إيمان مصطفى مراد
مشيت من الدنيا بهدوء زي الكام سنة اللي عاشتهم فيها بهدوء..
مشيت بعد ما علمت أجيال من التلامذة وكتبت نصوص كتير حلوة وسابت ذكرى جميلة عند كل حد عرفها واتعامل معاها.. مشيت بعد سنين راضية بآلام مرض خبيث مرحمهاش بس هي كانت محتسبة وصابرة لآخر أيام عمرها..
من أول ما عرفتها وهي مشرقة ومبتسمة وأملها في الدنيا عظيم ودايما شايفة الحلو في كل حاجة، ولما تعبت فضلت كتير بتتعامل مع مرضها كأنه دور برد أو تعب عارض، ولما اشتد عليها المرض عمري ما لقيتها غير راضية ومؤمنة ومحتسبة..
كانت مدرسة شاطرة بتحب تلامذتها كأنهم ولادها اللي عوضوها عن حياة بلا زوج ولا أولاد.. وكانت كاتبة لطيفة صاحبة ذوق عالي ولفظ جميل تحب الشعر والأدب وتكتبه وتتذوقه بروحها الرهيفة.. ولما التعب أجبرها تسيب شغلها اعتذرت لتلامذتها وزمايلها وكأن دا تقصير منها..
إيمان كانت حبيبتي صاحبة الروح الخفيفة الطيبة اللي معرفتش النقمة أو التذمر في يوم، عمرها ما قالت غير ادعولي، وكل كلمة كتبتها كانت أمل في الشفا أو تضرع بتخفيف الألم..
مشيت إيمان بعد ما خدت نصيبها البسيط في الدنيا.. تخففت من كل أعباء الدنيا المتعبة وراحت تقابل وجه رب كريم يحسن استقبالها ويرفع درجتها ويسكنها أعلى مراتب الجنة جزاء إيمانها وإخلاصها ورضاها لآخر يوم في عمرها..
كانت اسم على مسمى والله.
هفتقد روحك الحلوة المؤمنة يا إيمان بس عزائي إنك دلوقتي مش هتشوفي ألم تاني وأكيد هتسعدي في مستقرك الأمين يا حبيبتي.
رحم الله إيمان مصطفى مراد وأسكنها أعلى مرتب الجنة يا رب.