تزوجته وكل صفاته كانت تعجبها

 الكرم الشهامة الضحكة التى تضىء المكان

 ولكن شيئا واحدا كان يجرح روحها كل يوم

 عينه التي تلاحق كل أنثى تمر أمامه

لا يهم جمالها ولا مظهرها

 فقط لأنها "امرأة"

 وكل من حولهما لاحظ ذلك

 حتى صارت نظرات الناس تثقل قلبها أكثر من فعل زوجها نفسه

سنوات عاشت فيها بين الغيرة والكسرة وصمت الكبرياء

كانت تحزن في الليل وتبتسم في النهار لأجل أولادها

أرادت لبيتها أن يبقى مستقيما مهما انكسرت هي داخله

ولكنها لم تستسلم

 نهضت

نظرت لنفسها من جديد

 وأدركت أن قوتها لا يسلبها أحد

اهتمت بذاتها

 بثقتها

بمظهرها وروحها

 بدأت تشغِل نفسها بعمل تحبه

 تشارك في نشاطات

تقرأ وتتعلم

 وعندما رأى زوجها ذلك الحضور الجديد فيها واعجاب الكل بها وبحضورها وباطلالتها و شعر بأنه يفقد شيئا ثمينا كان يعتبره مضمونا

بدأت جلسات الحوار الهادىء

 بلا صراخ ولا لوم

 بل كلمات تلامس ضميره تذكره بأن الرجل الحقيقي لا يهين ملكته بالنظر لغيرها

ومع الوقت تغير لا خوفا بل احتراما لنفسه اولا

 عندما أيقن أن الكل يراه ويتابع معه ويرى الفارق بينه وبينها

حاول التغيير

البيت لا يحمى بالغيرة

بل بالثقة

 حافظت على مملكتها بالصبر

 وبناء ذاتها وثقتها بأنها الملكة… وليست خيارا عابرا