بيني وبينك ألفُ عامٍ...
حاولتُ أن أختزلَ كلَّ السنينِ العجاف،
أن أرمّمَ ثقوبَ نجومِنا،
أخيطَ قطوعَ سمائنا،
أُداويَ خدوشَ يدٍ
أدماها التّشبثُ بآخرِ رسالةِ إيمانٍ لقلبَينا،
أثبّتَ عيونَنا كواكبَ على خريطةِ أقدارِنا،
علَّ أقدامَنا سارَت بذلك الاتجاه، فلا تضلّ.
أشدُّ أطرافَ السنينِ علِّي أُقرّبُها...
حاولتُ،
حتى هَوَيْتُ.
روحٌ بلا جسد،
وجسدي متعبٌ،
مُرغَمٌ على المحاربةِ بلا توقّف،
بلا هوادة...
يُغازلني الغموض،
بلعبتَي الغوايةِ والوهم،
يقول: "هيتَ لكِ!"
يُغلقُ بوّاباتِه،
يَشدّني من كلِّ اتجاه،
أكادُ أن أستسلمَ في لَوْعة...
أُحبُّه الغموض!
ولكنِّي أرى عينيك أمامي،
بُرهانًا لي...
بيني وبينك ألفُ عام،
وأنا الصغيرةُ في الزحام،
أبحثُ عن يديك،
فلا أجدُ غيرَ أقدامٍ ممزّقة،
ورؤوسٍ مُحمّلةٍ بثقلٍ على كتفين...
لم أجدْ مفتاحًا لمدينتي بعد،
ولم أعرف كم من الوقتِ أحتاجُ للوصولِ إليه.
لا أعرف شيئًا عن عينيك،
لا أعرف شيئًا عن ياسمينتنا، ووردِنا، وقهوتِنا، والبرتقال...
فقط، كلُّ ما أعرفه...
هو أنّه:
بيني وبينك ألفُ عام!