صديقتي التي أحب، تحب رجلا لا يصلح للعلاقات، رجل تحاربه تجاربه، القاعدة تقول، كلما زادت التجارب، زادت المعرفة والخبرة علاقة طردية، بينما هو كلما زادت تجاربه، ازدادت مخاوفه، وحرصه.
صديقتي تري تناقضه وتتصرف كأي امرأة تحلل، وتربط وتنسج الحكايات من كلمة، ولأنه لا يحب الأسئلة، ترضى هي بالإجابات التي يصنعها عقلها، وتحاول إقناعي بها، أقول لها لا، تغضب، أشرح لها الأمر، تنفر.
هي لا ترى جيدا، تنظر من مرآة الحب، الإنعكاسات مضللة، قلت لها أسقطي قطعة نقود في كوب الماء وانظري إليها بوضع مائل غير عمودي، ماذا ترين؟ قالت بمنتهى الجدية، أعلم ماذا تقصدين، سأنظر له دائما بشكل عمودي،
كيف تضمنين رجلا يعرف متى يعزف لكِ، ومتى يعزف عنكِ؟
لا ألومها، ولا أراهن على حالي فى حالة دخلت الانعكاسات حياتي، أتعجب لعقل يتعطل بالكامل من أجل طفل يرقص في الصدر، أحيانا أشعر بغبطة، وأحيانا أتمنى أن تفيق، نظرة عينيها اللامعة، حديثها المستمر حوله، تمركز حياتها عليه،
ربط ابتسامتها برضاه، يجعلني أتساءل، لم يختلف الرجل عن المرأة في الحب؟.
هل يستطيع هو أن يتحدث عنها طوال يومه؟
هل يرضى أن يشارك سره مع أحد أصدقائه؟
هل الطبيعية الفسيولوجية المختلفة للرجل عن المرأة جعلت الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، ومتى يلتقون على الأرض؟، هل يحتمل أن يكون هناك لقاء أصلا؟.
المرأة عقلها عنكبوتي التفكير، العنكبوت يمتلك ثمانية أرجل،
تفكر وتركز في أكثر من موضوع في وقت واحد، أما الرجل عقله أحادي التفكير، يركز في أمر واحد فقط، حتى عندما تواجهه مشكلة يدخل كهف عزلته حتى يجد حلها، أما المرأة حينما تواجهها مشكلة، تفضفض حد الثرثرة.
لا أعرف لماذا كتبت عن صديقتي، وأعلم أنها ستغضب مني، لكن ما يطمئنني أن منها الكثيرات، حتى أن هناك صديقة تقول لي دائما: "كفى تحليلات، استمتعي وفقط"
هذه الصديقة استثناء أكيد للقواعد..