ذكر الله عزوجل في كتابه الكريم نعيم أهل الجنة والراحة التي سيلقونها ومنها الإتكاء على سُرر أو فُرش أو على الأرائك وعند ذلك سينسون كل تعب وعذاب تعرضوا له في الدنيا وسيرفلون في النعيم الدائم.
فمر بخاطري مشاهد دنيوية عديدة عبر السنين لمشاهير وملوك وغانيات متكئين على سُرر وأرائك في الدنيا ويستمعتون بالراحة وكل الملذات المُباحة والمُحرمة وتساءلت ترى هل سيتمتعون بأرائك الجنة؟
وعندها تذكرت مشهدًا محفورًا في عقلي لمواطنين أبرياء تعرضت بيوتهم لقصف وحشي وهمجي ولم يتبقَ منها سوى أريكة يجلسون عليها وسط دمار بيتهم يحتسون القهوة ويقولون بثبات لن نغادر بيتنا ولا وطننا.
ثم صورة أخرى لمناضل كرس حياته للدفاع عن وطنه يجلس على كرسيه وسط الخراب والدمار ويبتسم بثقة ليكيد العدو المُغتصب لوطنه، ونفس المشهد على كرسي أخر لنفس المناضل عندما وقف بكل شجاعة وإباء ليدافع عن وطنه رغم مكانته الكبيرة التي تؤهله أن يختبئ ليخطط لدحر العدو، لكنه أبى إلا ان يكون بين الصفوف الأولى للمناضلين فلم يقدر عليه أعداؤه إلا بأن قصفوه بالدبابات فانهار البيت وأصيب المناضل في يده فجلس بألم على الكرسي وبيده الأخرى ظل يكافح حتى أخر لحظة.
ثم أتت لحظة النهاية، ليست نهاية النضال بل نهاية رحلة شاقة كرسها للوطن بين نضال واعتقال وإباء ورفض للاستسلام، نهاية يكللها الفخر والصدق مع الله وفيها الراحة الأبدية والاتكاء على الأرائك في جنات النعيم.
كلهم أرائك ولكن فارق كبير بينهم والآن علينا أن نتوقف لنتدبر ونختار أي الأرائك سنختار تلك التي تمنح الراحة المؤقتة والرفاهية في الدنيا أم التي تمنح الراحة الأبدية في جنات النعيم؟