عزيزتي سالي
أتعلمين أني كنت أحب ساعة معصمي وساعات الحائط والمنبه الصغير؟ تكتكاتها المنتظمة كانت تمنحني نومًا منتظمًا. أتذكر حينما استيقظت يومًا ما فجأة دون سبب وامتلأت بالأرق، لأجد في النهاية أن السبب الوحيد توقف تكتكات الساعة.
كنت أتمسك بالوقت دقيقة وثانية... دومًا أذهب قبل موعدي، ودومًا على موعد مع الوقت الهارب مني، أهرول على دقاته وأستريح بين صوت عقرب الثانية والأخرى، لكن في مرحلة ما من الرحلة، ألقيت بها بعيدًا، صرت أهرب منها، وحينما أرتديها أوقف عقاربها لأستمتع بشكلها ولونها في معصمي الأيمن، لم أعد أهتم كم الوقت الآن، هل نحن صباحًا أم في المساء، أعلم أنه الصباح حينما أذهب للعمل وأنه المساء حينما تعلن معدتي أنه حان وقت تناول العشاء، وباقي الوقت أحدده بالصلاة.
ما فائدة الدوران حول نفسك في أربع وعشرين ساعة، محاولًا اللحاق بما يتلاشى سريعًا؟ فلا شيء يُبقي الزمن. أنا لا أحب مرور الوقت؛ فهو ينبئ بهروب العمر من بين أصابعي، تخلصت من رزنامة التقويم، أيضًا أعلم أنه آخر الشهر حينما يحين موعد الراتب، وأن العام على وشك الانتهاء حينما يهل يوليو الحزين بيوم مولدي، أصبحت أترك اليوم يمضي وأنا أحملق في سقف حجرتي بهدوء، تاركة شلالين من الدموع بلا انتهاء ليغرقاني بكل الخيبات التي عشتها...
أو أنشغل ببعض الهوايات البسيطة في صمت تام، أو أكتب بعض المبعثرات هنا وهناك، وربما شاهدت فيلمًا خياليًّا يصنعه عقلي أجد نفسي فيه سعيدة، أسكن على شاطئ البحر، أراه من نافذتي كل صباح، أرتشف قهوتي المضاف إليها الحليب في هدوء، ويجلس جواري حبيب مثالي كما أرغب والأطفال تلهو وتضحك، أكاد أرى ضوء الشمس يداعب أزهاري التي زرعتها على حافة النافذة، لا أستيقظ من حلمي إلا على صخب الدنيا والحقائق هنا.
الآن أملك قوة الوقت، أصبحت امرأة الزمن... لا يهم أسعيدة أم لا؛ لأنني في الأغلب الأعم تعيسة. أسير الزمن حينما أريد أن أفعل ذلك، فأسرع وأنجز الأشياء وأرتب القوانين، وأضع رايات المدينة في مكانها الصحيح، وأفعل ألف شيء في دقيقتين بحماس وشغف، ثم فجأة أفقد كل شيء، حماسي، شغفي، رغبتي في الحياة، فأجعله يقف عندي وأقع في دائرة الاسترخاء اللا مبالي بالعالم، فأغلق ميزان الوقت وليذهب العالم وسرعته ومسؤولياته للجحيم مؤقتًا، لكنني أعجز عن النوم باطمئنان رغم ذلك، توقظني أقل الهمسات، فأظل أتقلب يمينًا ويسارًا أنتظر الصباح أو ربما أتمنى النومة الكبرى لأستريح... ربما أستريح، ربما أسعد بقبيلتي التي سبقتني هناك.
هذا العام كان يسابقنا وفاز، جميعنا خسرنا، بدأ وقارب على النهاية دون أن ندري، وها هو يوليو الحزين السابع والعشرون منه أتى حاملًا لي معه صفرًا وأربع حقائق، صفرًا من الإنجازات والكثير من الخذلان، لن أقول إني أكره عيد ميلادي ككل عام، لكنني أكره أني قد وُلدت، ربما كان من الأفضل لي وللجميع ألا أفعل.
فأي عيد هذا الذي تريدون تهنئتي عليه؟! أنا لم أولد، بل أموت دومًا كل عام، كل ليلة، كل ساعة، كل ثانية. رحمني الله.
ياسمين أحمد محمد فتحي رحمي
فيرا زولوتاريفا
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
آيه كامل محمد كامل أبو زهرة
محمد عبد الرحمن محمد شحاتة
آية عطية عبد الفتاح الغمري
آمال محمد صالح احمد
ايمان سعد عبد الحليم بسيوني
منى أحمد محمد إبراهيم
أيمن موسي أحمد موسي
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
ياسر محمود سلمي
زينب حمدي
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 



































