كنت في تلك السنوات في لجنة القراءة لدار النشر التي قدم لها روايته "القرية"
أعضاء لجنة القراءة سبقوني لقراءتها، ومن ثم لرفضها إجماعا، وحدثوني عنها في غضب واستنكار مسبق لأي موافقة على محتواها
لفت نظري تكرار تقديم كل جملة رفض بعبارة ((هو صحيح كذا، بس...))
طلبت الرواية، وقرأتها
هذا كاتب موهوب، مشروع أديب كبير
أصررت على نشر الرواية
أخبرت الناشر أني سأتعامل مع الأجزاء الفجة بها، وكانت في سياق اغتصاب الصبية في غيطان القرية، بالتحرير الأدبي
أوصلني الناشر بالكاتب، وتفاهمنا، وتم نشر الرواية، وهذا إنجاز وإن لم تجد حظا كبيرا
مر وقت، ووجدت إبراهيم يراسلني بمشروعه الجديد، رواية عن الريف أيضا
ووجدتها نموذجا عظيما للكتابة عن القرية، وللرواية التي تؤرخ لحقبة زمنية، وعرفت أن هذا ليس فقط كاتبا موهوبا، بل هو أيضا لا يبخل على سطوره بالجهد الكبير جدا في تتبع أخبار ما يكتب عنه
عملنا عليها في كل سطر فيها، حتى رضيت
وقدمها لدار أكبر (الرواق)، وظهرت الرواية الممتازة "عزبة الباشا"
حلت بعدها مباشرة ظروف أدت إلى سنوات خمولي الأدبي واعتذاري عن متابعة كتاباته، ثم مرت تلك الفترة وعدت، وها هو Ibrahim Elkady يرسل لي رواية جديدة
لم أقرأ فيها حتى الآن إلا قليلا، تمنعني بعض الظروف عن كل نشاط أدبي أو غيره، لكنني أحببت ما قرأت، إبراهيم لا يقف عند حد، إبراهيم يصعد سلم التفوق، حتى وإن كانت جائزة الدنيا له متباطئة للغاية
لماذا إذًا أكتب الآن؟
لأنني أتمنى ألا يقف القراء عند الأسماء القديمة، فعصرنا هذا فيه أقلام تماثل وقد تتفوق على قدماء كثيرين، فمن أراد قراءة أدب عن القرية فعليه أن يبحث عن هذا الكاتب الحقيقي جدا