إذا خَلَتْ المرأة من دِّينٍ ومعرفةٍ كانتْ كَالبيتِ الخَرِب، لكنَّ الخفافيش لن تسكنهُ بينما الشَّياطينُ تفعل.
تَفكَّرتُ في قِيمةِ المرأة ومكانتها، فوجدتها أساس كُلّ حَدَثٍ يَحدُثُ بالمُجتمعِ المُنتسبة إليه، بينما الرجال هُم رَدّةُ فِعلٍ ليسَ إلَّا؛ فإذا كانتْ المرأة صالحة أنجبتْ صالحين، لم يكونوا صالحينَ حينَ خرجوا من ظُلماتِ رَحِمِها إلى نورِ الحياة، لكنَّ اللَّهَ أعانها على تربيتهم الحَسنة فكانَ صلاحهم، وإذا كانوا صالحينَ أنشأوا ذُرّيّاتٍ صالحة فيما بعد، وهكذا يستمر الصلاح، الذي كانَ مبدأهُ من قلبِ امرأةٍ زُرِعَتْ بِها نُطفة فجعلتْ هَمّهَا هو إحسان التربية.
أمَّا إنْ كانتْ امرأة سيئة، بالطبعِ معلومٌ كيفَ ستكون طريقتها في تربيةِ أولادها، ستنقل لهم موروثها من السوءِ الذي تربّتْ عليهِ، أو اِكتسبتهُ هي بخُبثها.
يتشدّق بعض ناقصي العقول بكلامٍ غير معقول، فيقولونَ بأنَّ تربية الأبناء ليستْ من وظيفةِ المرأة (الأُمّ)، بل هي مُشتركةٌ بينها وبينَ زوجها، حسنًا، إذا كانَ الرَجُل (الأبّ) لا يَرى أولادهُ سِوى قبلَ منامهم بوقتٍ يسير؛ نَظرًا لسعيهِ على إعفافهم وتلبية اِحتياجاتهم، بينما الأُمّ هي مَن تُجالسهم طِيلة اليوم.. إذًا مَن مُنهما يُمكنهُ التأثير على النشء؟
لا أتحاملُ على المرأة بقدرِ ما يُحزنُني ما آلَ إليهِ حالُها، بعدَ أنْ يسّروا لها طُرق الفجور، وأعانوها على هدمِ البيت، وأوهموها بأنَّ مُناطحتها للرجُلِ تدلّ على قوّتها، ومُزاحمتها لهُ في سوقِ العمل _على مدى اِتساعه_ تدلّ على تقدّمها، سارقينَ أنوثتها، مُلّوثينَ بذلكَ نقاء فِطرتها، والمقصد من وراءِ كُلّ ذلكَ هو تدنيسُ عِفّتها.
فإنْ حَدَثَ ودُّنِّستْ عِفّة مُربية الأجيال، فقد اِنتهى الحال، وضاعتْ الأجيال!
إنَّ الشَّيطانَ لا يفرحُ حينَ يُريقُ الأخ دَمَ أخيهِ بقدرِ ما يُسعدهُ خرابُ البيوت، وتفكيك الأُسَر؛ لأنَّ كُلّ خَبيثٍ يأتي بعدَ التفكيك، حيثُ اللااِستقرار سواء نفسيًا أو عاطفيًا، بالإضافةِ لتشريدِ الأبناء وتشتيتهم ذِهنيًا، واِصابتهم بالأمراضِ والعُقد النفسية.
أمُتخيّلونَ أنتم يا مُتزوّجونَ حجم الحرب التي يشنّها إبليس على بيوتاتكم؟
من الغيرِ منطقي أنْ تتشدّق إحداهُنَّ بكلامٍ مسمومٍ لا عَلاقةَ لهُ بالواقع، كأنْ ترفض تربية الأبناء بعدَ أنْ حملتْ بِهم ثُمَّ وضعتهم، بحُجةِ أنَّها قد حملتهم بينَ أحشائها بينما الزوج لم يفعل، طبيعي ألَّا يفعلَ الزوج أيا عاقلة، فالحمل والوضع والرضاعة تكريماتٍ ربَّانية لكِ كَأنثى، وللرجُلِ تكريماتٌ أُخرى، ثُمَّ إنَّكِ حينَ تقدّمَ لكِ راغبًا في الزواجِ منكِ لم تشترطي عليهِ أنْ يحملَ هو بدلًا منكِ، أو أنْ يقومَ هو بالرضاعة، بل لم توضحي لهُ من الأساسِ ما تتشدّقينَ بهِ الآن.
إنَّ التركيز اليوم على المرأة؛ لحساسيةِ مكانتها، فهي نصفُ المُجتمع، والنصفُ الثاني منها، وهي المُربية للنشء، وتلكَ وظيفةٌ شَرَّفها بها الرحمٰن.. أنْ تكونَ أُمًّا ترعى براعمها وتُنشأهم تنشئة تُرضي اللَّهَ ورسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
فَكَّرَ أعداء الدّين في طريقةٍ للنَيلِ منّا نَحنُ العرب، فكانتْ المرأة هي الهدف، درسوا جيّدًا مكانتها في مُجتمعها وتأثيرها عليه، فلم يَجدوا لها سلاحًا يقتلونها بهِ سِوى الفجور، فإنْ فَجَرَتْ المرأة فَحَدِّث ولا حَرج، وسلامٌ على الأجيال القادمة.
حينَ خَلَقَ اللَّهُ _سُبحانَهُ وتعالى_ المرأة جَبَلَها وبِها الأُمومة، فلا توجد امرأةٌ لا تتمنّى أنْ تُصبِحَ أُمًّا تفخر بحُسنِ تربيتها لأولادها، هكذا هي المرأة الطبيعية، أمَّا التي بَاضَها شَّيطان فهي الخالية من الدّين، مُساعدة إبليس في زيادةِ الفساد، بل هي مَن أذهلتْهُ بقبيحِ فِعالها.
مَن أرادَ للمرأةِ الخير ناداها بالرجوعِ لكتابِ اللَّهِ العظيم، وسُنّة رسولهِ الكريم عليهِ وعلى آلهِ أزكى الصّلاة وأتمّ التسليم، أمَّا مَن ناداها بغيرِ ذلكَ فقد أرادَ هلاك المُجمتع عن طريقها.
يُحاول البعض من الغرب إظهار أنَّ المرأة العربية مُضطهدة؛ إذ أنَّ جسدها مستورٌ لا يُرَى منهُ شيء، كما أنَّ عوراتها محجوبة عن الناظرين، بالإضافةِ لعِفّتها، فهي التي تشتهرُ بالشرفِ والطهارة.. لذا كانَ تركيزهم على جعلِ المرأة كَبهيمةِ الأنعامِ لا تَرى من الدُّنيا إلَّا شهوتها، وقد تحقّقَ مُبتغاهم في بعضِ النساء، تلكُنَّ الخالياتِ من الدّين، الخاويةِ عقولهنَّ، ضعيفاتِ الأنفُس.
أتساءل: كيفَ يُعطي الغرب النصائح بشأنِ حقوق المرأة مثلًا بينما في مُعظمِ مُجتمعاتهِ تُباع المرأة وتُشترَى؟
كيفَ يتجرأ الغرب على نساءِ العرب في جعلهنَّ كَمُعظمِ نساءهم، تحكمهنَّ شهواتهنَّ، فيفعلنَّ لأجلها الأفاعيل، ويرتكبنَّ لأجلها أبشع الجرائم؟
إنَّ الإستخدام السئ لمواقع التواصل الاجتماعي نجحَ في تحقيقِ هدف الغرب في النَيلِ من عِفّة المرأة العربية، عن طريقِ إحلالِ ما حُرِّمَ عليها، وقتل الحياء في نفسها، ومن ثَمَّ مُجاهراتها بالفحشاءِ والمُنكر _عن بعضِ النساءِ أتحدّث_ .. وكُلّ ما ذُكِرَ ما كانَ ليتحقّق لولا الإبتعاد عن كتابِ اللَّهِ العظيم، وسُنّة رسولهِ الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.