عزيزتي إيميلدا
إن اليأس يُحاول اقتحامنا كَحصان طروادة، يتّبعنا كما يتّبع المرء جنازة، يتربّص بنا كثعالب الليل ويزحف نحونا كأفاعي سامّة، يُلوّح لنا في الطُرُقات، يَطوف حولنا مثل مجذوب لا يملّ من زيارة الأضرحة. اليأس غَيمة سوداء.. تُعكّر سمائنا الصافية.
يرتكب الإنسان خطأ فادحًا حين يفتح أبواب قلبه على مصراعيها، يترُك مشاعره دون حراسة ويجعلها عُرضة للإنتهاك والسرقة.
ما فائدة أن يُدرك الانسان ما يحدُث في العالم ويجهل ما يدور في عالمه الداخلي! بماذا يُفيدنا إضاءة ظلام الدنيا ودنيانا مُعتمة؟ لماذا نرى بوضوح حقيقة كل شيء ونعجز عن فهم أنفسنا ورؤية حقيقتنا؟
وأنا رجُل مُتقلّب المزاج بطريقة مُخيفة.. مُقلِقة، أكره اليوم ما كُنت أحبه بالأمس، أشتاق لكِ في الصباح، وفي المساء ألعنكِ ألف مرة، أزهد الآن فيما كنت أرغبه منذ ساعات، أُقرّر كتابة قصة قصيرة فأجد نفسي أكتب قصيدة، لكن تهرب مني القافية وأجد الكلمات رديئة.. فأقوم بحذفها، أعود إلى القصة فتختفي الفكرة.. فلا أكتبها.
أنوي كتابة رسالة عاطفية إليكِ فيتقيّأ قلمي تشاؤمًا وتتّشح الكلمات بالحُزن والسواد.
لماذا أنا هكذا؟ قَلِقًا.. مُضطربًا.. خائفًا، لكني لا أبدوا هكذا!
أخبريني بالحقيقة يا رفيقتي الوحيدة، رُبّما تُبصرين ما لا تُدركه بصيرَتي، لعلّكِ تعلمين ما أجهله أنا!





































