معروف أن العاطفة تقود كثيرا من الناس في مواقفهم وآرائهم وأحوالهم.
العاطفة إذن هي الموجه والمقرر لكثير من التصرفات والأفكار.
لكن كثيرا من الناس وخاصة بعض العلماء والكتاب، وهم يدافعون عن سيدنا معاوية، بحجة أنه من الصحابة وكتاب الوحي، تجده إذا ولد له مولود، وخير بين اسمي (علي أو معاوية) فمن المحال أن يسمي ولده معاوية، لأن عاطفته لا تميل إليه مهما كان من المدافين عنه والمنافحين عن تصرفه، بحجة أنه من الصحابة الكرام، ومثل بين يدي النبي كاتبا للوحي.
العقاد ينكر أنه من كتاب الوحي في كتابه الحسين أبو الشهداء، وأنه كان كاتبا للحاجات والأقضية، لكن شيخ الاسلام ابن تيمية يعاجلة بخطئه ويذكر أنه من كتاب الوحي، وابن تيمية أصدق وأرفع عندنا مقاما من العقاد.
لا يمكن أن ترى بين جموع المسلمين سنة أو شيعة اسم معاوية، حتى بين قطاعات بعض السلفية التي اشتهرت بتعظيم موقف معاوية وتنزيه اسمه، وتطهير قصده، مداهنة للحكام الظلمة بحجة طاعة ولي الأمر، لا يمكن أبدا أن تجد بعضهم يسمي ولده معاوية.
وهنا يأتي الموقف الذي يخالف فيه الفكر والمعتقد، عاطفة المرء وقلبه، لأن القلوب مع علي، وتحب عليا وتحب فاطمة وتحب سبطيه الحسن والحسين.
لست شيعيا لأحاول الترويج لشيء، ولكني أناقش فكرة، فاسم (علي) بين أهل السنة مشاع ومعلوم ولا تخلو منه عائلة، أو قرية يتسمى فيها عشرات الأشخاص باسم علي.
وأنا هنا في قرية ريفية، أحاول أن أجد أحدا يسمى باسم معاوية فلا أجد.. حتى وإن وجد فهو شحيح نادر.
العاطفة يغلبها الرأي،والعقل في اللسان والطرح، لكن سلطانها عظيم على القلب والهوى والتصرف مهما كان المعتقد.
من أروع ما قرأت في سيرة معاوية رضي الله عنه، أن حكمه قد شبه في العدل بحكم وعدل عمر بن الخطاب.. كان عادلا حليما، لكن سؤالا يبادرني وأنا أذكر أمره.. وهو.. ماذا فعل معاوية بقتلة عثمان حينما ولي الخلافة؟!
هل قتلهم واقتص منهم، أم أنها كانت حجة للرغبة في الحكم، والخروج على بيعة علي، الذي تعجب يوما وقالى: أأُعصى ويطاع معاوية؟!
ويالها من مقولة وجملة لو تأملها المتأملون.
******************
بالمناسبة الهدف من المقال والفائدة منه، هو الدوران حول فكرة التناقض والخلاف بين العقل والعاطفة، ونطق اللسان أحيانا بما تخالفه العاطفة.