لطالما أحببت طبيعتي..
أحببت كلماتي الهادئة.. وسكوني وسلامي وتصالحي مع نفسي..
لم أعبأ يومًا بمن هم أفضل مني..
ولم أنقم أبدًا على من جادت عليهم الدنيا بخير ما جادت علي..
لم أضع نفسي في كفة مقارنة..
ولم أقبل لها أن تساق إلى ميدان منافسة..
لا أطيق هجومًا أو نقدًا لشخصي.. ولا تبريرًا لرؤية أحدهم لصورتي..
ومتى ما شعرت بحدوث ذلك انسحبت فورًا وتركت الساحة لمتنافسيها..
لطالما رأيت بنفسي شيئًا جميلًا.. شيئًا أعرفه حق اليقين..
أشعر به.. بوجوده بداخلي..
شيء دافئ اسمه الرفق..
ظاهره حب لا مشروط.. يفتح ذراعيه للجميع.. وينادي بالود بينهم..
لا يعرف سوء الظن ولا الوجل..
بل يحسن الظن بالجميع.. ويقدر الجميع.. ويتمسك بالجميع..
وباطنه اكتفاء دائم عن الدنيا بما فيها..
لا أنبهر بالأضواء الصاخبة التي تخلب الألباب.. ولا الكلمات الرنانة..
بل تأسرني أبسط الأشياء طالما غلفها الصدق وفاحت منها العفوية..
لم أكن كثيرة الأحلام..
تمنيت أشياء بسيطة جدًا كنت أحسبها يسيرة وبسيطة وسهلة المنال.. وعشت عمرًا بأكمله في انتظار تحققها..
حلمت بوطن أشعر فيه بالألفة.. أتنفس فيه حريتي الضائعة.. وتنعم فيه روحي بخفتها دون تحامل..
تمنيت طرقًا تحتويني..
وأناس يشبهونني..
وقلوبًا تماثل طباعي..
ونفوسًا تميل حيث أميل..
ننسج معًا عالمًا ديدنه الحب.. والحب وحده..
لا يعرف ضغينة ولا غيرة ولا لؤمًا ولا نفاقًا..
حلمت بنبضٍ كنبضي..
يسكن قلبًا يشعرني وكأني كنزه الثمين..
الذي وجده بعد طول بحث ولن يفرط فيه طالما في صدره نفس يتردد..
حلمت بقلوب توزع المحبة بسخاء كما يوزع المطر خيره فوق الأرجاء..
وتمنيت أن أحظى بالأولوية لدى أحبتي..
أولوية فوق ما عداي.. وأولوية وجودي فوق ما سواه..
حلمت وتمنيت وحققت الكثير..
وما زلت أحلم.. وأتمنى.. وأهمس بنجواي..
أناجي قمرًا لا يسمع همسي سواه..
وأكتب لحبيب لا يعرف قدر صدقي وبراءتي إلاه..
وألمس سماءً أجري نحوها تائهة.. فتتلقفني بحنان..
وتضمني بين طياتها بكل حب....
حتى أهدأ..
وأنام..
جارة القمر
🤍🌸🤍
---
محاولة للكتابة واستعادة الروح المفقودة 🌿






































