عَمَّ الظلام مُحيطها، بحثتْ عن السببِ فوجدتهُ في القلوب، رأتْ بعَينِ قلبها أنَّ الحلّ في الإضاءة، سعتْ في البحثِ عنها فلم تجدها، كَثَّفتْ جُهدها ولكنْ دونَ جدوى.
تذكّرتْ قولَ أُمّها لها: أنَّ الحُبَّ الذي يملأُ قلبكِ بُنيّتي كفيلٌ أنْ يُضيء ظلام العالم.
ومن هُنا بدأت في إضاءةِ العالم بالحُبّ، كانَ مُحيطها هو أوّلُ ما أزالتْ عنهُ الظلام، وأبدلتهُ بنورٍ وهّاج، ثُمَّ تجوّلتْ بينَ البلدانِ لتُبدّل الظلام بضياءٍ ساطع، كَثُرتْ عنها الأقاويل؛ فهُناكَ مَن يصفها بالنورانية، وهُناكَ مَن ينعتها بالبَرَكَة، وهُناكَ مَن يُسمّيها مريم، لبركةِ هذا الاسم، وأيضًا هُناكَ مَن لا يعرفها إلَّا بالمحبوبة.
لكنَّ الأكيد الذي اِجتمعوا عليهِ هو تسمية الأماكن التي تسير منها بكفِّ مريم؛ حِفظًا للذكرى وترك الأثر.