أشعرُ وكأنَّ ظهري إلى ظهرِك، وكَتفَك يحملُ رأسي المائل بأمان إليك، وكتفي يُدلّلُ رأسَك المجهد فيرمي بغمضة عشق كل شاق لديه ...
هكذا نبدو كعُملةٍ معدنيّة، مَلِكٌ أنتَ، وأنا الكتابة، إن مُحيَ وجهٌ منها صارت بلا قيمة...
معًا كثير...
معًا مدينة...
أتعرِفُ حينما تكتبُ، ماذا يحدُث؟
أُطلِقُ شعري، وأَهبط على سطورِك حافية، متمهلة، أرفع طرف ثوبي حنانًا كي لا يخدش حرفك..
تغمرني شُموسٌ أفكارك، تُحوّلني لأنثى ساطعة لا يغتالها الليل ...
أتعرِفُ ماذا يحدُث حين تُحادثني؟
أضعُ يدي على فمي بعد كلِّ جُملة حياءً من فرط ضحكات سعادة غزلتها على شفتي...
أجرُّ خيطَ حديثِك، أَخيطُ منهُ مِعطفًا يُؤنِسُ روحي يا أنا...
أتعرِفُ ماذا يحدُثُ لأنّي أُحبّك؟
يتجلّى نوري كصوفيّةِ عشقٍ بمحرابِك،
أدورُ بفُستاني كطفلة، وأَنتهي لأقفَ على أقدامِك بأطرافِ أَصابعي،
فَيملؤني هواءُ أنفاسِك وأضم كلك إلى مأمني وأغلق أهدابي عليك...
أتعرِف؟
أنتَ مُعجزةٌ أَخيرة، خَلَقْت من ياسمينةٍ منسيّةٍ أَميرة برائحة الزهر ونكهة سخية بالحُلو لكَ أنتَ دون الخلق جاءتك قاصدةً عينيك ...
أتعرف ماذا يحدث حينما أكتب عنك؟
تغار القصيدة، ويرسم على الشباك صورتك الندى، وتفر العصافير لتنام على راحتيك ...