الذكريات ليست سجلات تُخزّن في العقل،
ولا صورًا معلّقة على جدران الروح،
بل هي أرواح صغيرة ترفض الرحيل،
تنساب في كل تفصيلة،
تتسلل بين الظلال والضوء،
تنبض في كل ركن من أركان المكان الذي غادره من أحببنا.
تتمايل بين الكتب القديمة كأسرارٍ تنتظر من يكتشفها،
تتوق إلى الأكواب الفارغة، ترشف من رائحة الحنين،
تتنفس في الهواء، تتراقص مع ضوء الشموع،
تترك أثرها على الجدران وعلى أصوات الصمت،
كأنها تهمس: لم يرحل أحد، نحن هنا، نعيش فيك مع كل لحظة.
هل تساءلت يومًا لماذا تظل رائحة قهوة قديمة،
أو همسة صوتٍ غائب،
قادرة على إيقاظ قلبك فجأة؟
لأن الذكريات تصنع من غياب الجسد حضورًا آخر،
حضورًا لا يشيخ، لا يمرض، لا يعرف حدود المكان أو الزمن،
حضورًا يزرع الدفء واللوعة معًا في قلبك.
في داخلي، أجدها تتحرك كالريح بين الصفحات القديمة،
ترتب الألم والفرح في رقصٍ متقن،
تجعل الدموع ضوءًا، والضحك حزنًا،
وتعلّمني أن الحضور الحقيقي ليس دائمًا مرئيًا،
بل هو كالريح يُرى بأثرها لا بصورتها،
وأن الغياب لا يعني النهاية.
كم مرة شعرت بها تتسلل في الصمت،
تمسح الغبار عن صورٍ صامتة،
تربت على قلبي وتهمس: تذكّر، ولا تخف من البكاء، فكل لحظة هنا حيّة كما كنا.
وهكذا، تستمر الذكريات في العيش،
أقوى من أي جسد غائب،
لأنها ليست ملكًا لمن رحل،
بل لكل قلب يجرؤ على تذكره، على البوح به، على جعله حيًا من جديد،
ويصبح معها كل مكان مأوى، وكل لحظة مرسى، وكل دمعة نجمة،
حتى أن الفرح والحزن يختلطان في تآلفٍ سرّيّ،
ويظل القلب حيًّا بما يحمل من أثر من أحبّنا.
أيمن موسي أحمد موسي
ايمان صلاح محمد عبد الواحد
ياسر محمود سلمي
ايمان سعد عبد الحليم بسيوني
سحر حسب الله عبد الجبوري
دينا سعيد عاصم
د. ايمان احمد ابو المجد الدواخلي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
آمال محمد صالح احمد
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
زينب حمدي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 



































