إنها الحياة يا شام تشبه كثيرًا تلك الساعات فوق معاصمنا والتي تحمل كل ساعة منها خلف إطارها الزجاجي عقارب للثواني والدقائق والساعات
، أما عقرب الثواني فهو تلك الأحداث المتلاحقة التي تباغتنا على حين غرة فلا تترك لنا أية فرصة للتنهد أو حتى لإلتقاط الأنفاس، تسرق العمر منا خلسة دون أن ندرك ذلك أو حتى ننتبه له.
أما عقرب الدقائق فهو يمثل وقفة النفس مع النفس لتعاتبها وتراجعها من ثم تمضي بلا توقف أو رجعة لتعلن العدو في رحلة ذهاب بلا عودة.
أما الساعات فهى ذلك المجهول القادم من بعيد والذي يحمل لنا قسوة الإنتظار وترقب ما هو آت، ربما يمنحنا بعض الوقت للتأمل من ثم المواجهة أو الإختباء خلف جدار الزمن.
حسنًا يا {شام} هناك أيضًا ذلك المنبه إنه ذلك الصوت المزعج الذي يعلن أن الوقت قد نفذ ويظل يلح علينا ويذكرنا أننا يجب أن نستيقظ وأن نفيق من سبات نومنا العميق وأنه وجب علينا إتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب، نعم هو صوت مزعج ولكنه يعيننا على عدم الإستسلام والحفاظ على بعض الفرص قبل ضياعها.
وهكذا تبدأ الحياة دورتها من جديد بنفس الوتيرة {ثواني _ دقائق _ ساعات _ ومنبه}
ولكن مهلًا يا {شام} تذكري ولا تنسي أنه وخلف هذه الوقفات توجد تلك العقارب والتي وإن لم تنتبهي لها جيدًا فسوف تلدغك بقسوة ودون رحمة.
ألم أخبرك يا {شام} إنها الحياة،
وما بين قدر وقدر نرجو من الله قدر...