أحيانًا تشبه الحياة طريقًا طويلًا لا لوحة فيه تُرشدك،
تمشي فيه لأنك خائف أن تتوقف،
لا لأنك تعرف إلى أين تمضي.
تظن أنك بدأت تفهمها،
فتفاجئك من حيث لا تتوقع…
تُعطيك الأمل بيد، وتسرقه منك بالأخرى.
تتركك بين سؤالين لا إجابة لهما:
هل أخطأنا حين صدّقناها؟ أم حين حلمنا أكثر مما تحتمل؟
الحياة لا تعتذر،
حتى حين تكسر أكثر القلوب صدقًا.
ولا تشرح،
حين تأخذ منا من ظننا أنهم البقاء.
تُعلّمنا الصبر بطريقةٍ قاسية،
تسحبنا من ضوء الحلم إلى عتمة الواقع،
ثم تهمس بخبث: “هذا هو النضج.”
نضحك كي لا نبكي،
ونقنع أنفسنا أن القادم أفضل،
رغم أن بعض الأيام تمرّ كأنها تُريد أن تُطفئ فينا كل معنى جميل.
نحاول أن نبدو بخير،
لكننا في الداخل نُرمّم أرواحنا بصمتٍ لا يسمعه أحد.
قال الشاعر:
"كم من ابتسامةٍ كانت تستر وجعًا،
وكم من صمتٍ كان صراخًا لا يُسمع."
الحياة تُربينا على الفقد أكثر مما تُربينا على الأمل،
تجعلنا نرى كيف يتحوّل الحلم إلى ذكرى،
والقرب إلى غياب،
والأمان إلى سؤالٍ معلّق.
لكن رغم كل هذا،
يبقى في داخلنا شيءٌ صغير يرفض أن يموت،
شيءٌ يقول في كل مرةٍ نسقط فيها: “انهض.”
ربما هو الأمل، وربما عناد البقاء.
وفي النهاية،
الحياة لا تكون كما أردنا،
لكنها دائمًا كما أرادت هي.
وكل ما نستطيع فعله،
أن نُحبها رغم وجعها،
لأنها — رغم كل شيء — المكان الوحيد الذي ما زلنا فيه أحياء.








































