بالأمس كانت متابعة ابنتي لطبيبة العلاج الطبيعي، وهي من النادر والقليل هُنا كونها طبيبة تستحق شهادتها، جلست إلى ابنتي تحدثها،
"أنت الداء والدواء يا هَنا، حالتك لا تستدعي كل هذا الألم بعد كل هذا العلاج، الغضروف ألم متغير وفقا للحركة و الثبات، كون ألمك مستمر هذا يعني أمر خطأ، يعني استعداد جسدك واستسلامه لإشارة
أنا سأشعر بالألم، فيحدث"
ابتسمت صغيرتي وهي تنظر لي لم تكن المرة الأولى التي تسمع فيها هذه الكلمات، لكن سمعته مرارًا من أمها السيدة العادية التي لم تحصل على الدكتوراه ، إذن فهو غالبا أي كلام، أخبرتها ابنتي:
"ماما قالت كده"
واندمجت بتمارينها مع الطبيبة لتخفيف الألم على العصب المشدود نتيجة التوتر الشديد، والخوف من الألم ذاته..
وشردت حينها بحياة سابقة عشتها، وكم كانت الآلام مبرحة، والكوابيس البغيضة حظ كل غفوة لي، وكانت كوابيس في شكل كوني ادفن بمقبرة حية كل ليلة، وفحوصات، وتحاليل وأمور كثيرة أصابتني ببغض عام لكل ما يخص المستشفيات...
وذات نهار ..
قررت أنني أنا دائي وأنا دوائي والله حافظي،
وعالجت نفسي وواجهت مواطن ألمي الحقيقية في نفسي، وحينما ذهب السبب بطل كل العجب الذي أصاب جسدي فجأة، حينها تأكدت تماما كون العقل البشري عظيم، خلاياه معجزات تسوقنا أو نسوقها، فتعلمت الحيلة دائمًا..
لذا أوجاعي الحالية أعلم أنها مرتبطة بألام ابنتي لكن للحق لا أعطي أي تعليمات لعقلي بذلك، كي أشعر بكل ما تشعر به،
هكذا أنا وهذا ما لم أجد له أبدًا تفسير، حينما أحب أعرف موضع ألمك وأشعره تمامًا، حينما أخبر:
"أنا أشعر بك"
فهي ليست جملة تمر وتعبر لكن هي حقيقية وأصيلة داخلي:
"أتوحد وألمك"
قد لا تبدو كل المشاعر عليك، ثابتًا واثقًا لكن أنا أشعر بكل هشاشتك وحقيقة ألمك طالما ..أحبك ...
لذا أنا بقليل من الأنانية أحافظ على من أحبه كي لا أتألم أنا لكن
ما العمل إذ هم سعوا يومًا إلى تدمير ذاتي بإصرار؟
ما العمل ونفسي لا تحتمل ؟