قرأت ذات يوم عبارة تقول:
"الطُّيُور محظُوظَة لدَرجَة متى ما أزعجَهَا المكَان حلَّقَت بجَنَاحَيها
وطَارَت"
كم تمنيت أن يكون لى جناحان لأحلق بعيدا وأمارس الحرية، كم تمنيت رقة الفراشات، حنان الطيور وهي تطعم صغارها، حريتها وهي تحلق وتحلق، وتعود وتذهب هنا وهناك، جبروت في ثوب رقة.
رغم رقة جناحيها إلا أنها تهزم بهما الريح، لكنها بِرِقَّتها تقترب من النور ولا تبالي بمصيرها المنتظر.
تعلمت من الطيور الاختلاف، كل طائر يختلف عن الآخر ويدرك هذا الاختلاف بفطرته، حتى نفس الأنواع مختلفة الألوان، والأصوات...
إن الخطر الحقيقي الذي يواجهنا أن نكون متشابهين، لا ندرك مكامن قوتنا، وبصمتنا الخاصة فى الإبداع، التى خلقنا الله بها،
تعلمت من الطيور التطلع إلى التحليق خارج الأسوار، وإذا كان هناك أسوار تمنع الطيور فهناك أفكار نسجن أنفسنا داخلها، وقد يصعب علينا التفكير خارج الصندوق، رغم أن هناك من كسر الصندوق وحلق مع الطيور..
أما الألوان المبهجة هذه تقول لي الحياة مواسم وفصول متباينة، فصل أخضر تزرع فيه ثمارك وفصل أصفر تجنيها وفصل أسود تسقط فيه علاقاتك الهشة وفصل أبيض تدرك قيمته حينما تمر بالأسود..
أنا لا أحتاج لشيءٍ خارقا لأحلق، فقط أحتاج إلى ثقة هذا الطائر، إيمانه بذاته وحسن توكله على الله..
يقول ديستوفيسكي:
"الادراك أسوء ما يتميز بهِ الانسان"
وأقول لولا الإدراك ما استطعنا أن نميز الخبيث من الطيب، أو نقدر قيمة أي شيء، الإدراك نعمة وفرط تكاثره قد يكون نقمة..
أن آفاق الحياة كثيرة، ولكن أفكار الإنسان ومشاعره هى التى تضيقها عليه، فلنحلق مثل الطيور لكن بإدراك وحظ المبتدئ..





































