هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الهوسُ المرضيّ
  • وفي حبّك… أنا القُربان
  • رجل من نوع آخر 
  • مسرحية هاملت: مأساة التردد وصراع الوجود
  • في حضرة الحب… لا يموت الرجال
  • استسلام من إستسلموا
  • طريق النهاية
  • دور لا يناسبهم
  • إفلاس حقيقي
  • الجعجعة تخسر ..
  • أحمقَ حين بادلني التجلّي والمكان
  • أمام مدينتي
  • أحبك من بعيد
  • شعورٌ ما ...
  • فجوة
  • وحدي أمامكِ
  • صرخة من خلف القضبان
  • مستقبل
  • العودة الصغرى
  • مسرحيةُ (النيلُ والقربان فداءً لأمريكا)
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د أماني عبد السلام
  5. تمتمات - قصة قصيرة

 

اتجه إلى مكتبه ككل صباح، يجدها جالسة إلى مكتبها، مبكرة كعادتها. قلق، متردد، أو لعله لا يعلم كيف يعلن هذا الخبر. بدأها بتحية الصباح، فحيّته بابتسامتها الودودة المعتادة أيضاً. إنها تكبره بعدة سنوات، وتسبقه في المكان بكثير. منذ انتقل وهي تعامله بود وتعلمه كل شيء، تناقشه، تستفزه آراؤها، تقلب مياهه الراكدة. يفتتح الكلام دوماً، تلوذ بالصمت إلى أن يصبح الصمت ثقيلاً، وتضبط نفسها منزلقة إلى نقاش يكشف له ما توارى خلف ثيابها الوقورة من أفكار فخمة، ومعارف واسعة، وفلسفات متفردة.

مازال متردداً.. توقع منها أن تنتبه وحدها كما تفعل النساء عادة، ولكنها لا تبالي.. أو لعلها تبالي لدرجة أن تبالغ في التجاهل. يبدأ العملاء بالتوافد، ينشغل قليلاً، يتعمد الانغماس في العمل متظاهراً بأنه لا يفكر في الطريقة التي سيلقي بها الخبر الذي يخبئه، أو إنه في الحقيقة لا يخبئ شيئاً، كل ما هناك أنها لا تنتبه.

يزداد الزحام، تتخلل نظراته نحوها العملاء العابرين بين مكتبيهما المتقابلين. لأول مرة لا يعرف مسمى لما يشعر به، فهو شيء لطيف ولكنه آثم. شيء له على طرف اللسان حلاوة، تليها مرارة عند بداية الحلق.

تحدق في الأوراق بجدية بالغة، تتكلم مع العملاء بلباقة لا تذوي حلاوتها، يضيق بنفسه، يضيق بجديتها، بتعمدها الهروب منه... أو لعلها لا تهرب وهو الذي يتمنى لو أنها تهرب. يتمنى في غرفة مظلمة من غرفات نفسه لو أنها تفصح ولو قليلاً، لو أن يرى ارتعاشة في أصابعها، أو يلمح رنوة لطيفة من ناظريها الجادين، أن يفوز منها بأكثر من الابتسامة الودود الواسعة، كلمة " صباح الخير يا أستاذ" التي لها طعم قهوة دافئة في صباح شتائي. تتشبث بالألقاب، تحافظ بقوة من فولاذ على المسافة اللغوية بين اسميهما، بالضبط كالمسافة بين المكتبين المتقابلين.

أي محظوظ ذاك الذي نال منها ما يخجل هو من تمنيه! أي محظوظ ذاك الذي تطل عليه بشمسها الوحيدة، بينما تطل على الآخرين بسحب بيضاء تارة، رمادية تارة، ومتوردة، دافئة، مشوقة كما يحدث معه.

ينصرف العملاء تدريجيا ويخلو الرواق بين المكتبين. يرفع يده متردداً، يقول بابتسامة عريضة يحاول بها إخفاء ما به من تلاطمات المشاعر. " مش تباركيلي؟ أنا خطبت!"

ترفع عينين اتسعتا دهشة، وثغرا أفصح عن ابتسامة " بجد! ما شاء الله.. ألف مبروك!" هل لمح حزناً هناك خلف السحب الوردية؟ أم أنه يتمنى لو رأى حزناً؟ عاجز هو عن ترجمة التمتمات التي يصدرها خافقه، والتمتمات التي تتكلم بها ملامحها. يقول بابتسامته المرتبكة " الله يبارك فيكِ" ثم لا يجد شيئاً ليقوله. لماذا لم تسأله عن تلك العروس؟ ألا تملك جراماً واحداً من فضول النساء؟ أم أنها تبالغ في إخفاء صدمة ما، إحباط ما، حزن ما؟! أم أنها هكذا دوماً دون أية رتوش، ككتاب فصيح لا يحتاج لترجمة؟ لمَ هي مُعجمة إذن بالنسبة له؟ ولماذا يود لو أزال عُجمَتها، ولو تمكن من فتح أقفال سريرتها المحكمة الغلق؟!

هل لمح حزناً في عينيها؟ هل يرى وجهها الخالي من خطوط العمر، يرسم خطوط انكسار ما؟ هل هو محظوظ لأنه حرك شيئاً خلف تلك المسافات الاجتماعية واللغوية التي تفصل بينهما؟

وللحظة كره ما فعل بنفسه وبها.. لمحة الحزن التي أجادت إخفاءها ببراعة أورثته مرارة وندماً. كان ينبغي أن يصمت حين لاذت بالصمت، أن يكف عينيه حين كفت عينيها واستدارت عنه. ما كان ينبغي أن يفتح الباب بينما تتشبث هي بالمقبض باستماتة، تحاول حماية ذلك القلب الهش من التحطم.

يرتفع رنين هاتفها كعادته في نفس الموعد كل يوم مع انتهاء ساعات العمل، تجمع حقيبتها وهي تجيب الاتصال ملقية تحية صامتة برأسها إليه. تشرق شمسها في آخر اليوم على عكس ما تمنى، يتناهى إلى سمعه بقايا جملتها وهي تغادر الغرفة" انا نازلة حالاً.. جبت الأولاد من المدرسة؟!"

 

 

إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓-3الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑4الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑25الكاتبمدونة نورا شوقي200
2↑19الكاتبمدونة رشيد سبابو212
3↑17الكاتبمدونة محمد جاد78
4↑14الكاتبمدونة غازي جابر67
5↑9الكاتبمدونة خالد دومه30
6↑9الكاتبمدونة شيماء عصام124
7↑8الكاتبمدونة احمد كريدي98
8↑8الكاتبمدونة نجلاء محجوب142
9↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)158
10↑6الكاتبمدونة مها الخواجه29
11↑6الكاتبمدونة سعاد سيد187
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1069
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب690
4الكاتبمدونة ياسر سلمي652
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم568
7الكاتبمدونة آيه الغمري496
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة402

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب330684
2الكاتبمدونة نهلة حمودة186872
3الكاتبمدونة ياسر سلمي178531
4الكاتبمدونة زينب حمدي168931
5الكاتبمدونة اشرف الكرم127968
6الكاتبمدونة مني امين116113
7الكاتبمدونة سمير حماد 106367
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97321
9الكاتبمدونة مني العقدة93886
10الكاتبمدونة مها العطار87398

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
2الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
3الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
4الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
5الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
6الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
7الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
8الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
9الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
10الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10

المتواجدون حالياً

3300 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع