هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مني أمين
  5. تخيلت نفسي ....

تخيلت نفسي ....

 

إخوتي وأخواتي أعضاء مملكتنا الجميلة



فكرة هذا الموضوع كانت قد داعبت خاطري قبيل أحداث 25 يناير بأيام قليلة جدا



كنت أريد أن أتعرض فيها لعرض بعض الشخصيات النكرة في حياتنا لا نلتفت إليهم وربما لا نعيش معاناتهم فهم في حياتنا



أمثال السنيد في السينما ... حيث يظهر في مشهد أو مشهدين من الفيلم ولكننا لانستغنى عنه .. حقه مهضوم وحياته مهمشة



والآن أقدم تلك النماذج علها تكون بمثابة تكريم لها ، ولفت أنظارنا لها علها تأخذ حقها وخاصة بعد الأمل الذي زرعته في داخلنا أحداث 25 يناير



وهكذا كانت بداية الموضوع كما كتبتها

 

شخصيات وشخصيات نقابلها كل يوم .... في الشارع .... في العمل .... في المواصلات .... لكنهم ساقطون من ذاكرتنا ومن حسابتنا وننظر إليهم وكأنهم أشياء تافهة ، لا قيمة لهم وذلك ليس لأي ذنب فعلوه سوى أنهم قد وضعهم القدر على هامش الحياة ، وربما تحت خط الفقر ... أقول ربما .... فليس كل إمع في الحياة يجب أن يكون بالضرورة تحت خط الفقر ، ولكن ممكن أن يكون إنسان مسالم بسيط لا يريد سوى حياة كريمة هادئة ......
إنني أتحدث عن أناس معينين إصطدمت بهم في حياتي ، بعضهم لم أحتك بهم ولكنني راقبت حياتهم عند بعد ، وبعضهم شاهدتهم عن بعد ولكنهم أثروا في كثيرا .
وضعت نفسي مكانهم وتصورت حياتهم وتألمت لألمهم وفرحت لفرحهم ، وشعرت نتيجة لذلك كم هم أناس مجهولون في الحياة ....
ولذلك ومن هنا جاءت فكرة هذا الموضوع (تخيلت نفسي) .... ففي كل مرة سأتخيل نفسي شخصية من تلك الشخصيات .....
سأتقمص في كل مرة شخصية وأتحدث بلسانها وأعيش يوما من يومياتها .
أولا ... لكي ألقي الضوء عليهم تكريما وتقديرا لهم ..
ثانيا ... لكي أساهم مساهمة بسيطة في إحياء بعض حقوقهم ..
ومن يرغب من إخوتي وأخواتي أعضاء المملكة في تقمص أي شخصية تكون قريبة منه وأثرت ... فأهلا ومرحبا ....
لن أطيل عليكم وسأبدأ بأول شخصية لن تخطر لكم على بال

 

العسكري الذي يقف بجوار المثل التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر

 

تخيلت نفسي أنني خرجت من مسكني بالوحدة التابع لها تجنيدي بعد أن إرتديت الزى الرسمي المزركش التشريفي وسرت بقوامي الممشوق حتى وصلت إلى سيارة الترحيلات التي تنقلني مع زملائي من المجندين لنصل إلى مكان خدمتي كحارس بجوار المثل التذكاري للجندي المجهول ، كنت أتصور أن بنياني القوي وقوامي الممشوق سيؤهلني للخدمة في موقع أبذل فيه مجهود ملحوظ ألقى فيه إهتمام وتقدير كحارس للحدود مثلا ، ولكن .... ها أنا ذا ينتهي بي الحال مجرد حارس لبعض الحجارة التي ليست لها فائدة ، أقف هكذا كخيال الحقل لا أستطيع الحركة أو حتى الإلتفات طوال أربع ساعات هي مدة خدمتي ... حتى خيال الحقل له فائدة وأهمية أكثر مني ، يكفي أن الطيور تخشاه ولا تقترب من الزرع .... أما أنا فما فائدتي .... مجرد سنوات تنقضي من عمري وأنا أقف هذه الوقفة التي بلا فائدة ولا أفهم لها معنى .... ولكنها التعليمات ولا أملك سوى الطاعه ، فربما لهم وجهة نظر لايصل إليها تفكيري .
وتخيلت نفسي ....
وقد وصلت إلى محل خدمتي وقلت في نفسي : ها أنا ذا سأدخل إلى أربع ساعات عذاب ، لو كنت سأموت أو أكاد أن أسقط مغشيا علي فلا يجب علي أن ألتفت أو أستريح ، وما الداعي لذلك أو ما هي الفائدة لا أعلم .... وليت هناك من يرانا أنا وزميلي أو حتى يعيرنا إهتمام ونحن نقف هكذا على الطريق السريع كالأبله .... على العموم إنها فترة وستنقضي
ووجدتني أقول في نفسي لعل لهذه الوقفة فائدة وأنا لاأعلمها .. ربما !!! من يدري؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
 
تخيلت نفسي .... (تابع) -1-
عندما كنت ذات يوما مرافقا لإحدى أفراد عائلتي في المستشفى
ولأنني من النوع الشديد الوسوسة من ناحية النظافة ، فقد ناديت عاملة النظافة لكي تعيد تنظيف الحجرة وبخاصة دورة المياة أمام عيني حتى أتأكد من نظافتهما وخاصة أننا في مستشفى وإحتمال إنتقال العدوى وارد ...
وعندما جائتني كانت بالطبع متبرمة جدا  لأنها ستكرر عملا عملته من قبل وما المقابل ؟ وما الذي يجبرها على ذلك ؟
وظلت على هذا الحال من التبرم والإمتعاض وهي تقول من بين أسنانها : ومالهم الأوضة والحمام يا أبلة ماهما نضاف أهو ......وعلى الفور أجبت وأنا بأستظرف :D ممسكة بحافظة نقودي وأنا أعبث بها : ياستي أصلي مريضة بالوسواس تقولي إيه بأه !!!:D
وفجأة إختفت نظرة الإمتعاض وعادت شفتها السفلى المقلوبة إلى وضعها الطبيعي وهي تبتسم إبتسامة لزجة:D : بعد الشر عنك من الوسواس يا عسل ، أنا تحت أمرك ، وأي خدمة للناس العسل .... هكذا إنقلبت بقدرة قادر من حلة بصارة حامضة لعسل بسبب خمسة أوعشرة جنية أو يمكن أقل ....حسب ما يجود الزبون
ونظرت إليها أتابعها وهي تنجز عملها بهمة ونشاط وضمير أكثر من الأول وبداخلي سخط وغضب وإشمئزاز من نفسي لأنني أرشيها لتؤدي عملها الذي هو واجب عليها ... ومنها لأنها إنسانة مادية لاتتقن عملها الذي تستحل لنفسها الأجر عليه
الأجر ...!!!
الأجر ....!!!:confused:
الأجر .......!!!!!!!!!!!
وعندما وصلت لهذا الحد من التفكير
تخيلت نفسي ......
تخيلت نفسي عاملة نظافة ، أقوم بتنظيف دورات الحجرات وتفريغ القمامة ودورات المياه بكل قذارتها ورائحتها الكريهة ، وربما كنت عرضة للعدوى لأي مرض ، ويأتي من يفتش علي وربما أعطاني لفت نظر أو أي خصومات لتقصيري في أي شئ ولو تافه لمجرد فرض سلطاته علي ، أو لأنه رآني وأنا أجلس في جنب حجرة العاملات الحقيرة أتناول الفول والطعية لأنني لم ألحق بالفطار في المنزل خشية التأخير على عملي
وبعد إتمام عملي (وفي حصة الغدا) كما يسمونها أذهب للمطبخ أنا وزملائي ونأخذ نصيبنا من الغذاء _الذي طعمه وشكله ما أنزل الله به من سلطان_ ولكنه على كل حال سيوفر لقمتي ليشبع بها أحد من أولادي ، وربما أوفر من أكلي وأضعه في كيس لآخذه للمنزل ليأكلوا منه أولادي _ صحيح طعمه فظيع ولكنه في النهاية زفر سواء لحمة ولا فراخ وطبيخ وكده:p_
وفي نهاية الشهر أتقاضى 100جنيه يصل بالجهود والحوافز إلى 120 جنيه لأساعد زوجي به في مصاريف البيت وهو لا يكفي لعيش حاف .... وياسلام لو فيه خصومات
فكيف بالله عليكم أتقن عملي أو أحبه أو أخلص فيه وأنا لا ألقى المقابل ؟؟
أنظف مخلفات الناس ولا ألقى المقابل في الوقت الذي يوجد فيه من يجلس في التكييف على المقاعد الوثيرة ويأخذ راتب أصلي 50000 جنيه وجهود وحوافز 60000 ليصل المجموع ل111000 جنيه في الشهر (هذه أرقام حقيقية بالفعل)
.......
.......
........
وعندما عدت من شرودي وتخيلي لنفسي أحسست أن الرشوة التي سأعطيها لها أقل من حقها بكثير المفروض على الدولة
وقبل أن نطلب من العامل أن يعمل بضمير ، فلنعطيه حقه أولا
فلا نضرب الناس بالسياط ونغضب منهم عندما يقولون ..آآآآآآآآآآه..
تخيلت نفسي ... تابع -2-
كنت أسير في الشارع الخلفي لشارع صديقة لي تسكن في حي العباسية
وبينما كنت أسير وجدت إشغال للطريق وعمال بعضهم فوق الأرض وبعضهم في باطن الأرض عبر تلك البالوعة اللعينة برائحتها الكريهة
وسرت على جانب الطريق في الجزء المتاح منه وأنا أزفر في ضيق من ضيق الطريق وطريقة سيري المتحفزة التي إضطررت إليها
سرت وكلما إقتربت من المكان الذي يتم فيه العمل ، كلما إزدادت الرائحة الكريهة النفاذة ، ووجدت نفسي أخرج منديلي وأضع عليه بعض العطر وأسد بها أنفي .
وعندما كنت بجانب البالوعة وكدت أتخطاها جاءت مني إلتفاتة إلى الرجل وهو يخرج من البالوعة ليأخذ أداة معينة ويعاود النزول إلى البالوعة لإتمام عمله وزميله يقول له : ( خلص يا عم محمود علشان نفطر وبعدين نكمل )
ووقتها تعجبت وقلت : أنا لا أكاد أحتمل الرائحة ، في حين أنه هو منغمس حتى رأسه فيها ، بل ويأكل وسط كل هذا
وهنا .......
تخيلت نفسي .......
وأنا ألبس ما يسمونها بالعفريته وألف وسطي بحبل وأتدلى عبر سلم أو من غير إلى داخل تلك البالوعة المظلمة ذات الرائحة الكريهة ، وتخيلتني وأنا أجلس أتناول طعامي وسط كل هذه القاذورات ، وأظل منهمكا في عملي طوال اليوم , وكأنه قدر قد كتب علي ، في حين هناك من يجلسون على المكاتب الفخمة وسط الجو المعطر والهواء المكيف والمقاعد الوثيرة
وفي نهاية الشهر أتقاضى ما لا يملأ جوفي أو جوف أولادي بمجرد العيش الحاف
في حين أن غيري من أصحاب الحجرات النظيفة والمقاعد الوثيرة يتقاضى الألوف ، هذا غير الجهود والحوافز التي تصل به إلى أرقام فلكية (عادي ... ربنا يدي عبيده ، أنا مش بأحسد ، بس كل اللي نفسي فيه شوية عدل ، هو كتير؟!!)
وفكرت في نفسي هو البيه دا بياخذ مرتبه منين ؟ أكيد من البلد ومن الشعب اللي أنا منهم ، يبقى ليه ما يكونش الفلوس على أد المجهود
ليه أنا اللي عايش وسط المجاري آخذ ملاليم ، وأحيانا لو عدى عليا مراقب ولقاني قاعد أرتاح شويه ولا بأشربلي كباية شاي يخصملي منها
والبيه ياخد شئ وشويات ولو حصل منه تقصير يؤدي لكوارث يتقال له : معلش
أنا لا أعترض ولا أحقد معاذالله وأعلم أن الله مقسم الأرزاق
كل اللي بقول عليه شوية عدل من الناس ... الناس اللي لو عدوا علينا بيسدوا أنوفهم من الريحه
وهنا ........
رفعت المنديل من فوق أنفي .....
 
ذات يوم كنت في وسط البلد وبالتحديد في العتبة حيث أشتري مستلزمات الديكور من شارع الرويعي
وبذلت محاولات مضنية في أخذ تاكسي ليوصلني إلى حي مصر الجديدة
ولكن للأسف لم أوفق ففكرت بالذهاب إلى موقف السرفيس لأخذ الميني باص وبالفعل
ركبت الميني باص وكان لم يتحرك بعد وصعد إلى الميني باص طفل صغير في حوالي السادسة من عمره يبيع المناديل الورقية وللحق قلبي رق لحاله جدا وإبتعت منه المناديل بالرغم من أنني لم أكن بحاجة إليها
وأثناء وقوفه بجانبي منتظرا لأعطيه النقود ، صعد الميني باص طفل آخر يكبره بعامين أو ثلاثة وقال له :
(بقولك إيه يا واد يا محمود شوفلك حته تبات فيها اليلادي غير الخرابة علشان البرنس ناوي يشرحك بالمطوه النهاردة ، علشان طلعت تسرح بالمناديل من غير ما تديله المعلوم بتاع إمبارح)
إرتعد محمود رعدة مزقت نياط قلبي وهو يقول : والله أنا إمبارح بعت المناديل والفلوس سرقوها مني شوية صيع من منطقة تانيه وضربوني حتى مالقتش فلوس آكل ولسه هاكل بالفلوس اللي أخدتها من الست دلوقتي وإنت عارف كده .
رد الطفل الآخر وقال : أنا عارف .. بس إنت عارف إن البرنس مالوش دعوة باللي حصلك .
محمود وهو يكاد يبكي : طيب وأنا أعمل إيه دلوقت وأروح فين ؟
الطفل : أنا نبهتك وإنت حر .
شعرت بأسى شديد لحال الولد وفكرت أن آخذه ليبيت مع البواب ولكنها مسئولية لا أعرف عواقبها ، ففكرت في أن أعطيه النقود اللازمة ليعطيها لهذا البرنس لكي يدعه وشأنه وقلت في نفسي لعلها تمثيلية للنصب علي
وربما تكون حقيقة وليست تمثيلية ، وللحق كنت أميل للرأي الآخر فنتيجة نصبه علي لن تكون بفداحة ما سيتعرض له إن كان كلامه حقيقة
وهنا عزمت على أن أعطيه النقود وتوكلي على الله وخاصة أنه ليس مبلغ خيالي ، على الأقل هو أولى من سائق التاكسي الذي كان سيجعلني أدفع له الأجرة مضاعفة وكنت سأدفعها وأنا أحمد الله أنه تعطف وتكرم ووقفلي
وأخرجت النقود لأعطيها له فكانت المفاجأة
لقد رفض بشدة أن يأخذ مني جنيها واحدا ، وقال : إنت ما لكيش ذنب ياهانم دا نصيبي لوحدي ولازم أتحمله
حاولت معه بشتى الطرق ولكنه رفض في كبرياء وعزة نفس أصابتني بإنبها وإعجاب شديدين بهذا الرجل الصغير
وقلت عندما يئست منه : وماذا ستفعل ، قال في رجولة : أنا لي رب واللي خلقني مش هينساني .
ونزل من الميني باص وتابعته بنظري حتى تاه وسط الزحام وتحرك الميني باص ، وكأنه حرك في عقلي ألاف الأفكار وجعلها تدور في رأسي في صوت له أنين مزعج وعندها .....
تخيلت نفسي
تخيلت نفسي هذا الطفل وأنا أسير بين العربات أبيع المناديل وهذا يشتري مني وهذا يعرض عني وربما هذا يسبني وأنا المفروض أكون بهلوان لأبيع بضاعتي في الوقت الذي فيه قلبي ملئ بالأحزان والخوف عندما يهجم الليل وأنا منتهى أملي في الحياة لا أن أذهب إلى دريم بارك أو ألتهم وجبة الأطفال في كنتاكي أو ألعب في ماجدونالد أو ما شابه ولكن كل أملي أن يسمح لي أن أنام في الخرابة مع الفئران والكلاب وزملائي ممن ألقت بهم أقدارهم إلى الشارع
كيف سيكون شعوري ؟
ما هو كم الخوف وعدم الأمان الذي سأشعر به تلك الليلة ؟
وهنا فكرت .....
أين هؤلاء الأطفال من السيدة سوزان مبارك (حيث كنا وقتها قبل الثورة)
أليسوا أطفالا يستحقون الرعاية والإهتمام
أم إقتصرت الرعاية بالطفل على الأطفال ذو الملابس البراقة
المليارات التي أهدرت تحت مسمى المكتبات التي لا يقربها الأطفال تقريبا
ألم يكن عشر العشر من هذا المبلغ يكفي لحفظ آدمية هؤلاء الأطفال
ألا نشبع البطون الصارخة بالجوع ونكسي الأجساد المرتعدة من البرد قبل أن نجعلهم يقرأون
وكيف للبطن الفارغة أن تقرأ
كيف لا نستغل ملكات طفل مثل هذا يتسم بكل هذا الكم من الرجولة المبكرة واإعتزاز في نفسه ، ملكات إكتسبها من تراب الأرصفة وبرد الليالي القارص
ليت الوضع يتغير بعد الثورة ولا نرى تلك النماذج مرة أخرى
 
-----------
 
دائما ما تتوق نفسي للصلاة في مسجد السيدة نفيسة لما استشعره من روحانيات في هذا المكان الطاهر الرائع
وكلما ألمت بي مشكلة ما أو عانت نفسي من جرح ما أذهب إلى هناك _وهذا بالطبع عندما أكون بالقاهرة_ أدخل المسجد وأصلي ركعتين تحية المسجد وما تيسر لي أو ما قدره لي الله سبحانه أن أصليه
ثم أجلس مرتكنة إلى أحد أعمدة المسجد أتلو أذكاري ثم أشخص ببصري إلى السماء مناجية ربي في نفسي
وعندها يبدأ الشعور بالسكينة يتسلل في نعومة إلى صدري حتى تستحيل معه رغبتي في مغادرة المكان
المهم .. أنني أجلس ما قدره الله لي ثم أخرج , ولأنني كما ذكرت سابقا ممن لا يتحلون بالصبر فإنني لا استطيع الإنتظار حتى أجد تاكسي ، ولكني أبدأ في السير حتى أصادف تاكسي لأذهب به إلى حيث أريد
وأثناء سيري وسط المقابر لمحت الأطفال ممن يسكنون المقابر وهم يلعبون ويلهون وكأنهم في أفخم النوادي ، مستمتعين بشدة بلعبهم ولهوهم وكأن المقابر قد تحولت إلى جنان غناء بالزهور والرياحين ، وقد نسوا من هم ومن يكونون آباءهم وكيف أن المجتمع يرفض بشدة مهنة آباءهم بل ويتشاءم منها
وعندها إحترت أأتخيل نفسي حفار القبور الأب أم الإبن الذي سينشأ في مجتمع وبيئة سترفضه بعد حين
وهنا لمعت الفكرة في ذهني فلم أختر الأب ولا الإبن بل إخترت شخصية ثالثة تماما وهي من تجمع بين آلام وآحلام الإثنين والزوجة الأم
وعندها
تخيلت نفسي ....
تخيلت نفسي زوجة لحفار القبور أو اللحاد كما يسمونه .. ذلك الذي نشمئز منه في أوقات وفي أوقات أخرى لا نجد سواه ليواري التراب جثة عزيز لدينا , وبالرغم من ذلك نكرهه ونمقته ونتشاءم منه وكأنه المسئول عن قبض الأرواح
وأنا بصفتي زوجة للحفار أعاني من آثار تعامله مع الأموات مما صبغه بوجه يحاكي وجوه الموتى في عدم الشعور والإحساس بما حوله
وأيضا تعامل الأحياء معه ونظرتهم إليه جعلوه يميل بعض الشئ إلى الشراسة والتحفز ولذلك لا أجد الراحة والسكينة معه
وبصفتي أم فأعاني الكثير والكثبر مع أبنائي في عدم قدرتي على تربيتهم كما أتمنى بسبب إختلاطهم بالمقابر وسكانها من الأحياء والأموات
كما أنهم يعودون من مدارسهم محملين بنظرة المجتمع التي يعاني منها أبوهم
وأيضا يمنعني من النوم تصور مصيرهم القادم عندما يصيرون شبابا وشابات ، فمن ذا الذي يقبل أن يزوج ابنه أو ابنته ليكون اللحاد جدا لأولادهم
ومن ذا الذي سمح أن يعمل لديه في شركته أو مصنعه ابن لحاد
وعليّ أن أتحمل كل هذا الضغط النفسي جنبا إلى جنب مع شظف العيش الذى نكابده في تلك المعيشة الصعبة
 
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333886
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189817
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181407
4الكاتبمدونة زينب حمدي169737
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130960
6الكاتبمدونة مني امين116779
7الكاتبمدونة سمير حماد 107786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97877
9الكاتبمدونة مني العقدة94995
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91732

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع