هل رأيت ابنَنا؟
ابنَنا الذي وُلد من مرارةِ غيابك،
ومن قسوةِ الليالي الخالية من منامك...
هل رأيتَه؟
ذاك الذي أنجبَتْهُ شهقتي الأولى بعد رحيلك،
وصوتي المبحوح في مناداتك.
حقاً... لم ترَه؟
ابننا صاحبُ السبعِ خيبات،
طفلٌ من طينةِ الغياب المتكرّر،
ومن طعناتِ الخذلان الدائم.
أتدري من يُشبه؟
وجهُه كالشمس عند الشروق،
دون لسعةٍ من حرارتها...
وشعرُه كالقمر،
مزيجٌ من السواد والبياض في حلّته.
أتدري من يُشبه؟
هل رأيتَ وردةً ذات ساقَين؟
كاملٌ في هيئته،
لكنّه خاوٍ تماماً،
كما خَلَوتَ أنتَ من الوفاء...