امبارح كان أول مرة اتكلم فيها عن الشاعر الكبير مجدي نجيب بعد رحيله.. ولو أن كلمة " رحيل" دي صعبة عليه اوي.. لكن إنا لله وإنّا إليه راجعون.. وفي رأيي المتواضع أن دي هي الحقيقة الوحيدة اللي موجودة في حياتنا..
سألوني ازاي بفتكره.. قولتلهم أنه طول الوقت كان زي نسمة الصيف.. ضيف خفيف.. مكانش بيحب يتقل على حد ولا يزعج حد.. من المشاهد المحفورة في ذاكرتي واللي عمري م هنساها أبداً.. أول مرة زورت فيها منزل مجدي نجيب من ييجي ١٨ سنة أو يمكن أكتر.. وقتها كنت تقريبا طفلة جايه القاهرة تدور على عمها اللي الدنيا كلها بتحكي عنه بس هي مشافتهوس.. وكمان كنت بدور على أسئلة كتير اوي جوايا.. وأهم وأول سؤال هو أنه ليه بابا بعد رحيل عمي جاله اكتئاب وزعل م الدنيا كل ده ومقدرش يقوم تاني ولا يتكلم.. كلمت مجدي وطلبت منه أشوفه.. رحب ترحاب غير عادي وقالي أن بيته مفتوحلي أي وقت.. قولت والله راجل راقي و زوق.. وأول م دخلت بيته لقيت سفرة عليها كل الأكلات اللي عبد الرحيم كان بيحبها وبيحب ياكل من إيد زوجة الشاعر الكبير مجدي نجيب المهندسة دلال جلال الدين صديقتي وأمي لحد النهاردة ربنا يديها الصحة والعمر يارب.. اتفاجأت طبعا جداً.. أنه ازاي بعد مرور ٢٤ سنة على وفاة صديقك تبقى فاكر التفاصيل دي كلها.. حكالي كمان عن عبد الرحيم كتير اوي.. كان بيحكيلي وكأن عبد الرحيم اتوفى امبارح او بالأحرى مماتش.. عرفت وقتها أنه شخص مخلص بشكل نادر.. وبدأت علاقتي بيه من اليوم ده.. كان بالنسبالي حضن عبد الرحيم بالظبط وايد حمدي اللي طول الوقت بتطبطب عليا.. وحتى لو غبت عنه كان يتصل بيا ويسأل عني.. شخص مرهف وحساس.. مكانش بيتعب وهو بيكتب قصيدة او أغنية او يرسم لوحة بديعة من لوحه.. لأنه كان طول الزقت بيعبر عن اللي جواه بكل بساطة.. ايوا هو جواه كل الإبداع ده.. والجمال والرقي ببساطة شديدة.. ومن أول مرة تقعد معاه تتلمس نقاءه وتحس انك قاعد مع قطرة ندى لم تشق عباب المدينة.. طفل رضيع معرفش يعني ايه دنيا ولا شر..
مجدي نجيب يخلص فيه الكلام والوصف ميخلصش..
اه صح نسيت اقولكم مين اللي سألني....
دار ديوان للنشر والتوزيع ابتدوا بطباعة اعماله الكاملة وأول ما بدأوا بيه هو رواية اسمها " ولد وأربع بنات".. اه رواية أستاذ مجدي نجيب كاتب رواية وحيدة.. وهيكون حفل التوقيع يوم ٢٩ مايو يوم عيد ميلاده في فرع مكتبة ديوان بمجرة مول الشيخ زايد..