إلى أميرِ كوكبي الذي بَنيتهُ من نَسجِ خيالي.. إليكَ تحايا عظيمة من رَّوحٍ جميلة، ولسانُ حالٍ بكَ فخور، يا أميرَ كوكبي الذي لا يُمكن لأحد أنْ يدلفهُ إلَّا إذا سمحتُ لهُ بذلك، ولن أسمحَ لسِواك.
تَمُّر الأيَّام مرور الهواء بينَ ثنايا خُصلِ العذراء، فلا العذراءُ تستطيع الإمساكَ بالهواء، ولا خُصلِ شعرها تستطيع عرقلة الهواء دونَ العبور، وبينَ هذا وذاكَ أتخيّلُ كيف حالك؟
يا أميرَ كوكبي أما عَلِمتَ أنَّ الدُّنيا ستخلو منّي يومًا ما؟
يومٌ يأذنَ اللَّهُ فيهِ للأمانةِ أنْ تعود، فتُقبَض الرَّوح ويعودُ الجسدَ لأصلِ خِلقته، تُراب، تُرابٌ سوّاهُ اللَّهُ ونفخَ فيهِ من رَّوحه، ثُمَّ جعلَ بهِ سببًا للتكاثُرِ فكانَ الماء المَهين.
أتعلمُ أميرَ كوكبي أنَّ الحُبَّ يجعل الخوف يقطن القلب!
فحينَ يدلف الحُبّ القلب يدلف معهُ الخوف، الخوف على مَن قَلّبَ اللَّهُ القلب عليهِ فكانَ النبضُ له، وقِسْ على هذا المفهوم العام للحُبّ.
حتّى حالَ الرحيل لا نحزن سوى على فِراقِ أحبّتنا، بل وعلى الحياةِ التي سيعيشونها بدوننا، ولن نكونَ قادرينَ على الإطمئنان عليهم.. مُجرّد الإطمئنان.
يا أميرَ كوكبي لا تؤجل أيّ شيءٍ للغدِ، أيُّ شيءٍ على الإطلاق، فالغد سيأتي لكنَّنا نَحنُ الذينَ لا ضامن لأعمارنا، فرُّبما أتى الغد دوننا، وإنْ لم يَكُن الغد فبعدَ الغدِ وهكذا.
يا أميرَ كوكبي أسعِد نفسكَ بنفسك، كفاكَ هَمِّا، تذكّر أنَّنا للَّهِ وأنَّنا إليهِ راجعون.
مريم توركان
16/4/2024