أصبح المهندس رقم 1 في الشركة ليس بالحظ أو الصدفة
بل بجهده المتواصل
وإصراره على التميز
وسعيه المتواصل إلى العلم حتى بلغ أعلى درجاته كافأته الشركة على هذا الإنجاز بتنظيم احتفال كبير حضره الجميع
من زملائه إلى مديريه
وكل من تابع مسيرته ونجاحه
وسط التصفيق والهتافات والكلمات الدافئة جلس المهندس وحده للحظة بعيدا عن الأضواء فغمرته الذكريات لم يستطع منع دموعه من الانسياب على خديه
فقد تذكر أمه التي لم تفارقه صورتها وهي تنحت من جسدها حياة لهم كانت الفقر ينهش جسدها النحيل لكنها لم تشتك بل واجهت الحياة بقلب أم لا يعرف إلا العطاء
كانت تجمع العظام
من الجزار وتطهوها له ولأخواته البنات
تطوف على البيوت تجمع بقايا الطعام
تعمل في الحقول تحت شمس الصيف وبرد الشتاء
فقط لتوفر له أجرة الطريق وبعض الكتب القديمة والملابس والاحذية والشنط
من أولاد الجيران لم تعرف الراحة يوما ولم تفكر في نفسها
بل كرست عمرها ليصل هو
واخواته
توفيت قبل أن ترى ثمرة تعبها
لم تحضر هذا الاحتفال
لم تسمع تصفيق الناس لابنها
ولم تلمس لحظة النجاح التي طالما حلمت بها من أجله
وشجعته عليها شعر بمرارة الفقد وبأنه لم يعطها حقها لم يقبل يديها بما يكفي
ولم يشكرها كما يجب
في تلك اللحظة رغم كل المجد الذي ناله شعر أن نجاحه منقوص
لأن من صنعت طريقه إليه لم تكن حاضرة لتشاركه الفرحة