آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. إوعى تقول إسمها - الجزء الثاني والأخير

الجزء الثاني والأخير

كل واحد فينا بص للتاني، كإننا مستنيين حد هو الي يبدأ، محدش عايز يبدأ بنفسه...

في الآخر عملت فيها شجاع واتقدمت خطوة، بصيت على الشباك، كنت شايف إنعكاسي واللي ورايا، قلت بصوت واطي "هندية...هندية...هندية"....

شششششش، سكوت، مفيش أي صوت ولا حركة، ولا حاجة حصلت، بصينا لبعض وبدأنا نضحك لولا باب الفصل اللي فتح فجأة على آخره!

قربنا ومسكنا في بعض، بقينا نقول آيات وأذكار، كل حاجة متلخبطة، بندخل السورة دي في السورة دي....

مكنش في حد ورا الباب، الرياح بالتراب بس، "هندية" جت؟

وبعدها ظهر....

أستاذ "تيم"!

مكنتش شايفه قبل كده وفجأة ظهر وهو داخل الفصل....

سألنا:

-بتعملوا إيه لوحدكوا؟ وقافلين على نفسكوا ليه؟

"مراد" قال وهو بيترعش:

-يااااا....أستاذ، إحنا...

-إياك تكدب، أنا بشم الكدب.

"مراد" استسلم وقال:

-بصراحة إحنا كنا بننده على...."هندية"، شبح الست اللي قتلت قريتها كلها عشان قتلوا ابنها وبيقولوا إنها بتيجي لما تتنده 3 مرات....

أستاذ "تيم" بصل ليا أنا و"كريم" وسأل:

-صحيح الكلام ده؟

حركنا راسنا من غير كلام، بنأكد على كلام "مراد"....

أستاذ "تيم" طلب مننا نقعد كل واحد على كرسي وبعدها قال:

-اللي انتوا عملتوه ده مش بس غلط، ده خطر، خطر بشكل ما تتخيلهوش، مش كلهم طيبين وودودين.

سألته باستغراب:

= هم مين دول؟

-اللي أنتوا استدعيتوا منهم.

= هو إحنا كنا بنهزر، يعني محدش فينا مصدق إن "هندية" كانت هتظهر بجد، وبعدين حضرتك تقصد يعني الأشباح؟ هي الأشباح موجودة حقيقي؟

ابتسم ابتسامة خوفتني وبعدين قرب على الكرسي بتاعي وقال وهو بيبصلي:

-مين قال إنكوا كنتوا بتستدعوا شبح؟

الرعب كان مرسوم علينا إحنا التلاتة، محدش فينا اتجرأ يسأله يقصد إيه، لو مكناش استدعينا شبح، فإيه اللي كنا بنستدعيه؟ اه إحنا مش عارفين، بس اللي عارفينه إننا مش قد إننا نعرف الإجابة!

-إياكم تعملوا كده تاني، بلاش تمشوا ورا الترند وقصص العفاريت دي....الحصة دي أصلًا مش بتاعتي، لكن الأستاذ بتاع المادة غاب، زي باقي الأساتذة، أنا هديلكم الحصة دي واللي بعدها وبعدين هكلم الباصات بتاعتكم ييجوا ياخدوكم وتروحوا البيت، الجو صعب أوي عليكم....

وفعلًا أخدنا الحصتين وروحنا....

من ساعة ما دخلت البيت وأنا مش تمام، مش قادر أقول بالظبط مالي، مش بشتكي من وجع في حته معينة ولا اتخانقت مثلًا مع حد، بس مش مظبط، مزاجي مش حلو...

فضلت سرحان طول اليوم، ولحد معاد النوم بتاعي....

دخلت السرير واستعديت ، غمضت عنيا، كنت خلاص بروح في النوم، وفجأة صحيت....افتكرت حاجة، أنا و"مراد" و"كريم" لما كنا في الفصل....

إحنا قلنا اسم "هندية" 3 مرات بس قلنا اسم تاني برضه 3 مرات...."تيم"! قلناه في وسط كلامنا، بعدها ظهر، وكمان....يوم الأجازة، أنا قلت اسمه لأهلي 3 مرات، وأنا بحكي عنه لأبويا وأمي وأخويا في أوقات مختلفة وبعدها ظهر على باب بيتنا، معقول صدفة؟

"مش كلهم طيبين وودودين" وهو عرف منين إن مش كلهم طيبين، وهم مين أساسًا؟

وبعدين "فايزة" قالت إنه جذاب بشكل غريب، فعلًا هو غريب...

..........................

فتحت موبايلي وكتبت "المخلوقات الغامضة" وكمان "أسطورة هندية"، وظهرت نتايج للبحث كتير، منها حاجة معينة، وصف شبه "تيم"، الجن!

أيوه إحنا أخدناه في الدين، بس كل اللي أعرفه إن الجن دول زينا، في منهم المؤمن والكافر، اللي آمن بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام واللي مآمنش، والكويس والوحش، وفي الملوك والعاملين والمهندسين ، لكن معرفش حاجة تانية....

هو قال "مش كلهم طيبين"، قصده على الجن؟ أكيد، وقال إننا نادينا على حاجة غير شبح "هندية"....

لازم أتكلم مع صحابي في الموضوع ده، بس مش أي صحاب، اللي بس متأكد منهم، اللي بقول لهم أسراري ومش بيطلعوها بره، مين؟ مين؟

طب عبال ما أقول مش لازم اتأكد إذا كان "تيم" ساحر ولا جن ولا راجل خارق؟

............................

ببحث صغير كده على النت قريت إن الملح بيبعد الشياطين والجن، بسيطة....

بس الحاجة البسيطة دي مقدرتش أعملها تاني يوم، فات يوم واتنين وتلاتة وبعديها قلت لازم أعملها....

أول حاجة عملتها لما صحيت، قبل ما أدخل الحمام هو إني جريت على المطبخ وقلعت الشبشب عشان محدش يحس بيا.....

شبيت وجبت كيس ملح مقفول من دولاب التوابل....

حطيت الملح في شنطة المدرسة ومعاه مقص...

........................

الوقت عدى بطيء أوي لحد ما جت الفسحة....

كل شوية حد من صحابي يقول لي "مش هتنزل؟"...."مش هتيجي معانا؟"...وأنا أقول "شوية بس"....لحد ما كلهم نزلوا وبقيت لوحدي....

مكنتش عارف هعمل إيه، جتلي فكرة، بس مش متأكد إذا كنت هعملها، قعدت جنب الشباك اللي تحته ساحة الفسحة والملعب....

فضلت مستني....خلاص جرس الفسحة كان هيرن والحصص هتبدأ من تاني....

وهنا ظهر أستاذ "تيم" تحت الشباك، كان واقف بيتكلم مع كذه طالب، طلعت الكيس بسرعة والمقص وقصيته، وشقلبت الكيس والملح كله وقع....

المفروض كان هيقع جنب الأستاذ على الأرض، بس هو وقع على راسه!

الملح كله وقع على راسه....

الأستاذ بص فوق بسرعة وأنا اتخضيت وشهقت وخرجت راسي من الشباك ونزلت قاعد على الأرض....

كنت بتنفس بسرعة وبصوت عالي وبفكر "هو الأستاذ شافني؟".....لأ، لأ ملحقش، أنا اتحركت بسرعة، مش ممكن يكون شافني....بس ده مختفاش، ولا مسك بطنه واتوجع وقرونه طلعت من راسه وجلده وقع عشان يظهر الجلد الحقيقي....

يعنييي.....ده مش جن؟

أومال إيه؟

يبقى ساحر أو راجل خارق.....

المشكلة إن كان عندنا حصة ليه، الحصة الأخيرة، كنت هموت من الخوف، مش عايز أحضر الحصة دي، حاولت إني أزوغ، بعت لأخويا رسالة من على الموبايل وأنا مستخبي تحت الكرسي، قلتله تعبان وييجي ياخدني، قال لي أنه مش هيعرف، إزاي يعني هيمشي من مدرسته وييجيلي؟ وبعدين أنا نسيت القاعدة الأساسية في البيت عندنا، نروح المدرسة ونفضل في المدرسة حتى لو طلعت شركة المرعبين المحدودة....

وجت الحصة الأخيرة....

الأستاذ دخل، وزي ما متعودين فضل واقف عند السبورة من أول الحصة لآخرها وكل شوية كده يعدي في الممرات ما بين الكراسي وهو بيشرح، بس...مكنش في حاجة غريبة، مبانش عليه حاجة، ولا كلمني، ولا برقلي، الحمد لله، معرفش أنه أنا اللي دلقت الملح......

جرس الحصة ضرب، شلنا الشنط ومشينا ناحية باب الفصل، الأستاذ كان ورانا بيلم حاجته في الشنطة بتاعته على الطرابيزة، رفع راسه وقال:

-سليمان!

لفتله ببطء وأنا عيني مفتوحة على الآخر، مشيت ليه....

-خد بالك متفركش عنيك قبل ما تغسل إيدك من الملح!

ههههههه (صوت شهقة).....ده عرف، عرف إزاي بقى، عرف إزاي؟

لفيت تاني واديته ضهري وجريت!

جريت بسرعة، بقيت أخبط في باقي الطلاب لحد ما وصلت الباص، قعدت في الكرسي اللي متعود عليه، عيني جت على كم البلوفر، لقيته مبيض، كان في ملح عليه.....ااااااااه، عشان كده عرف، أما أنا غبي بشكل...

كده أستاذ "تيم" قفشني، ويأما هيفتكر إني شقي ويفضل مركز معايا ويعاقبني يا هيقول لأهلي، طب أرد أقول إيه لو سألني أو هم سألوني "كنت فاكره جن، وشفت إذا كان هيتبخر في الهوا أو يطير لفوق زي البلالين؟"

............................

وبرضه الليلة دي مقدرتش أنام بسهولة، برضه حاسس إن أستاذ "تيم" مش طبيعي، في حاجة خارقة....

قررت إني في الأجازة اللي جايه هروح لبيت "محيي" وأقول ل"كريم" و"رامي" ييجوا، هم دول اللي أقدر أحكيلهم، أصحابي بجد، وبيت "محيي" اللي اختارته عشان كبير وفيه جنينة حلوة...

كلمت التلاتة الخميس وقلتلهم لازم نتقابل الجمعة، لازم، محدش يقول رايح لقرايبه أو هيخرج....

وصلت الساعة 4، الجو كان مترب، الدنيا صفرة شوية، لقيت "كريم" وصل وكان قاعد مع "محيي" في الجنينة و"رامي" جه بعد بشوية....

"محيي" قال:

-استنوني شوية مش هتأخر.

جه بعدها بشوية صغيرين، جايب صينية عليها أكياس شيبسي وكوبايات نسكويك.

فجأة برقتلهم وقلت:

=إنتوا لازم تركزوا معايا...

"رامي" قال لي:

-إيه في إيه؟

= الأستاذ "تيم"، مش حاسين إن في حاجة غريبة؟

-حاجة غريبة اللي هي إيه؟

=مثلًا أنا قلت اسمه 3 مرات في البيت وبعدها لقيته بيرن عالباب...

كريم رد:

-أيوه صح، تصدق، لما جالي البيت كنت قلت اسمه كذه مرة.

=أيوه يا "كريم" وكمان أنت كنت معايا لما الكل غاب في اليوم اللي جو فيه كان تراب وقلنا اسم "هندية" 3 مرات وبرضه قلنا اسم "تيم" 3 مرات وهو ظهر...

"محيي" قال:

-ايوه يعني عايز إيه؟ إيه المشكلة؟

=أسطورة "هندية" مثلًا بتقول لو بصينا في المراية وقلنا اسمها 3 مرات بتظهر، وبرضه أستاذ "تيم" بيظهر لما نقول اسمه 3 مرات...

"محيي" رد وهو كده سرحان:

-يعنييي....ممكن يكون....جن؟

وقام من مكانه بسرعة واتنفض وقعد يلف حوالين نفسه، وهو بيصرخ وبيقول:

-هناك أهو...هناك...

إحنا التلاتة قمنا مفزوعين وقعدنا نصوت، وبعدين "محيي" مسك بطنه وهو بيضحك...

وقال:

-عشان إنتوا شوية عيااال، أي حاجة كده تخافوا منها....

وفجأة... في هبة هوا سخنة جت علينا وطيرت ورق الشجر الأصفر الكتير اللي كان على الأرضية، وبعدها....

سمعنا صوت البوابة بتتفتح على آخرها، وعملت صوت تزييق جامد (ممكن مثلًا نعمل الصوت ده في الخلفية)....

وبس، مسمعناش لا صوت عربية ولا خطوات..... لحد ما لقيناه قدامنا، الأستاذ "تيم"....

-إزيكم يا ولاد.

مسكنا في بعض إحنا الأربعة، محدش فينا رد...

أخيرًا قلت:

=والله، والله يا أستاذ "تيم" أنا معملت حاجة...

-لأ عملت، بس أنا عديتهالك، أومال فين أهلك يا "محيي"، مش في البيت؟

هز راسه يمين وشمال....

-طب وينفع تقعدوا لوحدكوا؟

هزينا راسنا كلنا يمين وشمال...

-ماشي، أنا كنت....جي أتكلم مع باباك ومامتك يا "محيي"، مش أنا هنا علشان كده؟

هزينا راسنا كلنا من فوق لتحت، اللي هو عايزين نقول "طبعًا يا كبير، اللي هتقوله تمام، أي حاجة تقولها، بس من فضلك سيبنا نعيش".

لف ومشي زي ما جه....

عيني فضلت ثابتة عليه لحد ما اختفى....

"محيي" زعق أول ما "تيم" مشي:

-إحنا مش هنجيب سيرته تاني، أقول لكم، مش هكلمكم تاني لحد آخر السنة، يالا باي باي...

وهو بيزعق مكنتش مركز معاه، أنا كنت مركز في حاجة تانية...

الأستاذ "تيم" وهو ماشي عدى جنب بركة صغيرة في الجنينة، أكيد اتكونت بسبب المطرة الكتيرة اللي نزلت الليلة اللي قبلها، بس مكنش ليه ضل على الميه!

اه، النهار كان قرب يخلص وفي تراب، لكن برضه المفروض كان يكون ليه انعكاس على الميه...

-يالا خلصوا النسكويك وخدوا الشيبسي معاكم وامشوا...

لسه "محيي" كان بيزعق، متهيألي كلنا مكناش عايزين نكلم بعض تاني مش هو بس....

....................

ومن ساعتها في حاجة اتغيرت، نظرات الأستاذ "تيم" وصوته وطريقة كلامه، كإنه خلاص بقى عارف إننا عرفنا، عرفنا إنه مش طبيعي وإن ليه سر، وإنه بيظهر لما بيتنادى 3 مرات....

افتكرت قصة علاء الدين والفانوس السحري، لما فرك الفانوس وطلعله الجن وقال له ليك 3 أمنيات أحققهملك، أهو "تيم" بيظهر برضه بعد ما بنناديه 3 مرات....

إيه اللي بعد كده....في أسرار تانية هقدر أعرفها عنه؟ غير إنه مش إنسان وملوش إنعكاس؟ مثلًا إيه اللي جابه هنا في مدرستي، وليه دايمًا بيشرحلنا بضمير، وعمره ما بيتعصب علينا مهما سألناه، وكلنا معاه بقينا متفوقين، وإنه لما بيلاحظ إن حد مننا عنده مشكلة لازم يساعده؟

ليه بيعمل معانا كده؟ يا ترى ناويلنا على شر ورا كل الخير اللي بيعمله؟

.................

خلاص، كان فاضل على الامتحانات اسبوعين بس، ده كان آخر يوم لينا في المدرسة.....

كنا بنراجع آخر مراجعة مع كذه مدرس، لحد ما جه الدور على مراجعة أستاذ "تيم"...هو طبعًا أكتر حد شرح، فضل يأكد على كل درس راجعناه وحل معانا تدريبات كتير، قعدنا معاه ساعات، لحد ما متهيألي كلنا بقينا حافظين وفاهمين كل المنهج وضامنين الدرجات النهائية، وبعدين لم حاجته وكان هيمشي، أنا جريت ولحقته....

هو اه صحيح راجل غامض ومرعب بس برضه حسيت كده بحاجة غريبة، إنه هيوحشني....عشان كده وقفته....

سألته:

=حضرتك هتدينا برضه عربي السنة الجايه؟

-هو ده اللي عايز تسأله يا "سليمان"؟

=بصراحة أنا عندي اسئلة كتير.

-طيب بالنسبة للسؤال اللي سألته، مش عارف إذا كنت هكمل معاكم للسنة اللي جايه ولا لأ، معرفش همشي إمتى؟

=هو حضرتك ممكن تمشي؟ إحنا السبب؟

-لأ، أنا همشي لما يتفضح سري.

=قصدك....

قاطعني...

-لأ، قصدي حاجة تانية....

فجأة حسيت بتقل، اتضايقت، مزاجي اتغير تمامًا، وهو بعد ما أداني ضهره، زي ما يكون حس بيا، رجع تاني لفلي وقال:

-بس حتى لو مشيت هتلاقيني موجود معاك من وقت للتاني، بشوفك من غير ماتشوفني، ومش هخلي حد يأذيكوا....

رجعت تاني ابتسمت، ومبقتش زعلان...مد إيده على راسي ولعب في شعري وضحكلي، اتشجعت وسألته:

=طب ليه جيتلنا المدرسة وليه بتساعدنا؟

-هتعرف في الوقت المناسب، متستعجلش...

.............................

وجت الامتحانات، امتحان ورا التاني ورا التالت، خلاص مبقتش قادر، تعب أوفر، مذاكرة مذاكرة وخوف كل يوم من الامتحان، يا ترى هييجي إزاي، يا ترى هعرف أحل ولا لأ..... مشفتش أستاذ "تيم" غير كام مرة ومن بعيد....

لحد ما جه آخر يوم، وخلصنا الامتحان والباص اتأخر، كذه باص، منهم الباص بتاعي وبتاع "رامي"، لقيته بيقول لي وهو بيبص لي بجنب عنيه بصة لئيمة:

-بقول لك إيه، مش عايز تعمل حاجة كده في آخر يوم؟

=حاجة إيه؟

-يعني حاجة كده مختلفة.

=زي إيه؟

-استنى....

حط إيده على كتفي وقال:

-إيه رأيك نروح أنا وأنت المبنى القديم؟

المبنى القديم ده تبع المدرسة بس مقفول بقاله سنين، ده كان أقدم وأول مبنى اتعمل، وحالته كانت صعبة أوي، الميه مثلًا بتاعة مجاري الحمامات طفحت والحيطان قشرت والسلالم اتكسرت، عشان كده اتهجر من زمان، أنا عمري أصلًا ما روحته، دايمًا بسمع عنه بس، وبيقولوا إنه مسكون من العفاريت...اللي بيعدي من جنبه بيسمع حد بيصفر من جوه، ولازم اللي يعدي ده يجري بسرعة يأما هيتأثر بالصفارة، ومش يعرف يتحكم في نفسه، هيتسحب جوه المبنى من غير ما يدرى وهناك بقى الله أعلم إيه اللي بيحصل له بس الأكيد إنه مش بيطلع تاني...

أنا مكنتش متحمس للمغامرة دي، بس كنت زهقان، قلت وماله، هنروح 10 دقايق ونرجع يكون الباص جه...

"رامي" كان مستفز جدًا، عمال يمشي بطيء وبطريقة معينة قال يعني مثيرة عشان في أحداث خطيرة وكده....

وأنا عنيا عمالة تدور ، متغاظ من حركاته دي وطهقان منه، مش كنا قلنا مش هنكلم بعض إحنا الأربعة لحد آخر السنة، اه صحيح، ما دي آخر السنة! مش ده آخر يوم في الامتحانات؟

ودخلنا المبنى القديم.....

لسه "رامي" كان بيعمل حركات استعراضية بس اتطورت شوية، بقى يلف ويتنطط كإنه رقاصة باليه....

الريحة جوه المبنى مقرفة جدًا، دي أول حاجة خدت بالي منها، لدرجة حطيت إيدي على مناخيري وبقيت أتنفس من بوقي....فعلًا الحيطان مقشرة وشكلها هتقع والسلالم مكسرة والدنيا كئيبة وضلمة، قادرين نشوف بس الشمس مش واصلة أوي....

=مش يالا بقى.

رد عليا:

-استنى شوية كمان بس.

لاحظنا أن السلالم نازلة لتحت مش فوق بس، يعني الباب اللي دخلنا منه المبنى في وشه علطول سلالم لكنها برضه بتنزل لتحت، يعني ممكن يكون في مدخل تاني، بعد ما خلصنا تمشية فوق، نزلنا لتحت....

لقينا أوضة بابها مفتوح شوية، مش للآخر، لكن الريحة هناك أفظع بكتير من كل المبنى، وكل ما نقرب من الأوضة الريحة تبقى أوحش...

مديت إيدي وفتحت الباب عالآخر ووراه لقيناه....

لقينا أستاذ "رائف"....

جسمه عامل زي الجيلي ولونه أخضر وبوقه مفتوح وجواه دود ودبان وحشرات كتير، وجلده في فراغات كتير، متاكل منه حتت وجنب منه محفظة تخينة، مليانة فلوس...

"رامي" صرخ صرخة سمعت في المدرسة كلها وطلع يجري بره المبنى....

أنا بقى قربت من "رائف"، نزلت على ركبي وأخدت ورقة كبيرة كانت ما بين صوابعه اللي بقت زي الحجر، وده عشان قريت من بعيد حاجة عليها، كان مكتوب "سليمان"...

فتحت الورقة وأنا بمشي بالراحة لمخرج المبنى....

كان مكتوب فيها...

"عزيزي "سليمان"، أهو جه الوقت اللي هقول لك فيه كل الإجابات اللي انت عايزها....

معنى إنك ماسك الورقة دي وبتقراها إن سري إنفضح، وانك لوحدك أو مع حد لقيت جثة أستاذ "رائف"....أيوه، أنا اللي قتلته، "رائف" مهربش بالعهدة زي ما الكل افترض، أنا لقيتها فرصة مثالية عشان أخلص منه، بس قبل ما اقولك عملت كده ليه خليني ابدأ معاك من البداية....

أنا مسميش "تيم"، اسمي الحقيقي "أرقم" ومش بني آدم زي ما وصلت، أنا من بني الجن وسني هو 2020 سنة....الحكاية بدأت من 60 سنة....

إحنا بنقدر نتشكل في صور مادية، صورة حيوان أو بني آدم، وبنعمل كده من وقت للتاني، لكن لما ده بيحصل بنبقى ضُعفا، لينا نفس الخواص بتاعة البني آدمين أو الحيوانات، أجسام ممكن تمرض أو تتعرض لحادثة أو تموت، ودي المخاطرة، من 60 سنة في ليلة صيف حر جدًا اتشكلت فيها على هيئة جرو، كلب صغير وديع يدخل قلب أي حد يشوفه، أو ده اللي كنت فاكره....

للأسف قابلت راجل من اللي قلوبهم حجر وعندهم غل غريب غير مفهوم للحيوانات البريئة، اللي مش بتأذيهم وكل اللي عايزاه تعيش....

الراجل مسك عصايا ونزل فيا ضرب، اتعورت جامد وبقيت أصرخ وأعيط، محدش نجدني، بس ظهر طفل ميعديش ال6 سنين من بعيد، وبما إنه طفل ومفيش حاجة كبيرة يقدر يعملها، مش هيقف مثلًا يتحدى الراجل ده، فجت في دماغه فكرة على قد براءته ونقاءه، وهو إنه جه بسرعة وشايلني على إيديه الاتنين الصغيرين وجري بيا بأقصى سرعته، فضل يجري يجري والراجل يجري ورانا لحد ما الراجل تعب وبطل يلاحقنا والطفل بعد بيا شوارع كتير، وقف في الآخر، بص حواليه عشان يتأكد إن الراجل ملحقناش، استنى معايا شوية وبعدين مشي...اتأكد إني في أمان قبل ما يسيبني، مش بس أنقذني...

أنا كنت مجروح وضعيف جدًا، أخدت كام يوم عبال ما قدرت أرجع لهيئتي الأصلية واتحول من الشكل المادي للشكل الأصلي....ومن ساعتها وأنا وقعت في حبكم، حب الأطفال...إكتشفت إن من أكبر القوى في الكون كله، البراءة والحب اللي شايلينه، اللي بيه تقدروا تنقذوا أرواح من غير ما تقفوا كتير تفكروا وتحسبوها زي الكبار، لو الطفل اللي أنقذني كان وقف فكر كان زماني مت، بس عشان هو طفل فمفكرش، كل اللي همه إني أعيش...

وأخدت عهد على نفسي من بعدها أحاول على قد ما أقدر أساعد الأطفال وأخد بالي منهم، طبعًا مش هنقذ أطفال العالم كله، لكن اللي اقدر عليه، وده يودينا لإجابة سؤال تاني سألتهوني، ليه مدرستك وليه أنتم بالذات اخترتكم المرة دي؟ عشان لقيت مدرس غريب الأطوار اسمه "رائف" بيدي لغة عربية، الراجل ده كان بيتلذذ بتعذيب الأطفال وعقابهم، كنت برصد دقات قلبه والكلام اللي بيدور جواه وهو بيراقب الطفل اللي بيتعاقب وبيعاني، الأدرينالين كان بيزيد عنده وبيحس بنشوة، عنده ميول مريضة، والميول دي في الغالب كان هتتطور والأذي في المستقبل كان هيبقى أكبر، الله أعلم كان هيعمل إيه بعد كده، عشان كده كان لازم أقطع فرط الموضوع، أقتله...استنيت اللحظة المناسبة، لحظة استلامه العهدة ونفذت، محدش كان هيشك في اختفائه، الكل هيفترض إنه سرق الفلوس وهرب ، وأنا بقى جيت مكانه، عشان مكنش كفاية أقتله، كان لازم أصلح الضرر اللي عمله فيكم، رجعتلكم ولو جزء من ثقتكم بنفسكم وبالمدرس، شوفتوا نموذج حنين، بيراعيكم ويهتم بيكم بجد وبيحبكم، عرفتوا إن ده ممكن، وإنكوا كمان لما تكبروا تقدروا تختاروا تبقوا زيه، كنت فاكر نفسي ذكي، لكن تجربتي معاكم أثبتت إن الأطفال مش بس عندهم قوى خارقة مصدرها الحب والخير دول كمان أذكيا جدًا، في أوقات أكتر من الكبار، عشان إنتوا اللي قفشتوني، وعرفتوا طبيعتي وإزاي تستدعوني، يمكن عشان دماغكم لسه نضيفة مش زحمة بمشاغل الدنيا الكتير؟

آخر حاجة هقولهالك إني عندي ليك وصية، لازم تنفذها، إوعى تحاول تتصل بعالم الجن والعوالم الخفية ولو على سبيل الهزار واللعب، ممكن لعبة ميكونش ليها أساس من الصحة شيطان من دول يستغلها ويعبر من العالم بتاعه لبتاعكم، ويلازمك، صدقني هتشوف عذاب أنت مش قده ومتتخيلوش، ولا تقول أنا هتصل بجن طيب ولا شرير، ولا تقول أصل ده راجل مبروك وشيخ وعنده ملايكة ولا جن خير يتعامل معاه فأنا هتبارك بيه وأخد منه نصايح، ابعد عن العالم ده كله يا "سليمان"، وإياك تاني تستدعي "هندية" وتعمل جو الشموع والمرايات، خليك فاكر يا "سليمان" إوعى تقول إسمها....

"تمت"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339008
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196280
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185013
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133762
6الكاتبمدونة مني امين117541
7الكاتبمدونة سمير حماد 109790
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99711
9الكاتبمدونة مني العقدة96405
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95758

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع