و سرُّ النـــورِ يأخذُني بعيـــداً
إلى الأحــلامِ حيثُ بدا التمنّي
و يأمرُ بالهوى فانْسقْتُ طوعاً
فأعْجَبُ كيـفَ يهْزمني التـأنّي
فلمّا اسْتأْنَستْ رُوحُ القـوافي
أمرتُ الحرفَ نبْضَكَ أنْ يُهَنّي
وقد أدركتُ من عذْبِ القصيدِ
بأنّ هـــواكَ أضْــحى كـلَّ فَنّي
لعيْنيْـكَ اليُــراعُ يهيــمُ شـوقاً
يصوغُ الشِعرَ من سلوى و مَنِّ
أخافُ عليْــكَ منْ مَسٍ فأتـلو
تعــاويذاً عـلى إنــس ٍ و جــنِّ
لمحتُ بكَ الوفاءَ و كلَّ عطفٍ
حديثُ القلبِ صادقُ لمْ يَخُنّي
لغيــرِكَ أنـتَ لا أبغى وصــالا ً
فكُنْ لي واعتصمْ بالقربِ مِنِّي
ومَنْ مثلي كسحْـرِ البحرِ سرٌّ
فأبْقِ الســرَّ واعْـزفْ ثمّ غـنِّي
شفاءُ النفسِ في حُبٍّ و قربٍ
فَضَعْني في عيونِــكَ ثُمَّ صُنّي