الذين يتناثرون على قارعة طريق قلبها لا تدرى اى منهم بموقعه الذى يستحقه ام لايستحق من الاساس وجود ذكره ب حياتها.،،تدق لكِ القلوب ياليلى ،وليت كل دقه كانت غراماً..ليت كل دقه كانت عشقا حقيقي.
"انتى ليه لحد دلوقت مش قادره تفهمى ياليلى،تعبتى وتعبتينا معاكى"
كان هتاف صوت حنين يصل لخارج أرجاء منزل ليلى، صياحها كاد ان يُمزق ليلى اكثر من حالها السئ وماعليه الآن،اقتربت ليلى بضعف وتعب من حنين وهى تردف بانفاس متقطعه
-انا متعبتش حد يا حنين،بسيطه جدا ان ميبقاش لحد منكم دعوة بيا،وارتاحوا
زفرت بحدة حنين وقالت وهى تشتعل
-مش عشان انتى محتاجه للامان وبتدورى عليه تعملى كل ده، ومينفعش حد مننا يسيبك ويقول ماليش دعوة
حتى لو هتقوليها مش هنسيبك ياليلى
وضعت ليلى كف يدها على صدرها بينما تتنفس بصعوبه وقالت
-انا مأذتش حد منكم ب افعالى ،مش انتى قولتيها زمان ..كل واحد حر
-لا بتأذى نفسك وفالحته دى بالذات انتى مش حره
بالكاد استطاعت ليلى ان تجلس الى اقرب مقعد وانفاسها متهدجه لتردف الى حنين
-وانتى مين بيتحكم فيكى يا حنين ؟عشان عاوزة تفرضى سيطرتك عليا
-انا مبتصرفش غلط ومسؤله عن تصرفاتى وواعيه للى بعمله
لمعت فيروزتى ليلى بالدموع وتبسمت بسخرية لما سمعت من حنين فقالت
-عارفه انتى ليه مش بتتخبطى زيي يا حنين؟ عشان عمتو فضلت جنبك ومسابتكيش ابدا لحد ماربنا اختارها
وعشان عمو محتضنك وواخدك صاحبته ،حتى اخواتك رغم انهم شباب بس لكن اسمك بينهم ووسطهم ومعاهم ،عمرك م حسيتى انك تايهه عمرك م حسيتى انك لوحدك بتدورى على سند على امان على اى حد تترمى فحضنه تشتكيله تفرحى معاه يقولك ايه صح وايه غلط
حسيتى بانك وحدك وانتى عيانه حتى كوبايه ميه مش عارفه تجيبيها؟ حسيتى بانك حتى مش قادرة تشتكى للحيطان حتى!هتموتى على ايد تطبطب وحضن يواسى
اب ميت وام فضلت نفسها عليكى،حسيتى بكل ده يا حنين؟ تعرفى يعنى ايه تبقى مهزوزه ومكسورة ووحيدة !
باندفاع أردفت حنين بها،لم يرق قلبها لمَ تفوهت ليلى...بل عقلها المحدث لها وطبيعتها الغليظة الطبع جعلتها
تردف بدون سابق تفكير
-ده ميدكيش حق تهببى كل ده فنفسك!ميدكيش حق تكونى لعبة فايد ده وده كل شوية
-انا لعبة يا حنين
-ايوا،ولعبة رخيصة اى حد ياخدها واى حد يلعب بيها حتى غلاف يغلفها ولا علبه تحميها مفيش
مفيش مخ تفكرى مفيش عقل تميزى ،بيبقى الواحد منهم عيوبه قصاد عينك تدب زى الرصاص
وبتفضلى وبتكملى،كانك مبسوطه بدور الماريونيت عروسة بخيوط مالكها يحرك فيها يمين وشمال وهى
مستسلمه ان شالله حتى يرميها فالنار
حزنت ليلى لما قالت حنين،هبطت دمعاتها بغزارة وكأنها سيول من المطر ورددت بخفوت وانكسار
-رخيصة وماريونيت!
إذ بغفله فوجئت ليلى بسعله قوية اخذت تسعل بشدة،فهرولت ناحيتها حنين واحتضنتها وهى تصرخ
-ليلى...ليلااااه
سعلة تلو الاخرى وتتلوى ليلى من شدة الالم،سرعان تناولت حنين هاتفها ل تتصل ب بلقيس وم ان ردت لم تتفوه الا بكلمه واحده بصياح عالِ
-الحقينى يابلقيييس!
?❞ ????❞ ????❞
فُتحت البوابه بعنف،يدلف منها آسر مهرولا وعلى النقال ليلى يجرها مع مساعدات الطبيب
وبلقيس وحنين التى لاتكف بكاءا منذ سقوط ليلى امامها..
معلومة على اى غرفه سيدخلون،هى ليست المرة الاولى ل ليلى او لهم ،،تم وضع ليلى على بعض الاجهزة
اذيب عقار ما وتم حقنها به بسرعه ب وريدها حتى يعطى النتيجه اسرع،واذ بصوت الطبيب مرتفع ينهر الجميع
-انتو ازاى لحد دلوقت واقفين مكانكم بيها،لازم تسافر وف اسرع وقت
اردفت بلقيس وجميع اجزاء جسدها ترتجف
-حاضر والله مجرد مسأله وقت
-الوقت ده هيضيع قريبتك،مرضها صعب العلاج منه فمصر وانتو محلك سر كأنكم حابينها تتعذب
صاح الطبيب ب وجه بلقيس ،وبعدها اعطى اوامر طبيه لمساعديه وانصرف
كان آسر يقف بعيدا تسيل دموعه على وجنتيه،بينما حنين ترتقبها ب آسى وندم حتى التفتت لها بلقيس
تردف بحدة
-هى تعبت كده ليه يا حنين؟ ايه اللى حصل حالتها مش كانت استقرت
حنين ردى عليا
-بلقيس انا مش ناقصاكى ابعدى عنى دلوقت
قالتها باندفاعها المعهود ومن الواضح بين طيات حديثها انها السبب فيما حدث ل ليلى،وعندما صاحت
اندفع آسر بها خارج عن عهده الهادئ
-انتو بتصرخوا كده ازاى جمبها ممكن تسكتوا! ليلى هتروح مننا
هنا هتفت بلقيس فى وجهه بينما حنين ترتقب
-انت واحد من الاسباب اللى وصلت له ليلى،انت سبب من الاسباب يا آسر متطلعش نفسك ملكش دعوة
-انا!
قالها بخفوت متفاجئا ب اتهام بلقيس له ،وقبل رده فوجئوا بدلوف مؤيد الى غرفة ليلى
متلهفا خائف
-ليلى! ليلى مالها انا روحت لها البواب قالى راحت المستشفى فيها ايه طيب
بقمة الغضب دفعته حنين بصدره بعده لكمات وهو يتراجع للخلف دون صد
-اطلع برة ياحته حيوان،انت بالذات لما هى تفوق مش عاوزاها تشوفك ولا حد مننا عاوز يشوفك
امشى فستين داهيه
امسك مؤيد يد حنين وانزلها بعنف وهو يردد ووجهه يعتليه الغضب
-مالكيش فيه ،انتى مين اساسا عشان تتكلمى معايا محدش هنا له اى حاجه تخصه باللى بينا انا وليلى
اقبلت احدى الممرضات تدعوهم لخارج غرفه ليلى
-لو سمحتم ممكن كلكم تتفضلوا برة ،كده غلط عالمريضه واحنا هنتاذى بسببكم
-انا مش همشى من جنبها
اردف بها مؤيد للمساعده ف هم آسر بالقول له وهو يكظم غيظه
-انا لحد دلوقت ماسك نفسي انا معرفش انت جيت ليه ،ممكن مش بس تطلع برة تمشى خالص من المستشفى
اردف مؤيد الى آسر ب استهزاء
-بص ياحامى حمى الديار محدش هنا يمنعنى اكون جمبها ولاحتى انت
-على اساس انك عرفت تاخد بالك منها او فعلا بتحبها
-ملكش فيه قولتلك وابعد عنى عشان مش شايف قصادى كلكم ع بعض متهمونيش ،المهم عندى ليلى
وسط شجار آسر ومؤيد تدخلت بلقيس
-ممكن محدش يتكلم نهائى،انا مش قادرة اسامح حد منكم كلكم السبب فاللى هى فيه محدش فيكم يعمللى انه بيحبها وبيخاف عليها،محدش منكم يحسسنى انه همّه مصلحة ليلى اكتر من نفسه
-بتظلمينى ليه يابلقيس انتى عارفه كل حاجه وشرحتلك كل حاجه
قال آسر الاخيرة موجها حديثه ل بلقيس،وما ان طرق على بال احدهم سماع هذه الخطوات لهذا الرجل
الآن فى هذه اللحظه بالذات،دلف مصطحبا طبيب المتابع لحالة ليلى
اتسعت حدقاتهم جميعا عندما وقعت اعينهم عليه ،حتى تسارعت خطوات حنين اليه منزعجه تكاد لاترى امامها"
-انت وصلت بيك الجرأة انك تيجى لحد هنا برجليك والساعة دى وليلى بتموت!
-نزار! جاى هنا ازاى وعرفت منين وجاى ليه
هتفت بلقيس يحدة ف وجه نزار ،بينما هو لم يلق اى اهتمام لحديثهم ويوجه حديثه للطبيب
-انا اقدر اسفرها ودلوقتى بس قوللى ايه الخطوات وتروح فين
-انت مين اصلا وبتقول كده على اساس ايه
-يااااه امتى حنية القلب دى كانت فين لما عملت فيها اللى عملته
-ملكش دعوة بيها تسافر تقعد ملكش دعوة بيها من الاساس متخصكش مبقتش بتاعتك مفهومه ولا جهاز الإستقبال جوة مش شغال
-استاذ نزار تقريبا لو ليلى شافتك دلوقت هتتنكس اكتر ممكن تمشى
-هو جاى ليه اساسا وايه اعرفه انها هنا دلوقت
كان كل منهم بكلمته على حدى،آسر بلقيس،حنين ومؤيد! منزعجين من تدخل نزار المفاجئ والغير مبرر
ووجوده الغير مرغوب فيه..لكن لم يلقِ نزار بالاً لأى كلمه تفوه بها اى شخص منهم بل من الاساس لايوجد مايحوز على اهتمامه سوى ليلى وحالتها هذه،،شرح الطبيب سوء حالة ليلى الصحيه وتدهورها
والاسراع فى نقلها لتلقِ العلاج خارج البلاد ف هناك ستكون فرصتها للعلاج اكبر ونسبة الشفاء اكثر نظراً لتوسعهم فِ التعلم والمعرفه لهذة النوعية من الامراض ونحاجهم فيها.
بعد انصراف الطبيب،،احتد الجميع على بعضهم البعض رغم ان الموقف الآن لايحتمل كل هذا ابدا،ولكن
-انا مش فاهمه ايه كميه البرود دى،انت لو ممشتش من هنا هطلبلك البوليس وهعملك جُرسه الناس كلها تشهد عليها ده غير اللى انت عملته ف ليلى ده لوحده كوم تانى خالص
انا ساعتها مرضتش ااذيك عشان خاطرها لكن بعد كل اللى هى وصلت له ده مبقاش يهمنى
كقذائف مدويه كانت كلمات حنين تنصب ب اذن نزار،بينما هو زفر بغضب ناظرا لمقلتيها ف حان دور آسر شقيق ليلى الذى لم تلده والدتها ولا يحمل اسم ابيها..ولكن ولدته لها الايام!
ام عاشقها من الدرجه الاولى عشقا لاينتهى ولايترجم او يصنف تحت قائمه العاشقين ومعنى عشقهم المعروف المتداول فهناك ب -قلبه-لها عشقا من نوع خاص لايفهمه سواه
-تعرف انا لو هدخل فيك السجن دلوقت،فدى ليلى لو ممشتش من هنا حالا ..
تنقل بنظره نزار الى آسر يستمعه برصانته المعهوده واضعا كف يده بجيب بنطاله ف اكمل آسر
-يعلم ربنا انا من وقتها وغصب عنى منعت نفسي عنك برضو عشان خاطرها زى م قالت حنين
-استاذ نزار من فضلك تمشى الموضوع مش ناقص توتر اكتر من كده
حينما هتفت بلقيس له ،انفرجت شفتيه ل يتحدث بينما يراقب مؤيد الحوار من بعيد عاقداً ساعديه امام صدره يمشط بعينيه هذا الرجل ذو الهيبه والذين تبادلوا جميعا رمى الجمرات فى وجهه ومن اسمه علم من هو بالتحديد..
-خلصتوا، قولتوا كل الى عندكم ...محدش منكم له الحق يقوللى افضل جمب ليلى ولا لا او اعمل ايه عشان اساعد ليلى
هبت لتصيح حنين فى وجهه ،فامسكت ذراعها بلقيس ليتقدم آسر امامها ويكون مواجها له مباشرة ل يقول بعينان تحذره
-بص ياصاحب الهيبة والنفوذ ....
قُطع حديث آسر فجأة حينما دلفت مساعدة الطبيب اليهم ل تقول بحده
-انا اسفه ،لازم الكل يتفضل يمشى المريضة حالتها حرجه جدا ومش مسموح ابدا بتجمعكم ده
ف لو سمحتم لازم تمشوا وحد بس مرافق ليها
كانت ستنفرج شفتى حنين،فاسرعت بلقيس
-انا هبقى مرافقه ليها ، هروح بس اجيب حاجتى وجايلها ع طول
قالتها بلقيس ونظرت الى حنين بقلق ومقلتيها تتحدث اسى لها ،فاردفت بنبره ضيق وخوف
-ضاع عهدنا يا حنين،ضاعت مننا ليلى خلاص؟
هنا لاول مرة قامت حنين ب احتضان بلقيس بقوة وسقوط دمعاتها على كتف بلقيس.
ترك الجميع اماكنهم بالمشفى امام غرفه ليلى،تركوا اماكنهم على رقعة الشطرنج من بدروه سيحطم الاخر ويظل كما هو ،لكن لحظة
ليلى ليست لعبة فى نهايتها ستسمع جملة-كش ملك-ليلى انسانه ذات دم وقلب وشعور
كلا منهم تلاعب بها بطريقته الخاصه ومن ثم تركوها تصارع مصيرها وحدها على قارعة الطريق الخالى المظلم..،
?❞ ????❞ ????❞
منامه ومنشفه وبعض الاغراض الخاصة،كانت تضعهم بلقيس فى حقيبة صغيرة الحجم
حتى سمعت خطوات ام جلال تدلف الى الغرفة
-اومال بتوضبى شنطتك ليه ،مسافرة
على وضعها تحدثت بلقيس وهى تعطى لها ظهرها وتقوم بتجهيز حقيبتها
-هسافر فين ،انا هبات مع ليلى فالمستشفى هكون لها مرافق
-هى اتحجزت خلاص
-احنا ماشيين فى اجراءات نسفرها بره اصلا لان حالتها خطر
تنهدت ام جلال وقالت وصوتها يحمل رنة القلق
-بس السفر برة ده محتاج شئ وشويات
ادارت بلقيس لها وجهها وقالت بهدوءها الحزين
-ليلى معاها الحمدلله،وحتى لو احتاجت محدش مننا هيتأخر عليها
دق قلب ام جلال دقات الفزع ولكنها تتماسك،فقالت بطريقه يشوبها الخوف
-انتى ناوية تبيعى البيت ...عشان تساعدى ليلى؟!
لم يسعها بلقيس الرد،حتى فوجئوا ب دق جرس الباب، همت السيدة ام جلال لفتح الباب
فوجدت سيدة ذات قوام معتدل، تضع الكثير من مساحيق التجميل ولكنها ترتدى وشاحها على رأسها،عيناها لهما نظره تتحدث عن شئ غريب ،فغر فاه ام جلال واردفت بخوف وهى تنظر للداخل وتنظر الى هذه السيدة
-انتى جايه ليه ؟ عاوزة ايه عشان خاطرى امشى
دفعت السيدة بيدها ام جلال ودلفت للداخل وهى تقول بنبرة حادة
-انا عاوزة اقابل بلقيس
-ليه يابنتى،ابوس ايدك امشى
ظللت ام جلال ترتجى هذه السيدة بإلحاح شديد،حتى خرجت لها بلقيس وهى تشخص النظر اليها
-مين حضرتك
-مش فاكرة انك شوفتينى قبل كده يا مدام بلقيس
امعنت بلقيس النظر بها ،واومأت برأسها ايجابا ودعتها للجلوس وبدأت الجلسة!
?❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞
#فيولين ???? 2019
}عهد الثالوث} روايتى رقم 14
الفصل الحادي عشر
❞ ????❞ ????❞ ????❞
)فى الوقت السابق)
"انت ايه اللى جايبك هنا تانى؟هو بقا مقرر عليا اشوفك!"
كعهده آسر تبسم ل يثير استفزاز حنين اكثر وأردف بهدوء
-تكونش المحطه اللى ورثتيها عن والدك ثم انتِ مالك آجى ولا مجيش
كزت على اسنانها بشده وطرقته ب احد كتفيه لتقول بفظاظتها المعروفه
-اسمع متتعمدش تستفزنى هتلاقى منى جعفر طالع يمسح بيك المحطه كلها
عقد آسر ساعديه واردف ومازالت ابتسامته على وجهه
-خير الرد عالسفييه..
-يابنى ادم انت بطل بقولك
-انا عاوز افهم حاجه واحده ،احنا مش اخر مرة متفقين انك لو لمحتينى كأنك مش شيفانى
هموت واعرف بتتعفرتى ليه لما تشوفينى
هنا نبشت برأسها حنين عن رفيقها الدائم-قلمها-وفتحت غطاؤه واخذت تتحدث وهى تلوح به امام اعين آسر
-يابنى والله انت كلك مابتفرق معايا،الفكرة كلها ان من اليوم الاسود اللى ليلى دخلتك فيه حياتنا وانت عامل زى كاللو الصباع بالنسبة لى لاراضى يخف ولاعارفه البس شوز منه
هز رأسه عجبا لها وهو يضحك ويتلفت يمينا ويسارا ثم قال
-يابنتى انتى لسه قايلاها،ليلى اللى دخلتنى حياتكم...ليلاااه انتى مالك بيا
-هيكون مالى بيك،مالك محسسنى انك رضا البحراوى ياض وانا مش عارفه
-ايه رضا البحراوي ده ،ده انتى انثى عجب ده لو اعتبرتك انثى يعنى
-آسر لمهم عشان انت متعرفنيش فِ اتقِ شرى
-لا مش عاوز اعرف لان انتى كمان مشوفتنيش لما بقلب عالوش التانى،وحاسبي بقا عشان ورايا شغل ومش فاضى لهرتلتك دى
افسحها جانبا بطرف كفه ،استشاظت غضبا اكثر منه فامسكته من طرف قميصه لتديره لها
-برضو معرفتش انت جاى هنا ليه
-ياستى هو انتى من الامن ،انتى مااالك
-مالت عليك الحيطان،انا خايفه تكون اشتغلت هنا واصطبح بخلقتك دى كل يوم تبقى كارثه
م انت عامل زى دوده القز تفضل تدحلب من شرنقه لشرنقه لحد م نلاقيك مسكت رئاسه الدولة
-عارفه يابتاعه انتى وبيقولوا عليكى بنت،انا لو هيشغلونى هنا وهقبض بالدولار مش هقبل عارفه ليه
-ليه يا خفيف الظل
-عشان انتى فحد ذاتك مصيبه وانا مبحبش اشوف المصايب قصادى
امتعضت بقسمات وجهها ورفعت انفها كعهدها وقالت بكبرياء
-مصيبة ان شاء الله تشيلك وتشيل شغلك اللى انت جاى عشانه
-اهو انا جاى اعمل لقاء مصور مع رئيس محطتك اللى مشغلك ،تحبي اقوله
تلعثمت حنين وكورت قبضتى يديها فى وجهه فضحك آسر بصوت عالِ،كان فى هذا الوقت يتابع الحوار منذ بدءه ابراهيم يقف من بعيد حتى ترجل نحوهم وتدخل بالحديث
-حنين،،،والدك قال انك هتردى عليا فالموضوع
تأففت حنين وهى تنظر ناحية آسر بضيق واردفت ل ابراهيم
-موضوع ايه يا ابراهيم انت كمان
-موضوع الخطوبة،موافقه ولا ايه باباكى قالى فيه اخبار حلوة هسمعها منك
آسر كان مازال على وقفته يتفقد الكاميرا قبل بدء الحوار الصحفى،وما ان سمع ابراهيم وماقاله اخيرا
حتى ضحك بقهقه كادت تسمع جميع من حولهم،فالتفتا إليه حنين وابراهيم وأردفت حنين بعدما عقدت ساعديها امام صدرها
-بتضحك على ايه ياظريف
-اصل سمعت خطوبة حجات من دى،انتى هتتخطبي ياجعفر
احس ابراهيم بالغيرة الشديده،ف هم بالقول الى آسر
-حضرتك مين وبتتريق ليه اصلا
نظر آسر ناحيه ابراهيم،فهم من نظراته انه يغار على تلك الجماد ذا اللسان الطويل والذى يعد على قدر البشرية انثى!
ادرك آسر انه من الواضح احراجه ل ابراهيم دون ان يدرى،فسرعان م عدل الموقف
-انا مقصدكش والله،انا عالبت دى
-بته اما تبتك مترين ،بقا بتتريق انى ممكن اتخطب
نظر آسر اليها باستهزاء وقال
-من مستحيلات الدنيا بجد بكلمك بالامانه اوعى تعمليها
احتنقت حنين وقد اعتلاها الغضب،فتوجهت الى ابراهيم قائله ب اندفاع
-ابراهيم انا موافقه
اتسعت حدقه عين ابراهيم فرحا غير مصدق ،وقال وقد فرغ فاهه ناظرا ل حنين بحبه المعهود
-بجد يا حنين
-اه كلم بابا وحدد معاه ميعاد
أطلق اسر-زغروده-مستهزءا ب حنين التى رمقته نظره احتقار من اسفل لاعلى واردف هو والضحكة لاتفارقه
-والله فرحتلك وزعلت عشانه ،انا معرفكش بس انت لبست لابسه طين الحقيقه ،معلش مش عارف امسك نفسي من الضحك
ظل يضحك حتى لكمته حنين لكمه قوية بقبضه يدها بظهره وانصرفت فترجل خلفها ابراهيم بوسعه ان يحتضن العالم كله فرحا،حبيبته تدللت وتعززت كثيرا وكثيرا واخيرا وافقت
وسيصبح هو اخيرا مالك قلبها الاوحد ..الاول والاخير،،مثلما كان يحلم.دوماً منذ ان رآها.،
❞ ????❞ ????❞
موافقه حنين على خطبة ابراهيم،كانت بمثابة وقع الصدمة والمفاجأة للجميع!
حنين حقا عروس!!ياللهول...هل اعترفت اخيرا بوجود شئ يسمى رباط بين اثنين،،معاشرة وود ؟
اى ان كان السبب الذى دفعها للموافقه،هى الآن عروس تختار ثياب تليق بحفل عُرسها التى بالكاد وافقت عليه
كانت لاتريده ولاتحبذ تلك الشكليات او مثلما تقول هى-هراء-ولكنها رغبة والدة ابراهيم ان تسعد بيوم خطبة ابنها ..اليوم الذى كان يحلم به هو طويلا وما مر عليه يوما قد اصابه فيه الملل او اليأس او الاحباط.
اما عن والد حنين واشقاؤها لن يصدقوا حتى يروا خاتم الخطبة ترتديه حنين ليتأكدوا انها حقيقه وليس حلماً.
-ايه ده يا مُتخلفه، رافعه الفستان كده ليه هتعدى الترعة؟
تنظر حنين حولها على نفسها تارة وعليهم تاره،تلوى شفتاها وتستعد للرد على بلقيس
-ده فستان طويل اوى ورخم ودمه تقيل
اردفت بلقيس بالرد وعيناها اتسعت استنكار لما قالته حنين للتو
-ايه! ده دمه تقيل ده روعه ،انتى مبتفهميش فالذوق
تبسمت حنين امتعاضا وهى ناظرة لها وقالت
-ده فستان بنات !
تدخلت ليلى لتقول مداعبة إياها
-اهي دى حاجه نسيناها خالص ي نينو، ده فستان بنات مالك انتى ومال الحجات دى
اقلعى ياشيخه بلا قلبه دماغ
هبطت حنين وهى تحمل ذيل فستانها وجلست اليهم وقالت
-انا مش هلبس فساتين، هو طقم كده شايلاه للمناسبات السخيفه دى وخلاص عاجبه عاجبه مش عاجبه نبقيها بقا
امسكت بلقيس بيدها وليلى تشهق من ضحكاتها علي حنين،ف اردفت بلقيس قائله
-لالا يا نينو ماصدقنا تدخلى القفص برجليكى ،ده انا هدبح عجل
عدلت حنين من وضع نظارتها الطبية وقالت
-طب وايه ذنب العجل!
تعالت ضحكات الثلاثة وهم يطرقون كفوفهم ببعضهم البعض.
أتى اليوم الموعود ...ارتدى ابراهيم بذلة رائعه خافت والدته ان تتلقفه الاعين ويكون مصدر للحسد فاخذت تتمتم واضعه كفها على رأسه وهى تردد بعض الايات القرآنية ..اصطحبوا شقيقة ابراهيم واولادها وزوجها وبعض الاقارب والمعارف والى منزل العروس مقصدهم..
ارتدت حنين بنطال وجاكيت اسود يمتد على أطرافه بدائرية عنقود مرصع بحلى خرزيه ذهبية فقط ..اما عن شعرها فهو على وضعه -الكعكه-ملفوف دائريا اعلى رأسها ووجهها خالِ من المساحيق التجميليه ونظارتها الطبيه موجوده كماهى!
-ايه ده! ازاى متحدديش مع اى ميكاب ارتست تجيلك ايه المنظر ده
بدأت ليلى تقوم بتزيين وجهها ببعض المستحضرات التى اصطحبتها بحقيبتها وهى تردف
-والله م صدقت لما بيلا قالتلى هاتى معاكى ميكاب لانها متأكده انك مش هتعملى اى حاجه
انزلت حنين يد ليلى من على وجهها وقالت ب عصبيه
-اسمعوا انا مش هحط احمر واخضر وازرق عشان اعجب ولا ابان عروسه، هو عارف شكلى وانتو عارفين شكلى مش هو عارف كل يوم انى حنين وانهاردة يفوجئ بأنى شريهان فالفوازير
اقتربت بلقيس منها بعدما مطت شفتيها وخلعت لها نظارتها ووضعتها جانبا،فقالت حنين بضيق
-ايييه يا زفته يابيلا مبشوفش من غيرها
-مانا عارفه، بس مفيش عروسه بنضاره يا موكوسه وكسه السنين ..انا عملتلك لينز طبية اهيه اتنيلى البسي
-يووووه قولت مش هغير حاجه
تدخلت ليلى بالحديث متعجبه
-يابنتى انتى عروسه،يخرب عقلك لا ميكاب ولاشعر وعاوزة النضارة كمان
بدأت بلقيس بفك عقده شعرها
-فكى شعرك وانا جبتلك كل حاجه معايا
هبت واقفه حنين وهى منزعجه وقالت بحده
-انا لاهعمل شعر ولا ميكاب ولاحواجب ومش هقلع النضاره ،وانجزوا فام اليوم عشان انا عاوزة اخلص والحق انام بدرى عندى شغل الصبح
تبادلا كلا من ليلى وبلقيس النظرات بغرابه وقالا فى صوت واحد
-ده ايامه سوده ابراهيم!
خرجت حنين،تعجبوا كل من حضر مع ابراهيم ...هل هذه هى العروس ؟ اقاربها الفتيات متزينات لهذا اليوم اكثر منها..ولكن من الواضح ان ابراهيم معتاد على هذا منها ولم يأبه،فمنذ ان دلفت اليهم هب واقفا مبتسما وامسك بيدها التى افلتتها بعنف منه وجلست بجانبه تلوى شفتيها، كانت قد دعت بلقيس آسر لحضور المناسبه ولكنه تعذر...ولكن حينما علم بقدوم ليلى وحدها دون زوجها اسرع فالمجئ حتى يقابلها ...حتى يراها او يمّن عليه المولى بمصافحتها فقط.
تعالت صوت المطربة-شادية-وهى تتغنى ل(دبلة الخطوبه)عبر السماعات الضخمه وصوت التصفيق والزغاريد عاليا وكان ابراهيم يقوم ب الباس حنين (الشبكة) التى كادت لاتبتسم البته،بل عندما حان دور الباسه هو دبلته اعطتها له ليقوم بدورها ويدخلها فى اصبعه بمفرده.
كل هذا وأسر مصوب النظر الى ليلى يتردد بداخله كل م حكته ريناد وقتها،والذى لاينفك يوما عن صداه ب آذانه
"نزار ادريس،،راجل هيئه ونفوذ ومنصب من برة ...لكن من جوة يالطيف عامل بالظبط زى الهدية الشيك الملفوفه بورق غالى، لا انت عارف ايه جوه ولاعندك ادنى فكره بس بتنخدع فالشكل البراق الخارجى مش اكتر،وقت لما خطبنى انا كمان اتخدعت فالصورة دى وافقت وفرحت واى بنت مكانى كانت اكيد هتفرح اوى،،هو تمم كل حاجه بسرعه ..مقولكش بقا اهتمام وحب واللى اطلبه واجب النفاذ...لكن قصاد ده عاوز عبدة له ولاوامره..مجرد آله تقول نعم وحاضر..بيحب يفرض سيطرته جدا ويحب ميكونش فالكون ل شريكه حياته غيره وده طبعا ضد طباعى ف ده كان اهم سبب لِ انفصلنا لانى كنت عنيده ومحبتش ابدا شخصيته دى
-وهو ليه بيفرض سيطرته كده ! ده مرض نفسي ولاراجع لشخصيه قويه
-لا مرض نفسي ي آسر
-واللى زى نزار ده يكون مريض ب ايه؟حب التملك قصدك؟
-حب التملك ده سببه حاجه واحده ويمكن السبب الاقوى لانفصالى ده غير انه كان عاوز يمحى شخصيتى وكاريرى واقعد فالبيت
-ايه السبب؟
-نزار بيعانى من ...من الضعف الجنسي وواضح انها مشكله مزمنه معاه مش عشان سنه بس
وده عاملله هزه فثقته بنفسه اوى،عشان كده بيحب يقفل دايرة شريكته عليها هى وهو وبس وكل ماتطيعه وتبقى تحت امره بيفضل يضيق الدايره لحد م يخنقها عشان لو عرفت او شافت غيره هتتمرد عليه
وواضح ان قريبتك شخصيتها ضعيفه وسابته يتحكم فيها براحته،وده هياذيها فالمستقبل جدا
تنهد آسر فاتبعت ريناد
-اه وع فكره،ايده طويله ومبيرحمش ولابيتفاهم الضرب لغته لما بيزعل او حاجه بتضايقه،احنا مكملناش شهر سوا وضربنى وقتها اكتر من مرة، واضح مدام بتقول انها تعبانه كده انه يكون بيضربها او بياذيها..وممكن جدا لو حس انها مبتحبوش او عاوزة تكمل حياتها من غيره يدمرها ب أى شكل اصله حاول قبل كده معايا،،لو تعرفوا تخلصوها من الجوازه دى انجدوها خصوصا ان سنها صغير ومتستحملش كل ده"
تنهد آسر ب اسى حينما تذكر مااخبرته به ريناد عن نزار،ونسى امر حفل خطبه حنين واصبح مصوب ناحية ليلى عيناه حتى التفتت هى ناحيته،كانت قد افتقدته كثيرا الفترة السابقه واشتاقت اليه
فترجلت نحوه وقالت بصوتها الرقيق
-ازيك يا آسر
تبسم ثغره حينما اقبلت نحوه ودعته بإسمه مجددا،صافحها فجلست بقربه واردفت
-عامل ايه،بلقيس بتقوللى انك مبسوط فشغلك وكل يوم بتثبت جداره
-وهو مين السبب فيه مش انتى،طمنينى عنك ياليلى هموت من القلق عليكى
يا الله!
كلما تفوه آسر بكلمه حنان استطاع ان يدلف الى جدار قلبها المثقوب بسهوله، شقيق تمنت وجوده يوما ما وصديق عطوف يشعر بها حتى وان لم تنطق شفتيها
-انا كويسه يا آسر
-مش حاسس كده
-ليه ؟ انا بجد كويسه
-بقولك مش حاسس،استحاله اكدب احساسي بيكى
نظرت ليلى لاسفل قدميها وهى ترفرف ب اهدابها ،ف اتبع اسر حديثه
-احكيلى اى حاجه ردى ب اى حاجه وحشنى كلامك
باطراف اناملها ابعددت احد خصلات شعرها للوراء وتبسمت واردفت
-مفيش حاجه انا الحمدلله كويسه ونزار كويس معايا
-وليه سيبتى شغلك ياليلى ؟ ليه قافله حياتك ..ليه خلاكى تبعدى عنى؟
للحظة تحرك فؤادها من مستقره! بكلمته الاخيره ...لاول مرة تشعر ليلى بوخزه فى قلبها إثر كلمه نطق بها آسر
حتى بدا هذا واضحا عندما احمرت وجنتيها وبللت شفتيها اكثر من مرة ثم قالت
-معلش ي آسر،نزار بيغير عليا جدا وحدد علاقاتى متزعلش منه او منى،بكره تتجوز ومتبقاش عاوز حد يشوف طرف فستان مراتك حتى
قالتها مع ضحكتها البريئة التى تلعب على اوتار قلبه ب احترافيه مذهله،حتى فوجئوا بإقبال بلقيس نحوهم تدعوهم لالتقاط صور تذكاريه بجانب حنين وابراهيم العروسين ..وتبقى الصور للذكرى ويبقى مافى القلب بالقلب!
?❞ ????❞ ????❞
طاولة طويله عريضه مُبالغ فى اعدادها ،مُعدة خصيصا لاستقبال نادر اليوم بمنزل والد ميريهان
فهو يوم احتفال ذكرى مولدها وارادت ان يكون معها فى هذا اليوم وقد كان.
اتى مصطحبا هديتها التى تهللت وقفزت كلاطفال عندما رأتها،وقطعا كيك الحفل سويا والتقطت لهما عدة صور ..فهى لاول مرة لاتقوم بدعوة صديقاتها ،تكتفى بوجوده فقط..هو فقط يغنيها عن العالم.
وعندما حان وقت العشاء، قامت والدة ميريهان بالثناء على ميريهان فى اعداد وطبخ تلك الاطباق الشهية والمتنوعه كل هذا ولم يأت دور الحلوى بعد!
-ميرا بقا يا نادر، تجيب وصفات النت وتطبقها مظبوط ايشى اكل مغربي وسورى وفلسطينى ده غير طبعا المصرى بريمو...هتدوق وتعرف ده غير الحلو
تبسم نادر الى والدة ميريهان مجاملة بينما تقوم ميريهان ب اطعامه فِ فمه
-والله ياطنط الاكل رائع،وميرا اصلا قمر وكل اللى منها بيبقى حلو
تبسمت والدة ميريهان بحنان وقالت له
-ياحبيبى ربنا يخليك ليها ويتملكم ع خير يارب
هنا رفعت كفا يدها للسماء ميريهان وهى تهتف بشده
-يااااارب
ضحكت والدتها وانصرفت بينما تحدث نادر اليها بصوت خفيض
-ايه يابت مسروعه عالجواز اوى
-مسروعه على قربي منك ياندروتى
-يابت قربت فيوزك تضرب اهدى شويه
مطت ميريهان شفتيها وقالت بدلالها المعهود
-يعنى انت مش عاوزنا نتجوز بسرعه زى مانا عاوزة !
داعبها نادر وهو يلمس طرف انفها برفق كطفلة واردف
-طبعا مستعجل و اوى كمان
اقتربت منه بدلال ورقة وهى تنظر مباشرة لمقلتيه وقالت بصوت هادئ يكاد يكون مسموع
-مستعجل اوى يعنى
بنفس نبرة صوتها اردف نادر وهو ناظرا لكلتا عيناها بلمعة حب رقيقه
-جدا خالص بقا زى م انتى بتقولى
-طب بحبك ياندورتى جدا خالص بقا
-وانا كمان يا مجنونة
-ايه ده انتو بتاكلوا ولا بتتكلموا ولابتعملوا ايه؟
كان صوت شقيقها الصغير هتف عاليا حينما قال الاخيرة،فاعتدل نادر فى جلسته وقرصت ميريهان شقيقها ب أذنه ليصرخ وينصرف متوعدا إياها انه سيشكوها لأبيها
-ميرا عاوز اغسل ايدى
-حاضر هشوفلك التويلت
قاما تبعا بعضهما،غسل يديه وناولته ميرا المنشفه..كلما مد يده تسحب هى المنشفه
صنعت دعابتها به عدة مرات وتضاحكا بصوت عالى نسبيا حتى امسك المنشفه وبدون قصد جذبها بعنف فسقطت ميرا باحضانه دون ترتيب مسبق ليرتبك هو وهى معا لتتعدل ميربهان وهى تتحبط نسبيا
-يالاهوى ،انا دوخت مسافه التاتشايه الصغننه دى فحضنك ..اوماال فبيتنا هنكون ازاى
تبسم نادر وهمس ب اذنها جعلها تذوب فى انفاسه الحارة اكثر
-هتشوفى اللى عمرك م حلمتى بيه ي روحى
بالفعل دون اصطناع دارت الدنيا حول ميرا وامسكت رأسها كادت تقع مغشى عليها فامسكها نادر وهو يضحك ل يهم بالقول
-لا متجبيش لينا مصيبة،يالا عشان ميقولوش بيعملوا ايه ده كله فالحمام
-بيبى بموت فيك يابيبى...انا هكتب اللى انت قولته دلوقت والموقف ده انهارده استورى فكل حته
لازم كله يعرف بتحبنى وبحبك اد ايه
-يادى الاستورى والفيس والبيس اللى واكلين عقلك،يالا ياهبلة نطلع لحسن باباكى يفتكرنى بغتصبك جوه
امسكت بتلابيب قميصه وقالت بصوت طفولى
-طيب ماتغتصبنى بجد
حدق نادر بعينيها ثم دفعها لتترجل امامه وهو يتمتم
-يالا ياهبله يا عبط مٌركز يخربيتك ..ده انتى قسمه ونصيب منيل الله يهديكِ
❞ ????❞ ????❞ ????❞
صوت اقتراب عجلات سيارة تستقر بالقرب من المنزل، سمعها نادر فترك -الريموت كنترول-لدى التلفاز وخرج ل
يجد بلقيس تترجل منهاحامله احد اطفالها وتهم بحمل الآخر،فسرعان م هرول
ناحيتها وحمل الآخر واغلق باب السيارة وانصرف السائق..
-راجعة منين متأخر كده
تلهث بلقيس ب انفاسها واجابته
-من المتابعه بتاعت الولاد ،انا من 12الضهر فالمركز
تحدث إليها نادر بنبرة يشوبها الضيق
-ياااه،انا فاكركم فوق لما جيت ولاقيت عربية جلال مركونة
قالت بلقيس ب استهزاء بعدما التوت شفتيها سخرية
-اخوك جه من المكتب اكل ونام ومرضيش ينزل معايا،حتى اتصلت بيه كتير لما اتأخرت عشان ييجى ياخدنا ولاعبرنى
-ومقولتليش اناليه طالما جلال جاى تعبان من شغله،رايحه وجايه بالاتنين لوحدك ي نعمة!
دلفت معه الى شقة والدته ووضعت طفلها النائم على الاريكة،بينما اسند نادر الآخر بجانب شقيقه
-يانادر م انت كمان بتيجى من شغلك مهدود اقولك ايه بس
-وتقريبا انتى كمان بتشتغلى ومهدوده ،ودول اتنين ومتابعات وادويه وقرف ولازم حد يكون معاكى ولو جلال مقدرش يبقى انا سداد مكانه متضايقنيش بقا وتحسسينى انى ماليش لازمه
تنهدت بلقيس وهى تدفعه ب حب فى احد كتفيه
-يابنى متكبرش الحوار بقا
-لا هو كبير ومتكرريهاش تانى،انا كمان عاوز اتطمن هما وصلوا لايه فعلاجهم
تبسمت بلقيس له ب امتنان ،سبحان الخالق الاثنين خلقا من نفس الرحم ولكن يظلا ك مثل متداول
اصابع اليد ليست كمثل بعضها ..ارادت بلقيس تغيير مجرى الحديث
-عامل ايه مع ميريهان
تنهد نادر ونظر اليها وقال بنبره تشوبها الحنان
-ميريهان دى الحاجه الوحيدة اللى مهونه عليا كل قرف الشغل واللى ورايا فالتجهيزات
-ربنا يخليهالك يانادر،عاوزاك دايما تحبوا بعض كده مهما حصل فحياتكم ومهما جد جديد
نظر نادر لها بتمعن ،واردف بنبره قلقه
-فيه حاجه بينك وبين جلال
ارادت الاخفاء كعادتها،فراوغت بنظراتها لتهب ف وقفتها وتهم بحمل اطفالها
-مردتيش عليا ليه
-عشان مفيش حاجه يانادر
حملت طفلا وهو حمل الآخر وصعدت لشقتها وضعوهم سويا بغرفتهم، مترجل نادر ناحية الباب
خرج جلال من غرفته يتثائب متوجه ناحية المطبخ ليتجرع بعض الماء حتى رآهم فقال بصوت ناعس
-فيه حاجه يانادر ولا ايه
-مفيش يا جلال تصبح ع خير
اغلقت بلقيس الباب ،والتفتت ناحية جلال الذى فى طريقه للعودة الغرفة ثانية
ف اوقفته بكلماتها
-طب حتى اسألني عملوا ايه الولاد فِ المتابعه
اشار جلال بيده فيما معناه باكرا دون ان يتفوه بكلمه ودلف الى غرفته،وطُرح على فراشه بلا حراك ..تنهدت فى ضيق ودلفت خلفه واغلقت الباب لتنال اى قسط من الراحه بعد يوم متعب ك هذا.
❞ ????❞ ????❞
على سفرتهم شديدة الفخامه..
كان صوت سكاك ملاعقهم وسكاكينهم هى المتحدثة،بينما كانا يتناولان طعامهما بهدوء قاتل..
يرفع نزار نظره ناحية ليلى ليحدث نفسه اى خير فعله ليجازيه الله ملاكاً مثلها،هو يعرف انها هدية قدره الذى لم يتوقع حسبانه يوما،تطيع أوامره دون ادنى مناقشه،سلبيه يستطيع الامساك بخيوطها وتحريكها فِ اى اتجاه ..ولكن خوف قلبه يكاد يقتله..يصعقه..يهزمه..يسحقه!
خائف فقدانها بين طرفه عين وانتباهتها فِ اية وقت ،هل لهذه اللعبه التمرد يوما ما؟ ..هاجسه يحدثه لابد من أحكام القبضه اكثر،اجعل من الجدران التى تحيطها قريبه منها حد الانفاس،اغلق النوافذ والابواب
اجعل عصفورتك حبيسه قيودك،ستظل لكَ الى الأبد.
-مبتاكليش ليه
رفعت عيناها عن صحنها وقالت
-لا بأكل...هو انت عملت التحاليل يانزار صحيح
اختلجت عضلة فكه وتبسم باصطناع واردف
-اه طبعا
انفرجت اساريرها وقالت ب اندفاع
-طيب يلا نروح للدكتورة مستنين ايه
-هنروح بس الاول ،عندى سفرية مهمه فى ولاية كاليفورنيا ف امريكا وهاخدك معايا ولما نرجع نروح ع طول
عادت ملامحها للضيق مرة اخرى،فحاول نزار ان يجعلها تبتسم مرة ثانيه
-كشرتى ليه يا حبيبتى
-ابدا
-متقلقيش يومين بس اخلص شغل ونرجع سوا نروح الكشف ونبدء نشوف البامبينو الحلو اللى عاوزة تجيبيه
ابتسمت مرة ثانيه،ثم امسكت قصبتها العنقية وواضح عليها الالم...قام نزار من مجلسه
وهرول ناحيتها واحتضنها
-مالك ياليلى
-متقلقش...واضح بس ان احتقان زورى رجع تانى
تحسس حرارتها ليجدها مرتفعه قليلا، هم بها فقامت معه بطاعته لها المعهوده..احتضنها إليه صاعدا الدرج
-انا هجبلك دكتور،مينفعش كل مرة تقوليلى تعب عادى وتافه
-اللى تشوفه يانزار
طبع قبلة هادئه على جبهتها ..وقال لها بهمسه الحانى
-الف سلامة عليكى ياليلى
وبالفعل بعد استدعاء طبيبا لها،اقر ب انها تعانى من التهاب-اللوزتين-ومن الواضح انها تعانى منذ فترة طويله ولكنها تهملها...انصرف الطبيب بعد اعطاء نزار قائمه الادوية المطلوبه لعلاجها
وشدد ب حتميه عمليه لها لازالة اللوزتين..
دنى منها نزار وهو يلمس خصلات شعرها برفق وينظر لمقلتيها
-سلامتك يا حبيبتى، الدكتور قال لازم عمليه
اتسعت حدقتيها خوفا كطفله يخبروها بمواعيد تناولها امبولات محقونه ب ابر طبية ففزعت نظراتها
-عمليه!طب هى صعبه
ضحك نزار وقبل كف يدها بهدوء وتحدث برصانه
-متقلقيش دى عمليه خفيفه مبتحسيش اصلا بحاجه،وعشان انا خايف عليكى
هنعملها برة فكاليفورنيا ..احسن من هنا
-طب وليه طالما بسيطه مش لازم بره يعنى
-لا انا شايف كده احسن يا حبيبتى
اومات برأسها ايجابا،كيف لها ان تنطق سوى طاعة لما يقول ...هى لعبته الغالية وقد سلمت نفسها
لقيوده بمنتهى الرضا.