كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع أشرف الكرم 📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات

📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة

آخر الموثقات

  • أمل صبور الأكثر وعيًا وقوة وذكاء
  • زهرتك تهوى.
  • رأيتُ حُلماً أخشى أن يتحقّق
  • شام لاجئة استوطنت قلبي - الفصل العشرون
  • الكبير
  1. المنصة
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. شام لاجئة استوطنت قلبي - الفصل العشرون
⭐ 0 / 5

استطردت تقول بحزم: أنا وباسل تزوجنا فقط على الورق لإرضائكم، وبسبب حبنا لكم، وكان بيننا اتفاق مسبق بالانفصال ريثما تهدأ الأمور، ويتضح لكم أن قراركم كان خاطئًا وظالمًا لنا.

الأب، وهو يتنهد بحزن وأسى: سامحيني يا بنيتي، الله وحده يعلم أننا لم نقصد من وراء ذلك، أنا وعمك، أذى أبدًا، ولكننا أردنا أن نطمئن عليكما، وظننا أننا هكذا نحافظ عليكما وعلى شراكتنا وثروتنا التي تعبنا وجاهدنا لسنوات طويلة في الخليج لنحققها، وأردنا أن يكون كل هذا لكما ولأولادكما من بعد حياتنا، خاصة في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا.

شذى: أعلم يا أبي كل هذا وأقدره، فلا تبرر أو تحمل نفسك فوق طاقتها، فأنت، ومن وجهة نظرك، كنت تريد الخير لي، ولكنك لم تضع قلبي في الميزان، ولو وضعته لرجحت كفته وتغيرت رؤيتك للأمر، فأنا أعلم أن سعادتي أنا وأختي وأمي هي أمنيتك وهدفك في الحياة.

أردفت قائلة: ولكنك أنت يا أبي من علمتني الصدق، فهل تلومني الآن على صدق مشاعري؟ من منا يا أبي يملك مشاعره أو يستطيع إملاء شروطه على قلبه؟ استطردت تقول: هل تذكر يا أبي عندما أخبرتني ذات يوم أن عابري القلوب كعابري الأوطان، منهم اللاجئ والمقيم، منهم المحتل والزائر، بعضهم يبقى وبعضهم يهاجر، ويظل دومًا هناك عابر تشتاقه الأوطان؟

تنهدت وهي تقول: هذا هو حالي مع مازن يا أبي، ولا يجدي الآن الحديث فيما مضى، فالقدر وحده هو من سيقول الكلمة الأخيرة. ألقت عبارتها الأخيرة وهي تتوجه نحو الباب قائلة بحسم: سأصعد إلى مازن، ولن أتركه للألم أو للوساوس ولو للحظة واحدة.

وما إن أنهت عبارتها حتى توجهت نحو الباب مباشرة لتفتحه، لتجد مازن يقف قبالتها مباشرة، شاحب الوجه، تتلاحق أنفاسه بلا توقف مع ارتفاع نبضات قلبه، وكأنه هبط درجات الدرج دفعة واحدة.

في هذه اللحظة أدركت شذى ما يعتمل بداخله وشعرت بمخاوفه، وأحست بتلك الثورة التي تعتمل في صدره، ورغم أنه لم يتحدث أو يتفوه بأي كلمة، إلا أنها قرأت في عينيه ما عجز أن ينطق به لسانه. أنصتت لتلك الكلمات العاجزة عن الخروج من بين شفتيه بقلبها، واستشعرتها بروحها.

كان مازن يشبه الزلزال المدمر أو البركان الثائر، بسبب خوفه من فقد شذى وضياعها من بين يديه، كما أنه يفتقد رفاهية الوقت للدخول في صراعات جانبية، وهم على وشك السفر لإجراء أهم عملية تتوقف عليها حياة من يحب.

كل هذا أدركته شذى وأحسته وشعرت به بمجرد رؤيتها لملامح مازن، ونظرات أعينهما التي تلاقت في تساؤل ولهفة، وكل منهما يقول للآخر في حب وعشق بلا حدود: أنت لي.

أدركت أن الكلام لن يجدي ولن يفيد في مثل هذه المواقف، ومهما قالت أو حاولت طمأنته وتهدئة قلبه وروحه فلن تنجح بذلك، ولهذا، وفي حركة مباغتة لم يتوقعها أحد، ألقت شذى بنفسها بين يدي مازن لتحتضنه بقوة، حتى كادت تعتصره وتختفي بداخله.

في الوقت نفسه كانت هذه رسالتها الأخيرة والواضحة للجميع، رسالة فهمها مازن، فهدأت كل خلجاته واستقرت روحه، وعاد على إثرها النبض إلى قلبه، لتنتظم أنفاسه وتهدأ ثورة قلبه.

رسالة ذات مغزى واضح وصلت إلى أبيها وأمها، أنه خيارها الأوحد، وأنه مهما حدث فلن يفرقهما سوى الموت.

أفاق مازن من شروده، وقد أدرك للتو أن ذلك الغريب الواقف بمواجهته هو والد شذى، فتوجه إليه مباشرة مرحبًا به، مادًّا يده نحوه بالسلام.

للحظات مرت على الجميع كالدهر، وقف والدها بثبات لا يبدي أي رد فعل، بينما ظلت يد مازن معلقة في الهواء، لم يمد والد شذى يده نحو مازن، مما جعل الجميع يخشى صدامًا في أول لقاء بينهما.

وفي حركة مفاجئة تقدم والد شذى نحو مازن فاتحًا ذراعيه ليحتضنه بقوة، وهو يشكره بشدة قائلًا بحب: شكرًا يا بني، شكرًا لأنك اهتممت بعائلتي وحافظت على شام في غيابي ورعايتك لها.

شعر مازن بالحب الممزوج بالخجل من ردة فعله المفاجئة، مع تساؤل حذر عمن يقصد بشام، فطنت والدة شذى لحيرة مازن، فقالت له ضاحكة ومازحة في الوقت نفسه: لا تستغرب يا بني، فهي قصة طويلة، لا شك لدي أن شذى أو شام، كما يحب أن يناديها أبوها، سترويها لك وبالتفصيل الممل. ثم نظرت نحو شذى قائلة بلهجة شامية: مو هيك حبيبتي؟

شذى، وهي تنظر نحو مازن بخجل: ولوووو، من عيوني.

ما إن هدأ الجميع وجلسوا حتى تحدث والد شذى قائلًا بود وحب: لا تظن يا بني أو تفكر للحظة واحدة أنني قد أتيت لأفرق بينكما، ولكن، وعلى الرغم من ذلك، يجب أن نسمع من شيخونا رأي الشرع ومعرفة حكم الدين في ذلك، فالأمر ليس بالهين، وشام الآن أصبحت على ذمة زوجين، أحدهما كان بحكم الميت ثم عاد إلى الحياة، والثاني هو من اختاره قلبها، وهو أنت.

مازن، وهو يومئ برأسه موافقًا ومؤيدًا لقوله: حسنًا يا عمي، غدًا بمشيئة الله نذهب إلى مشيخة الأزهر ونعرض المسألة، وبإذن الله سنجد حلًا ومخرجًا شرعيًا لهذه المسألة، ولكن ما يقلقني حقًا وأخشاه أن يؤخرنا ذلك عن السفر لإجراء العملية، بعد كل ما بذلناه من جهد في سبيل ذلك.

ليجيبه الأب بود: لا تقلق يا ولدي، فكل شيء بقدر، ونحن نبحث عن طاعة الله ورضاه، وإن شاء الله لن يخذلنا أبدًا أو يضيعنا.

قطعت شذى الحديث، وهي تتساءل بحيرة وقلق عن باسل: وأين هو؟ ولماذا لم يأتِ معه؟

والدها بتأثر بالغ، وهو يقول بحزن ووجع: لم يعد باسل نفس الشخص الذي تعرفينه يا بنيتي، فهو الآن عبارة عن حطام إنسان، بعد ما مر به وعاناه، حتى أصبح فاقدًا للثقة بكل شيء.

أردف يقول بحزن: باسل يا بنيتي عانى واختبر ما لم يقوَ على تحمله أعتى الرجال، في صمت وألم، دون حتى أن يشكو لأحد أو يتأوه.

ليقول بأسى: عندما كنا نحاول التسلل والمغادرة من جهة الحدود الجنوبية، احتدم القتال بشكل بشع بين فصيلين مختلفين فكريًا وأيديولوجيًا، وعلقنا نحن بينهما في المنتصف، وكل منهم يحسبنا على الآخر، وكان آخر ما رأيته هو قنص باسل برصاصة اخترقت صدره مباشرة، ثم رأيته يسقط أمام عيني صريعًا دون أن ينطق بكلمة واحدة.

أعقب كلماته بقوله: أما أنا فقد اقتادوني أسيرًا إلى إحدى الثكنات، حيث تعرضت هناك للاستجواب والتعذيب والكثير من المساومات، حتى تمت عملية تبادل برعاية الهلال الأحمر، فتم تسليمنا إلى إحدى المنظمات الدولية، التي ساعدتنا على التوجه إلى الحدود اللبنانية، ومن هناك أتينا إلى هنا، وحتى ذلك الوقت الذي تمت فيه عملية التبادل لم أكن على علم بوجود باسل على قيد الحياة، وقد فوجئت أنه بيننا، والحمد لله أنه لم يمت برصاصة القناص، وقد تم علاجه واستخراج الرصاصة التي كانت تبعد عن قلبه سنتيمترات فقط.

دمعت عينا شذى وهي تستمع لمعاناة والدها وباسل، ما دفعها إلى احتضانه والبكاء على كتفه.

مازن متسائلًا: ولكن أين باسل الآن يا عمي؟

والد شذى: لقد تركته في أحد الفنادق القريبة، لأنني وحتى حضوري لم أكن أعلم ماهية الوضع هنا.

مازن، وهو ينهض من مكانه: إذًا فلنذهب لإحضاره الآن، وبسرعة، فلا شك أنه يحتاج إلى الرعاية والتأهيل النفسي.

والد شذى، وهو يشكره على مشاعره النبيلة: ليس اليوم يا بني، فليكن غدًا، وأعتقد أنه سيحتاج بالفعل إلى مراجعة المشفى للاطمئنان عليه وعلى صحته.

أومأ مازن برأسه مؤمنًا على كلامه، قبل أن يستأذنهم بالانصراف والعودة في وقت لاحق.

والد شذى: حسنًا يا بني، لكن مؤقتًا ستظل شام هنا معنا، حتى نذهب إلى مشيخة الأزهر صباح الغد وأخذ المشورة والفتوى منهم.

نظر مازن إلى شذى، التي حسمت الأمر بنظرة تحمل الكثير من الرجاء والتوسل له، وهي تقول بحب: لقد اشتقت إلى أبي كثيرًا، وكم أود البقاء معه حتى أشبع منه، وأعوض الأيام الخوالي يا مازن.

ابتسم مازن بود، وهو يغادرهم مودعًا، على موعد بالحضور صباح اليوم التالي.

يتبع

أحدث الموثقات تأليفا
أمل صبور الأكثر وعيًا وقوة وذكاء

رأيتُ حُلماً أخشى أن يتحقّق

الكبير

يداك الساخنتان…

حين تكون الكلمة إنسانًا… ويصبح المعنى حياة

احببت آله

حفلة على حافة الألم 

سماتنا الجميلة 

زهرتك تهوى.

 آثارُ الحَربِ
أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة غازي جابر
2↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↓الكاتبمدونة حسين درمشاكي
4↓الكاتبمدونة ايمن موسي
5↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑4الكاتبمدونة نجلاء البحيري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑20الكاتبمدونة اسراء كمال180
2↑14الكاتبمدونة هبه الزيني145
3↑14الكاتبمدونة محمد بن زيد171
4↑11الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 109
5↑8الكاتبمدونة جهاد غازي137
6↑8الكاتبمدونة جاد كريم182
7↑8الكاتبمدونة جهاد عبد الحميد235
8↑6الكاتبمدونة ايمان صلاح55
9↑6الكاتبمدونة محمد التجاني134
10↑5الكاتبمدونة محمد خوجة39
11↑5الكاتبمدونة عبير عبد الرحيم (ماعت)59
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1129
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب711
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم631
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني440
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين434
10الكاتبمدونة حاتم سلامة415

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب372170
2الكاتبمدونة نهلة حمودة229989
3الكاتبمدونة ياسر سلمي207795
4الكاتبمدونة زينب حمدي180745
5الكاتبمدونة اشرف الكرم151230
6الكاتبمدونة مني امين121617
7الكاتبمدونة سمير حماد 121201
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين113818
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي112236
10الكاتبمدونة آيه الغمري108537

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة ليلى سرحان2025-12-12
2الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
3الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
4الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
5الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
6الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
7الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
8الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
9الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
10الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02

المتواجدون حالياً

14096 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع