الصباح المنبعث من تحت الركام، وبين الضجيج المصنوع عبثا في أراضي أب شوك، المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب
وبين العابثين بالحب وسط الألغام، وبين القاعدين في البيوت حذر الموت، وبين النائمين على الأرائك، يحلمون بعرس زنديق بطقوس إسلامية، وبين أصحاب النزوات الإبليسية الشاردون من الكنائس بشوارع العظمة و متجهون نحو مسجد السلطان، والنسوة اللائي حلقن وسط المدينة بين مقهى لالي والمثلث مرورا بأم دفسو، هناك العازمون على تجارة الدقيق والمفعمون بالقمح البلدي، هناك المشردون بين حقول القصب، و الآكلون لبقايا الرغيف، المعتمدون على طعام عجوز سبعينية تبيع الترمس البلدي في سوق (الملجا )، وبين تجار الزلابية الصباحية أمام مشفى نبض الحياة، الأثرياء ورجال الأعمال في مكاتب النقعة الذين يملكون قوت قرن، وبين الحافلات المتجهة إلى الزيادية وديم سلك البعيدون من معسكرات النزوح، الباحثون عن الطماطم في نفاشة وعن مصادر للمياه من الحفائر هنا تكمن صورة الملاك والشيطان.